نافذة على السياسة

الأربعاء - 01 يوليه 2020 - الساعة 04:12 م بتوقيت اليمن ،،،

عدن/ مدى برس/ تقرير خاص:


كشفت مصادر سياسية مطلعة عن دخول الأمم المتحدة وسفراء الدول الـ19 الراعية لعملية السلام في اليمن على خط الجهود التي يقوم بها التحالف السعودي لتنفيذ اتفاق الرياض وإنهاء المواجهات العسكرية بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي في محافظة أبين، شرقي العاصمة عدن، جنوب البلاد.

وفي ذات الوقت أفادت مصادر محلية بتحركات مشبوهة في محافظة تعز لتسليم المناطق المحاذية لمحافظات جنوب وغرب اليمن إلى عناصر مسلحة تتبع حزب الإصلاح الممولة من قطر بقيادة حمود المخلافي.


> المسار السياسي في الرياض

وفقاً للمصادر السياسية يتفق الحراك السياسي الدولي والأممي مع الجهود السعودية إلى التوصل لاتفاق شامل في اليمن بين الحكومة الشرعية وميليشيات الحوثي على قاعدة اتفاقيتي ستوكهولم والرياض اللتين تتمحور حولهما مقترحات الحل السياسي للأزمة اليمنية.

وفي هذا السياق، وصل المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث إلى العاصمة السعودية الرياض، في مستهل جولة جديدة، حيث رجحت مصادر دبلوماسية أن تشمل صنعاء ومسقط.

وقالت مصادر سياسية، إن جولة جريفيث الجديدة في المنطقة ستتمحور حول جانبين؛ الأول يتعلق باتفاق الرياض وحث الأطراف الموقعة عليه للشروع في تنفيذه. والآخر يتعلق بالمقترحات المتداولة لبناء الثقة بين الحكومة اليمنية والميليشيا الحوثية.

وتشمل القضايا التي سيطرحها غريفيث: تبادل إطلاق الأسرى والهدنة الاقتصادية وآلية مقترحة لفتح مطار صنعاء تحت إشراف التحالف العربي، إضافة إلى قضية ناقلة صافر في البحر الأحمر التي تسعى الأمم المتحدة للحصول على موافقة الحوثيين للوصول إليها والبدء في صيانتها، مع ورود تقارير عن تسرب النفط منها خلال الأشهر الماضية.

والتقى المبعوث الأممي، الثلاثاء، في الرياض، الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، وفقاً لوكاله يمنية رسمية التي نقلت عن الرئيس هادي "حرصه على تحقيق السلام الشامل وفقاً للمرجعيات الثلاث والذي يفضي لتحقيق الأمن والاستقرار المستدام في اليمن والمنطقة بعيدًا عن الحلول الترقيعية وترحيل الأزمات".

- تتمحور جولة غريفيث حول:

• اتفاق الرياض وحث الأطراف الموقعة عليه للشروع في تنفيذه.

• مناقشة مقترحات بناء الثقة بين الحكومة اليمنية والحوثيين.

• تبادل إطلاق الأسرى والهدنة الاقتصادية.

• مناقشة آلية مقترحة لفتح مطار صنعاء.

• قضية ناقلة صافر في البحر الأحمر.

وقد استقبل الرئيس هادي، في مقر إقامته بالرياض السفير الأميركي لدى اليمن كريستوفر هنزل بعد أيام من زيارة مماثلة قام بها السفير البريطاني لدى اليمن مايكل آرون لرئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي.

ونقلت مصادر إعلامية عن عيدروس الزبيدي تأكيده خلال استقباله السفير البريطاني في اليمن على تمسك المجلس الانتقالي الجنوبي بأولوية تشكيل حكومة جديدة مناصفة بين الشمال والجنوب بشكل عاجل وبموجب اتفاق الرياض تتولى متابعة تنفيذ بنود الاتفاق.

