ملفات وتقارير

الجمعة - 19 يونيو 2020 - الساعة 08:27 م بتوقيت اليمن ،،،

البيضاء/ مدى برس/ تقرير خاص:


تأخرت كثيراً على أولى الدعوات لها قبل شهر ونصف تقريباً، لكنها جاءت هائجة تتطاير شرارتها، تقول مصادر قبلية في محافظة البيضاء، وسط البلاد، لـ"مدى برس"، إنها الحرب التي تدور رحاها بين قبائل آل عواض، مسنودة بالقبائل من جهة، ومليشيا الحوثي المتمردة من جهة أخرى، منذ يومين والتي كان جرى الدعوة لها قبل شهرين من قبل الشيخ القبلي ياسر العواضي، إبان مقتل امرأة "جهاد الأصبحي" على يد الحوثيين بمديرية الطفة.

تؤكد المعلومات الواردة من هناك أن المعارك على أشدها وفي أكثر من جبهة، وأن مليشيا الحوثي المتمردة تبخرت أحلامها التي جهزتها في إسقاط مديرية ردمان، حاملة المعلومات في طياتها ما هو أكثر من انتصار قادم، لا يقل عن إعلان تحرير كامل للمحافظة من التواجد الحوثي إذا ما استمرت ذات العزيمة والشغف لدى القبائل في إخراج المليشيا وإنهاء تواجدها.

ما يؤكد نجاح المعركة في البيضاء، لصالح القبائل المحتشدة، كثير من العوامل، لعل أهمها القضية الأساسية المتمثلة بأخذ ثأر المرأة التي قتلتها المليشيا، واجتماع القبائل من كل مناطق المحافظة يجمعها هدف واحد مشترك وهو إنهاء التواجد الحوثي، إضافة إلى أن المحافظة مثلت على مدى ست سنوات من الحرب ثقباً أسود التهم أبرز قيادات الحوثيين والآلاف من عناصرها وكبدها خسائر كبيرة في العتاد على أيدي القبائل من غير أن يكون هناك دعم حكومي تحصلت عليه في معركتها.

بعد تأهب اكتمل مؤخراً وتهديد رسم الكثير من ملامح الخوف على أوجه المليشيا، وتحشيد تداعت له القبائل، بدأت نُذر الحرب بين قبائل البيضاء المنتفضة ومليشيا الحوثي المتمردة، تدوي مدافعها على كامل امتداد مديرية ردمان، ومديريات أخرى مجاورة لها، تؤكد المصادر أن ملامح الهزيمة منذ إطلاق أول رصاصات المعركة اكتست وجه المليشيا الحوثية.

الأربعاء الماضي 17 يونيو/حزيران، اندلعت شرارة المعارك بين القبائل والمليشيا، إثر هجمات مفخخة بطائرات مسيرة شنتها الأخيرة على مواقع احتشاد القبائل في منطقة آل عواض، بمديرية ردمان، تمكنت القبائل من إسقاط اثنتين، فيما سقطت أخريات على مجاميع من القبائل المحتشدة وأسفرت عن مقتل شخص وإصابة آخرين.

تكشف مصادر قبلية لـ"مدى برس"، أن الهجمات الحوثية على المنطقة جاءت في ظل وجود دور للوساطة ومشايخ البيضاء في إطار محاولة احتواء الموقف وتحقيق العدالة وفي مسعى منها لاحتواء القضية التي كانت سبباً لاحتشاد القبائل، لكن هذا الاستهداف أحبط كل ذلك وذهب بالقبائل للإعلان عن الاحتشاد والتأهب للحرب.

على إثر ذلك، وبحسب ما أكدت مصادر خاصة في المنطقة لـ"مدى برس"، دارت معارك عنيفة بين القبائل المحتشدة ومليشيا الحوثي المتمردة في ثمانية محاور على امتداد مديرية ردمان، ومناطق متاخمة لها وأخرى تؤدي إليها، انطلقت معها أبواق مليشيا الإخوان المسلمين "حزب الإصلاح" لنشر أخبار مزيفة ومزاعم سقوط آل عواض، بيد الحوثيين.

وتشير المصادر، التي كذَّبت مزاعم مليشيا الإخوان، إلى أن عدم وجود دور للإصلاح في المعركة وعدم وجود كيان لها وحقدها الدفين على الشيخ القبلي ياسر العواضي، إضافة إلى النجاح الذي حققته دعوة النكف وما قد تحققه من انتصار كبير، حز في نفوس الإصلاحيين لغيابهم عن هذه الملحمة في ظل سباتهم العميق، فذهبوا لنشر أخبار الأكاذيب والتزييف قبل الحوثيين أنفسهم.

واستغلت مليشيا الإصلاح الإخوانية عملية إرباك حوثية قامت بها عناصر مندسة بإطلاق رصاص في سوق مديرية ردمان، لنشر زيفها الإعلامي. وأشارت المصادر القبلية إلى القضاء على تلك العناصر فور الحادثة، لكن مليشيا الإصلاح كانت الأقرب لنشر ما تصبو إليه المليشيا الحوثية، لافتة إلى أن ما قامت به مليشيا الإخوان لا يختلف عن ما تقوم به مليشيا الحوثي، وليس بغريب أن تقوم بذلك، فلطالما كانت أكثر خطراً على الشرعية من الحوثيين.

ميدانياً، تؤكد المصادر أن المعارك التي تدور رحاها في مختلف مواقع المديرية كبدت مليشيا الحوثي المتمردة خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، مشيرة إلى سقوط ما لا يقل عن 40 عنصراً حوثياً قتلى وعشرات الجرحى، وهناك أسرى بينهم قيادات ميدانية، في حين فر العشرات من عناصرها باتجاه مديرية الشرية، الواقعة جنوبي مدينة رداع على بعد 30 كلم.

وكذَّبت المصادر الشائعات التي يجري الترويج لها بسقوط كامل المديرية بيد المليشيا الحوثية، مشيرة إلى سقوط سوق ردمان، عقب خيانة قامت بها ما تسمى سادة آل عواض، تمثلت بإدخال العناصر الحوثية إلى السوق في الوقت الذي كانت فيه القبائل تخوض المعارك في الجبهات الغربية والجنوبية للمديرية، مؤكدة أن سقوط السوق لا يعني سقوط كامل المديرية بيد المليشيا الحوثية.

ويعود احتشاد القبائل الملبية للنكف القبلي لاجتثاث المليشيا الحوثية من البيضاء، إلى أحداث ما بعد حادثة نهار الرابع من رمضان الماضي الموافق 27 أبريل/ نيسان المنصرم، حين نفّذت مجاميع مليشيا الحوثي حملة مسلحة واسعة على مديرية الطفة، داهمت خلالها منزل المواطن حسين الأصبحي، بقرية أصبح، بهدف اعتقاله، وعندما لم تجده قتلت امرأة تُدعى "جهاد الأصبحي" كانت تتواجد في المنزل.

وعقب ما أقدمت عليه عناصر مليشيا التمرد والانقلاب الحوثية بقيادة المدعو "حمود شثان" من قتل "جهاد"، لم تهدأ قبائل المحافظة، وتحولت تلك الحادثة إلى شرارة انتفاضة قبلية تداعت إثرها القبائل تلبية لنكف قبلي دعا إليه الشيخ القبلي ياسر العواضي، وتوعدت باجتثاث المليشيا وإخراجها من المحافظة، وها هي شرارة الانتفاضة انطلقت عازمة على محو أي وجود حوثي في المحافظة.