نافذة على السياسة

الإثنين - 29 يونيو 2020 - الساعة 09:09 م بتوقيت اليمن ،،،

تعز/ مدى برس/ خاص:


لم تكد تمر شهور قليلة على اغتيال عميد الجيش الوطني ومطلق شرار مواجهة الانقلاب في محافظة تعز ’’عدنان الحمادي‘‘، حتى تحركت ألوية حزب الإصلاح والمليشيات التابعة له، للسيطرة على مسرح عمليات اللواء 35 مدرع الذي كان يقوده العميد الحمادي. تحركاتٌ بدأت بنشر وحدات عسكرية وميليشياوية تتبع الحزب في مختلف مسارح عمليات اللواء، ولم تنته بمحاولة انتزاع أهم معسكرات اللواء وتفكيكه من الداخل عبر أدوات الحزب، وإرسال التعزيزات الجديدة لاستكمال تنفيذ المخطط.

وبدا واضحًا من تطورات الأشهر الماضية، سعي حزب الإصلاح للسيطرة على "تركة اللواء 35 مدرع"، أي مسرح عملياته، قبل الانطلاق غربًا صوب الساحل الغربي، وجنوبًا صوب المحافظات الجنوبية، كما تقول مصادر واسعة الاطلاع على الأوضاع في محافظة تعز، مشيرة إلى تكثيف الحزب وعبر أدواته العسكرية كخالد فاضل قائد المحور الذي تم إعادته إلى منصبه من أجل تنفيذ المهمة، ومحمد سالم قائد الشرطة العسكرية الذي عُين في منصبه هو الآخر لذات المهمة، إلى جانب قائد الجناح المسلح لجماعة الإخوان المسلمين في المدينة ’’عبده فرحان الملقب بـ"سالم"‘‘، وعبدالملك الأهدل، وقيادات ميدانية إخوانية أخرى.

وبدأت مراحل الخطوات الثانية والأخيرة للسيطرة على الحجرية، خلال الأسابيع الماضية، بتعزيز القوات التي كان الحزب وأذرعه العسكرية قد أوجدها في الخطوات الأولى، عندما استحدث معسكرات للواء الرابع مشاه جبلي قبل سنتين تقريبًا. وشملت هذه العزيزات، وفقًا لثلاثة مصادر عسكرية، الدفع بقوات كبيرة وأسلحة وذخائر إلى مناطق عدة في الحجرية، على سبيل المثال لا الحصر، الدفع بتعزيزات وقوات إلى مناطق: ’’راسن‘‘، و’’بني عمر‘‘، و’’بني شيبة‘‘، و’’الاصابح‘‘، و’’سامع‘‘، وقامت هذه القوات بالتمركز هناك.

وأبلغت أربعة مصادر عسكرية أخرى ’’مدى برس‘‘، بإسناد قوات حزب الإصلاح مهمة السيطرة على مديرية الصلو، إلى القيادي في جماعة الإخوان ’’ضياء الحق الأهدل‘‘، أحد المتهمين باغتيال العميد عدنان الحمادي، إضافة إلى قيادي آخر يدعى ’’حبيب السامعي‘‘، وقيادي ثانٍ يدعى ’’مجيب الرحمن الصلوي‘‘.

وأفادت المصادر، بتعزيز قوات الإصلاح، القيادات الثلاثة، بأسلحة وذخائر، مشيرة إلى سعيها المكثف من أجل إرباك الموقف في الصلو في حال نشب أي تطور للموقف. وقال أحد المصادر، إن ’’حبيب السامعي‘‘ وأفراده ينتمون إلى اللواء 145 الذي يقوده قائد المحور، لكن الأخير، أرسلهم يتواجدون بشكل دائم في مسرح عمليات اللواء 35 مدرع بالمديرية، مع دعم كبير من الأسلحة والعتاد، الذي كانت جماعة الإخوان قد قامت بتخزينه خلال السنوات الماضية، ورفضت استخدامه في المعارك مع ميليشيات الحوثي الانقلابية.

وإلى جانب ذلك، نشر الحزب وحدات من ميليشيات الحشد الشعبي المدعوم قطريًا، في مناطق ’’دبع، وبني عمر‘‘، وجبل راسن الاستراتيجي، ودفع بها من معسكر ’’حمد‘‘ الواقع في منطقة يفرس مركز مديرية جبل حبشي.

