ملفات وتقارير

الثلاثاء - 30 يونيو 2020 - الساعة 09:05 م بتوقيت اليمن ،،،

صنعاء/ مدى برس/ خاص:


لجأت مليشيا الحوثي إلى حيلة جديدة للتعامل مع شح التمويل الإيراني الذي تعاني منه منذ تشديد العقوبات الأمريكية على طهران، واختارت هذه المرة أن تلجأ إلى استهداف أبناء "الفئة المهمشة" التي تعاني أوضاعاً صعبة.

صبغت مليشيا الحوثي الإرهابية خططها لاستقطاب “المهمشين” بخطاب ديني، كعادتها في مثل هذه الجرائم، بعد أن أطلقت عليهم اسم “أحفاد بلال”، ارتباطاً ببشرتهم السمراء التي عُرف بها بلال بن رباح، في خطوة تستهدف الربط بين بطولات الصحابي والزج بهؤلاء في جبهات القتال بما يضفي أبعاداً دينية وعقائدية على ارتكابهم للجرائم الإرهابية.

ويرى مراقبون أن تهرب زعيم المليشيات الحوثية من استخدام مصطلح (المهمشين) لا يعني أنه تجنب استخدام مصطلحات فيها نوع من الانتقاص بحق شريحة من المواطنين، لكنه يكشف عن نظرة عنصرية أخرى تسعى لسلب شريحة من اليمنيين حقهم في الانتساب لآبائهم من اليمنيين والسعي لربطهم بصراعات الماضي الذي يريد الحوثي أن يعيش فيه وبمقتضاه اليمنيون.

وفي وقت سابق، أقرت مليشيا الحوثي لائحة عنصرية لقانون الزكاة، بنصوص صريحة تعطي لـ”الهاشميين" خُمس الأموال المحصلة باسم الزكاة، في محاولة لإعلان مشروع في ظاهره دمج فئة المهمشين وفق إعلان زعيم المليشيا المدعو عبدالملك الحوثي، غير أنه يحمل في طياته خططًا لاستقطاب أكبر عدد ممكن من هذه الشريحة إلى صفوف مقاتليهم في الجبهات.

وقال مصدر، إن الاجتماعات التي تعقد في صنعاء تحت شعار دمج من يسمونهم “أحفاد بلال” في المجتمع لا يشارك فيها أي من ممثلي هذه الفئة.

ويشير المصدر إلى أن الاجتماعات لا تبحث تقديم خدمات ومساعدات لهذه الفئة، وإنما عقد دورات طائفية لهم، وفعاليات لحث المهمشين على الانخراط في القتال إلى جانب المليشيا الحوثية واستغلال شباب هذه الفئة في القتال.

وكشف عن بدء لجان مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، عمليات حصر في مناطق تجمعات شريحة المهمشين في صنعاء ومناطق سيطرتها، لاستقطاب الشباب للقتال بصفوفهم وتشكيل كتائب منهم بدعوى دمجهم.

وأوضح أن مشروع دمج المهمشين يحتاج إلى إعلان من قيادات المليشيا وتعيينهم في مناصب إدارية ووظيفية، وعدم اقتصارها على أعمال النظافة، واصفًا ما يدور حاليًا بأنه استغلال بشع وعنصري ضد هذه الشريحة.

يأتي هذا فيما كشفت صحيفة الشرق الأوسط السعودية عن مؤامرة أعدتها مليشيا الحوثي، المدعومة من إيران، لاستغلال شريحة “المهمشين” من ذوي الأصول الإفريقية في صنعاء، والمناطق الخاضعة لسيطرتها، بهدف تجنيدهم والزج بهم في محارق الموت بجبهاتها القتالية.

ونقلت الصحيفة –في تقرير نشرته أمس الاثنين– عن مصادر مطلعة بصنعاء أن المليشيا الإرهابية مستمرة في تنظيم اجتماعات بكل من صنعاء وإب وذمار والحديدة وعمران وحجة والمحويت، مستهدفة أبناء الفئة المهمشة الذين يطلقون عليهم “أحفاد بلال”، في إشارة إلى الصحابي الجليل بلال بن رباح.

ولفتت الصحيفة إلى أن لجاناً من المليشيا الإرهابية تجري عمليات حصر واسعة بمناطق سكن وتجمعات المهمشين في صنعاء والمناطق الواقعة تحت السيطرة الحوثية، بهدف معرفة العدد الحقيقي لفئة الشبان لاستقطابهم في تشكيل كتائب حوثية جديدة تحت ذات المسمى والذريعة الحوثية.

ووصفت الصحيفة، نقلاً عن ناشطين يمنيين، أن الحوثيين الإرهابيين هم أكبر من استغل فقر فئة المهمشين وتاجروا بمعاناتهم وأوجاعهم وزجوا بهم في معارك لا ناقة لهم فيها ولا جمل.

وحذرت الصحيفة من أن المليشيا الإرهابية جندت المئات من المهمشين في مختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها عبر أساليب متعددة منها الترغيب والاستغلال والتهديد.