نافذة على السياسة

الخميس - 02 يوليه 2020 - الساعة 08:54 م بتوقيت اليمن ،،،

مدى برس/ ترجمة خاصة:


أصبح كثير من الليبيين، وخصوصاً بمدن غرب البلاد قلقين من اتساع جبهة التدخلات الخارجية، على خلفية الاستعدادات الجارية لمعركة سرت، مما سمح بتوافد عناصر محسوبة على حزب التجمع اليمني للإصلاح التابع للإخوان بدعم من الاستخبارات التركية.

في وقت سابق كشف موقع ميدل إيست مونيتور البريطاني، أن مصادر عسكرية واستخباراتية أكدت وصول ما يقرب من 200 من المرتزقة من اليمن إلى ليبيا للقتال بين صفوف مليشيات حكومة الوفاق غير الشرعية.

اليوم، قال مصدر مطلع يقيم بالعاصمة طرابلس، إن شخصيات عدة من حزب الإصلاح اليمني وصلت إلى طرابلس خلال اليومين الماضيين بهدف تقوية العلاقات مع إخوان ليبيا برعاية الاستخبارات التركية.

ويأتي هذا في ظل سعي دائم من الرئيس التركي رجب طيب إردوغان للاستثمار في تنظيم الإخوان بجميع الأقطار العربية، مستغلاً التغيرات السياسية التي واكبت ثورات الربيع العربي للمشاركة في رسم خريطة المنطقة على النحو الذي يخدم مصالح أنقرة.

ورغم وجود تقارير موثقة عن وصول قرابة 200 من العناصر المحسوبة على الحزب الذي يعد الذراع السياسية لتنظيم الإخوان في اليمن من أجل القتال في صفوف قوات حكومة الوفاق، فإن المصدر الليبي، الذي رفض ذكر اسمه لدواعٍ أمنية، أوضح أن وظيفة هذه العناصر هي مساعدة الإخوان في ليبيا في السيطرة على مواقع تنفيذية أو تشريعية في قادم الأيام، وقال بهذا الخصوص: "سيتم بناء القدرات الفكرية لقيادات وكوادر الصف الثالث والرابع بجماعة الإخوان في ليبيا للدفع بهم في الانتخابات المقبلة".

وسبق للمتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، اللواء أحمد المسماري، القول إن تركيا تحاول تجنيد سوريين لنقلهم إلى اليمن لمساندة حزب الإصلاح الإخواني مبرزاً أن المرتب المعروض لكل فرد هو 5 آلاف دولار.

ونقلت وسائل إعلام يمنية رافضة لتحركات الإصلاح، خلال اليومين الماضيين، أن الحزب أرسل عناصر موالية له إلى أنقرة بزعم تلقيها العلاج في مشافيها، لكن تم نقلهم تباعاً إلى العاصمة الليبية، مبرزة أن الجيش الوطني اعتقل عدداً من هذه العناصر اليمنية، ممن كانوا يقاتلون في صفوف الوفاق.

وتداولت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي ما وصفته بتحركات مريبة لعناصر الحزب اليمني، وقالت إن حزب الإصلاح الإخواني "ترك تحرير صنعاء من الحوثي، وذهب ليقاتل مع إردوغان في ليبيا". ورغم أنه حقق فوزاً معقولاً في الانتخابات النيابية عام 2014 في مواجهة التيار الإسلامي، وشارك في فعاليات سياسية تتعلق باتفاق (الصخيرات)، والهيئة التأسيسية لصياغة مشروع الدستور، فإن التيار الليبرالي في ليبيا ليس له حضور واضح على الساحة السياسية الآن.

في المقابل، نفى القيادي في حزب الإصلاح اليمني عبدالوهاب الآنسي، وجود منسوبين إلى الحزب في ليبيا. وقال إن "الإصلاح بالكاد يقوم بالمعركة الموجودة في اليمن". واستغرب الحديث عن إرسال عناصر إلى ليبيا. واعتبر هذه الاتهامات "محاولات تشويه".

ويرى كثير من الليبيين أن جماعة الإخوان هناك بدأت تتحرك على مسارات عدة، باتجاه توحيد صفوف جميع التيارات المنتمية للإسلام السياسي، سعياً للتحضير لأي انتخابات نيابية أو رئاسية مستقبلية، في مواجهة التيار الليبرالي، مستفيدين من الدعم التركي، الذي احتضن قياداتها مبكراً منذ اندلاع (الثورة)، التي أسقطت نظام القذافي عام 2011.

وكما أكدت مصادر يمنية أن مليشيات تابعة لحزب الإصلاح في مأرب أرسلت مقاتلين إلى تركيا تحت ستار تلقي العلاج في المستشفى، حيث تم نقلهم إلى العاصمة طرابلس.

وقالت مصادر إن حزب الإصلاح اليمني يحاول تشكيل تحالف عسكري مع تركيا بإرسال مقاتلين إلى جانبه في ليبيا، وسط تقارير متزايدة عن تدخل تركي محتمل في اليمن ضد القوات المدعومة من الإمارات.

وأشارت المصادر إلى أن قوات خليفة حفتر قد اعتقلت بالفعل عددًا من المرتزقة اليمنيين الذين يقاتلون في صفوف حكومة الوفاق.

ودأبت تركيا على إرسال الأسلحة والمرتزقة السوريين إلى ليبيا لدعم حكومة الوفاق غير الشرعية في حربها ضد قوات الشعب المسلح التي تسعى لتحرير العاصمة طرابلس من المليشيات والجماعات الإرهابية المسيطرة عليها.

وتستخدم أنقرة سفنًا عسكرية تابعة لها موجودة قبالة السواحل الليبية في هجومها الباغي على الأراضي الليبية بما يخدم أهدافها المشبوهة، والتي تساعدها في ذلك حكومة الوفاق غير الشرعية المسيطرة على طرابلس وتعيث فيها فسادًا.

كما تحظى الميليشيات المسلحة في ليبيا بدعم عسكري من الحكومة التركية التي مولتها بأسلحة مطورة وطائرات مسيرة وكميات كبيرة من الذخائر، إضافة إلى ضباط أتراك لقيادة المعركة وإرسال الآلاف من المرتزقة السوريين واليمنيين للقتال إلى جانب المليشيات.


• المصدر: ميدل إيست البريطانية