وأكثر من ذلك، كثف حزب الإصلاح جهوده لانتزاع معسكر بيحان وجبل صبران الواقعين في مدينة التربة، من اللواء 35 مدرع، وتسليمهما لمحور تعز، على أن يتم تسليمهما لاحقًا، إلى ميليشيات الحشد الشعبي المدعومة قطريًا، وفق ما أكدته مصادر اللواء 35 مدرع. وبالفعل، بدأ الترتيب لاجتماع سيعقد في مدينة التربة سيضم ’’نبيل شمسان‘‘، محافظ تعز المقرب من نائب رئيس الجمهورية، وقائد محور تعز خالد فاضل، وأركان حرب اللواء 35 مدرع، عبد الملك الأهدل والذي أسند إليه الحزب مهمة تفكيك اللواء من الداخل، من أجل إنجاح ما تسعى إلى تحقيقه القوات العسكرية التابعة له، وميليشيات الحشد الشعبي.

وقال أحد المصادر: "تم الدفع بقوات من ميليشيات الحشد الشعبي التابع لحمود المخلافي على شكل دفعات إلى مدينة التربة، وتم نشر هذه الوحدات، فيما هناك وحدات أخرى يتم تدريبها بتمويلٍ من الدوحة في معسكر الحشد الشعبي بمديرية جبل حبشي"، قبل أن يضيف "بسيطرة هذه القوات على معسكر بيحان، تكون قد أحكمت السيطرة على جميع مداخل تعز، مع الجنوب من جهة القريشة، ومعسكر صبران، من طريق هيجة العبد المنفذ الذي يربط المدينة بالمحافظات الجنوبية"، إضافة إلى إحكام الحزب على منافذ المدينة الأخرى.

وأكد مصدر عسكري موثوق صحة ما ذكرته المصادر، عن إسناد مهمة تفكيك اللواء 35 مدرع من الداخل، إلى عبدالملك الأهدل. وأضاف إليه، إن الأخير دشن عمليات إقصاء واسعة خلال الفترة الأخيرة لجميع القادة العسكريين الذين كانوا مقربين من العميد الحمادي، متحدثًا عن وعود من قبل الإخوان للأهدل بتعيينه قائدًا للواء 35 مدرع مقابل ما يقوم به من تمكين المليشيات والألوية العسكرية التابعة لهم من الانتشار في منطقة الحجرية، أكبر مناطق المدينة مساحة، وذات الأهمية الاستراتيجية، إذ يمر منها المنفذ الوحيد الذي يربط المدن الجنوبية بالمدينة، وتطل على مديريات الساحل الغربي، فضلًا عن الكثافة السكانية الكبيرة المتواجدة فيها.

ولم تتوقف تحركات الإخوان عند ما سبق، بل دفعت بتعزيزات عسكرية جديدة من قوات الشرطة العسكرية وميليشيات الحشد الشعبي المدعومة قطريًا والتي تعسكر في جبل حبشي إلى الحجرية، تحت مبرر القبض على شخص يدعى ’’هائل الدعيش‘‘ احتجز أعضاء اللجنة المكلفة بتحصيل ضريبة القات، قبل أن يفر.

وشاهد سكان محليون في مديرية المعافر، العشرات من الأطقم التابعة للشرطة العسكرية والحشد الشعبي تتجه إلى منطقة الحجرية. ولاحقًا قال قائد الشرطة العسكرية محمد سالم الخولاني، إن قواته ستظل متواجدة هناك من أجل ما سماه "بسط نفوذ الدولة في جميع المديريات المحررة بمدينة تعز"، حد قوله.

في نفس السياق، شاهد مصدر محلي، العديد من الأطقم التابعة لمليشيات الحشد الشعبي تخرج من مقر معسكر الحشد بمنطقة يفرس، متجهة إلى الحجرية لحظة انطلاق الحملة، بينما كان الأفراد الذين على متنها يرتدون زي الشرطة العسكرية، وفق ما تحدث.

ومع كل هذه التطورات، يبدو أن قرار انتزاع الحجرية قد اتُخذ من قبل جماعة الإخوان المسلمين، وربما اقترب موعده أكثر من أي وقت مضى، لكن هل ينجح هذه القرار؟ يستبعد مصدر عسكري، نجاح مساعي جماعة الإخوان المسلمين، مؤكدًا أن اللواء 35 مدرع الذي ظل صامدًا أمام جميع المشاريع الضيقة محافظًا على إخلاصه للوطن والجمهورية بوجود العميد عدنان الحمادي، سيظل كذلك محافظًا ومخلصًا، وسيتصدى لجميع المؤامرات التي تحاول حرف المعركة من تحرير ما تبقى من المدينة من ميليشيات الحوثي الانقلابية، إلى تحرير المحرر.