الأحد - 28 يونيو 2020 - الساعة 08:08 م بتوقيت اليمن ،،،
عدن/ مدى برس/ تقرير خاص:
كانت أفكاره حول الوحدة الوطنية تتزين بباقات باهجة ظهورياً فرحة بتحقيقها، ومغمورة في ذات الوقت بالتفكير في كيفية استغلالها والتوغل فيها بما يخدم مصالحه وأجندته، وهو حاله أيضاً اليوم مع حكومة الشرعية التي يدعي الالتفاف معها ومساندتها ويزيد من توغله في مفاصلها لسلبها وهي لا تدرك.
تثبت أعماله وسياساته التي يقوم بها يوماً إثر يوم أنه داعية حرب لا أكثر. يطلق على نفسه حزباً سياسياً، وفي الحقيقة هو ليس إلا تجمعاً أو فصيلاً دينياً يسمى "التجمع اليمني للإصلاح" -جناح جماعات الإخوان المسلمين الإرهابية في اليمن- وهو ما بات الحديث عنه ينكشف في كونه تاجر حرب لا أكثر.
30 عاماً مرت على تحقيق الوحدة الوطنية بين الشمال والجنوب في الـ22 من مايو 1990، وكان أبناء الجنوب هم من سعوا رغبة في تحقيقها، ولكن أحلامهم تبخرت على واقع همشت فيه حقوقهم قبل أحلامهم من قبل حزب الإصلاح الذي اتخذ من الجنوب باحة لاستثماراته.
واليوم تمر 6 سنوات من الحرب أميط فيها اللثام مبكراً عن وجه هذا التجمع الديني الإرهابي الذي توغل في قلب الدولة سياسياً وعسكرياً، ونفث سموم الصراع في كيانها، وذهب بها إلى أكثر حدة مع الشعب شمالاً وجنوباً.
على مدى الست سنوات الماضية توجه الإصلاح عبر أدواته التي قام بزرعها في مناصب عليا في الدولة سياسية وعسكرية إلى بث السموم في كافة أركان الدولة ومفاصلها، ممهداً بذلك له الطريق في إطالة أمد الحرب التي يستفيد من خلالها.
علاوة على ذلك قام الإصلاح بتفخيخ أكثر مؤسسات الدولة وكياناتها بما يقود إلى المزيد من الخلاف ويؤدي إلى الصراع لينفذ رغباته في الاستيلاء على الدولة وأن يجعل منها مركزاً تابعاً لزعمائه ممولي الإرهاب، قطر وتركيا.
جنوباً، تعمد الإصلاح خلق فوضى فساد عارمة طيلة السنوات الماضية فاض معها صبر الجنوبيين، وتوجهوا إلى مطالبة الحكومة والرئيس هادي بمحاسبة هذا الكيان الذي تقوم أنشطته على النهب والفساد متخفياً في ثوب الصلاح وتحت مسمى الإصلاح.
كل مطالب الجنوبيين السلمية حيال ذلك، ذهبت أدراج الرياح دون أن تحقق هدفها، وهو الأمر الذي أدى إلى اضطرار الجنوبيين في التوجه للسلاح ومواجهة قوات الإخوان المختبئة في لباس الدولة، والدعوة للانفصال عن الشمال المتحكم به الإصلاح وذلك دفاعاً عن أنفسهم وحقوقهم.
وفي محور الشمال، الذي لا يزال الحوثيون (طرف الصراع والحرب الثالث) يسيطرون على مساحات واسعة من جغرافيا هذه المحور، عمد الإصلاح -الذي يتحكم بالجناح العسكري للدولة ويتخذ من مارب، مركزاً له- إلى تجارة يربح من خلالها مليارات الدولارات.
تتمثل هذه التجارة التي قام بها الإصلاحيون في بيع وشراء جبهات القتال، ولعل آخرها ما حدث من سقوط جبهتي نهم (شرقي العاصمة صنعاء) والجوف وتسليمهما للحوثيين، ضارباً هذا التجمع الديني القائم على تضحيات غيره، بتضحيات عشرات الآلاف من أبناء الوطن قتلوا وجرحوا خلال سنوات ست مضت؛ عرض الحائط.