ويطالب المجلس الانتقالي، وفقاً لمصادر سياسية، بضرورة البدء بتنفيذ الشق السياسي من اتفاق الرياض وتشكيل هيئات حكومية جديدة تشرف على تنفيذ بنود الشق العسكري، بالنظر إلى عدم ثقة المجلس بمؤسسات الحكومة الشرعية التي يرى أنها مختطفة من قبل جماعة الإخوان وتيار قطر في الشرعية (حزب الاصلاح).


> حزب الإصلاح.. تحركات مشبوهة لتوتير عسكري

وفي المقابل يبدي حزب الإصلاح، المسيطر على قرارات الشرعية، رفضه للاتفاق بشكل كامل، فيما يطرح فريق آخر مطالب يصفها مراقبون بالتعجيزية، ومنها: نزع سلاح الانتقالي وتفكيك قواته والسماح لقوات الحكومة بدخول عدن وإعادة السيطرة على سقطرى قبل البدء بتنفيذ بنود اتفاق الرياض.

وجدد مجلس الأمن الدولي، في بيان له، الاثنين، دعم أعضاء المجلس لجهود المبعوث الأممي الخاص لليمن مارتن غريفيث للتوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار على الصعيد الوطني، والتدابير الإنسانية والاقتصادية الأخرى الرامية إلى استئناف عملية سياسية شاملة في اليمن يشرف عليها اليمنيون بأنفسهم.

وأعرب أعضاء المجلس عن قلقهم البالغ لبطء وتيرة المفاوضات، داعين الفرقاء إلى الموافقة السريعة على المقترحات التي تم التوصل إليها عن طريق أطراف الوساطة. كما رحب البيان بإعلان وقف إطلاق النار في اليمن برعاية التحالف العربي، بين الحكومة والمجلس الانتقالي الجنوبي، ونشر مراقبي وقف إطلاق النار التابعين للتحالف.

وناشد أعضاء مجلس الأمن الدولي أطراف الصراع التنفيذ السريع لأحكام اتفاق الرياض، مطالبين تلك الأطراف بإبداء حسن نية من أجل عودة السلام إلى اليمن.

وتتزامن التطورات المتسارعة على الصعيد السياسي، وعودة الحديث في المحافل الدولية عن تسوية وشيكة للملف اليمني، مع تصاعد حالة الصراع داخل المعسكر المناهض للحوثيين، وبروز دور التيار الإخواني والقطري داخل الحكومة اليمنية الذي يسعى لإفشال جهود التحالف العربي وحرف مسار الصراع باتجاه مكونات وقوى معادية للمشروع الإيراني في اليمن.

وتشير المعلومات في هذا الإطار إلى عمليات تسليم في جبهات قانية والعبدية بين محافظتي مارب والبيضاء، على غرار تسليم محافظة الجوف ومنطقة نهم للحوثيين، في أعقاب سيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي على العاصمة المؤقتة عدن في أغسطس 2019.

وفي الوقت الذي تتهم فيه أطراف يمنية جماعة الإخوان وتيار قطر بتسليم محافظات الشمال للحوثي، تشير المعلومات إلى استمرار سياسة الحشد باتجاه المحافظات الجنوبية المحررة في شبوة وأبين.

وقالت المصادر المحلية في محافظة تعز "إن هذه المليشيات التي تم تدريبها في معسكر يفرس التابع للمخلافي، وصلت إلى منطقة التربة جنوب تعز وبدأت بالاحتكاك مع قوات اللواء 35 مدرع، بهدف السيطرة على المنطقة الذي يأتي في إطار مخطط لتطويق عدن والساحل الغربي الذي تموله الدوحة".

ونجحت قطر، خلال السنوات التي تلت إنهاء مشاركتها في التحالف العربي، في تعزيز حضور تيار معاد للتحالف العربي من داخل الشرعية عمل على تفكيك مؤسسات الشرعية وإرباك التحالف واختلاق معارك جانبية مع القوى والمكونات الوطنية؛ وهي الأنشطة التي عززت، بحسب مراقبين، قوة الميليشيات الحوثية، وأضعفت الحكومة اليمنية في مواجهة الانقلاب.