اليوم، أيضاً، تتواصل عمليات هذا النوع من التجارة في جبهات مارب، والبيضاء، والتي باتت معها مدينة مارب التي تكتظ بأكثر من أربعة ملايين نازح فروا إليها من الحرب، آيلة للسقوط أمام زحوف الحوثيين، ووصول آلاف مقاتليها بحشودهم القتالية إلى مستوى واسع من أطرافها، في ظل غياب للجيش الإخواني الذي تكتظ به كشوف الرواتب والرتب العسكرية.
بدلاً من التوجه إلى تحرير صرواح، ومجزر، واستعادة نهم، والجوف، تحشد مليشيا الإخوان الإصلاحية حشودها باتجاه الجنوب لقتال القوات الجنوبية التي تقاتل في سبيل الحصول على كرامتها وحريتها وحقوقها، تاركة في جبهات أطراف مارب المهددة بالسقوط استياءً واسعاً لقبائل مراد -إحدى أكبر قبائل مارب- التي تقاتل وحدها بسلاحها الخفيف مليشيا ضخمة استحوذت على ترسانة دولة من العتاد والمعدات القتالية، وفوق هذا تتلقى دعماً بأحدث أنواع الأسلحة من داعمتها إيران.
اليوم، يسيطر على اليمن بشكل رئيس 3 فصائل: قوات الحوثيين الشمالية في صنعاء، وقوات المجلس الانتقالي الجنوبي في عدن، ومليشيا الإصلاح المتدثرة بمسمى الحكومة الشرعية في مارب، والأخيرة هي سبب ما آلت إليه البلاد من حروب مستمرة منذ عشرات السنين. بحسب ما يجمع عليه مئات الآلاف من اليمنيين.
يبدو أن تحرير كامل الجنوب من مليشيا الحوثي الانقلابية وانحسار المليشيا الحوثية إلى أطراف محافظتي لحج والضالع الجنوبيتين، وتحقيق سبق هذه الانتصارات الكبيرة على أيدي أبناء الجنوب، وتحقيق وجود الدولة بكيانها المسالم والخالي من الحروب وآثارها هناك، لم يرق للإصلاحيين الذين أبوا إلا خلق فوضى أمن هناك، ومن ثم خلق فوضى صراع جديدة.
أراد الإخوان المسلمون أن يجروا الجنوب إلى مربع الصرع مرة أخرى، ولم يهنأ لهم ما بدأت تعيشه تلك المحافظات من سلام إبان الحرب، فعمدت إلى أساليبها في خلق الصراع لتحدث فجوات، ومع عدم استطاعتها خصوصا بعد كشف آمالها وما تصبو إليه من قبل الجنوبيين، عمدت إلى التلاعب في حقوق أبناء تلك المحافظات واستخدام معهم سياسة الإقصاء، وهو ما أخرج الجنوبيين من دائرة الصمت إلى دائرة البوح ومن ثم المطالبة بالسلم ومن ثم بالحرب.
لم يكتف الإصلاح (الإخوان المسلمون) بما أوصلوا إليه البلد من دمار شامل وحرب لم تنطفئ شرارتها بعد، وأيضاً السيطرة على مؤسسة الدولة العسكرية والأمنية، وتوجهوا مؤخراً إلى تكثيف أنشطتهم في تجنيد مليشيا مسلحة بعد إنشاء معسكرات تدريب لهذا الغرض في كل من محافظات شبوة، وتعز، وحضرموت، وذلك لتنفيذ مخطط تركي بتمويل قطري تمهيداً لتدخل مرتقب في البلاد.
جندت مليشيا الإخوان حتى اليوم ما لا يقل عن 10 آلاف من المسلحين في تلك المحافظات منها 3000 حالة تجنيد نفذتها في محافظة حضرموت، شرقي البلاد، عبر ما ادعت بتوجيهات رئاسية عبر مذكرة وجهها مكتب الرئاسة الخاضع لسيطرة الإخوان.