السبت - 04 يوليه 2020 - الساعة 09:48 م بتوقيت اليمن ،،،
تعز/ مدى برس/ خاص:
بعد خمس سنوات من اندلاع شرارة مقاومة انقلاب مليشيات الحوثي الانقلابية في محافظة تعز، لم يعُد أحد من قادة المقاومة الشعبية ممن لا ينتمون إلى حزب الإصلاح موجودًا في المدينة، جميعهم غيَّبهم الحزب، بالاغتيال أو المواجهة حتى طرد قواته من المدينة، بدءًا برضوان العديني، إلى عادل عبده فارع، وصولًا إلى العميد عدنان الحمادي، قائد اللواء 35 مدرع، ومطلق شرارة مقاومة الانقلاب في المدينة.
فمع انطلاق شرارة المقاومة وما تلاها، تصدر الثلاثة قائمة القادة المقاومين والمواجهين للمليشيات الحوثية، سيما بعد تحقيقهم تقدمات واسعة، فعلى سبيل المثال لا الحصر، كان قائد كتائب أبو العباس، هو قائد معارك تحرير الجبهة الشرقية، من الجمهورية بدأ معركة التحرير، وصولًا إلى أحياء الجحملية. أما رضوان العديني، فقد قاد معارك تحرير أحياء الدحي، وصينة، والمرور، والجامعة، وصولًا إلى منطقة بئر باشا عند الضواحي الغربية للمدينة. فيما قاد العميد عدنان الحمادي تحرير العديد من مناطق الضباب، ومعارك استعادة المسراخ، والصلو، والأقروض، بريف تعز الجنوبي، وتمكن من تحرير مساحات شاسعة من مديريات ريف المدينة، وفق إفادة مصادر عسكرية شاركت في تلك المعارك.
وبعد تحرير هذه المناطق، رأى الحزب التوقف عندها وعدم التقدُّم نحو استكمال تحرير المدينة، قبل تحييد جميع القيادات التي لا تخضع لهينمة الحزب المسيطرة على جميع مفاصل المؤسستين، العسكرية والأمنية في المدينة، تحت مبررٍ واحدٍ تكرره الماكينة الإعلامية لجماعة الإخوان في المدينة، هو "مواجهة العناصر الخارجة عن النظام والقانون"، رغم أن تلك الألوية والكتائب التي قادتها القيادات الثلاثة تتبع القوات الحكومية في المدينة، والتي كانت سابقًا مقاومة شعبية وجرى دمجها في "الجيش الوطني" في بداية أواخر عام 2016، بتوجيه من الرئيس عبدربه منصور هادي، لكن الحزب يراها خطرًا على مشروعٍ ينوي تنفيذه في المدينة، إضافة، إلى أنه يريد الاستئثار على المدينة بمفرده، وفق مراقبين.
ولم يخض الحزب معركة التحييد مع الثلاثة بشكلٍ متزامن، إنما معارك منفصلة، وفي كل معركة كان يشيد بمن سيخوض معه المعركة تاليًا، تمامًا كما كانت تفعل ميليشيات الحوثي الانقلابية، فعندما بدأت بتنفيذ مخططها للانقلاب، خاضت المعركة الأولى مع السلفيين في دماج، وقالت إن المعركة مع العناصر التكفيرية فقط، وبعد ذلك، مع القبائل فقط، ثم استكملت المخطط بالانقلاب الكامل عندما وصلت إلى صنعاء وأسقطت مؤسسات الدولة.
وبدأ الحزب معركته الأولى، مع العميد رضوان العديني قائد لواء العصبة، فشن قبل استئنافها حملة تشويهٍ ممنهجة عبر الماكينة الإعلامية التابعة له، استهدفت اللواء تزامنت مع تفكيكه من الداخل، أعقب ذلك اغتياله ودفن القضية.
وهنا تجدر الإشارة إلى حديث للعميد العديني في تصريح صحفي أشار فيه، إلى أن قائد محور تعز اللواء خالد فاضل يتعامل معه بشكل مختلف بسبب حساسيات، حد قوله، إضافة إلى تلاعب الأخير في العملية العسكرية التي انطلقت في عام 2018 لاستكمال تحرير المدينة، ففي معارك الجبهة الشمالية، مثلًا، أشار إلى رفض اللواء 145 الذي يقوده قائد المحور، واللواء 17 مشاه الذي يقوده عبدالرحمن الشمساني ويرأس عملياته القيادي في حزب الإصلاح عبده حمود الصغير المشاركة في المعارك، أثناء تقدم قوات العديني إلى شارع الخمسين شرق المدينة، على الرغم من الاتفاق المسبق على تغطية تلك القوات من المواقع المرتفعة التي تسيطر عليها، لعملية تقدم قوات العديني.
وبعد تحييد لواء العصبة وقائده العميد رضوان العديني، اتجهت أنظار الحزب، كما تقول مصادر واسعة الاطلاع في المدينة، نحو كتائب أبو العباس. وبنفس السيناريو الذي طُبق ضد لواء العصبة جرى تطبيقه ضد كتائب أبو العباس، مع وجود فارقٍ بسيطٍ، بحسب المصادر، هو عدم النجاح في اغتيال قائد الكتائب عادل عبده فارع.
وشن الحزب حملة إعلامية مكثفة ضد الكتائب، تزامنت مع تفكيك الكتائب من الداخل، والسيطرة على مسرح عملياتها عند الضواحي الشرقية للمدينة.
وفي عام 2018، كانت كتائب أبو العباس وقعت اتفاقًا رعته السلطة المحلية في المدينة، مع محور تعز، ينص على انسحاب كافة الوحدات العسكرية من المؤسسات الحكومية والمواقع في المدينة والتوجه إلى جبهات القتال.
نفذت الكتائب الاتفاق، لكن محور تعز المتحكم بقراره والمسيطر عليه حزب الإصلاح لم يقم بذلك، بل واصل سيطرته على المؤسسات الحكومية والمواقع في المدينة، قبل أن يشن هجومًا على المدينة القديمة حيث مقر قيادة كتائب أبو العباس، ما اضطر الكتائب إلى الانسحاب إلى جبهة الكدحة بريف المدينة الغربي، حقنًا للدماء، كما قالت في بيانها حينذاك.
على أن ممارسات حزب الإصلاح وقواته العسكرية لم تتوقف عند تهجير السلفيين وخروج كتائب أبو العباس من المدينة إلى ريفها، بل واصل الحزب عبر القيادات العسكرية التابعة له استهداف الكتائب، فطاردها إلى جبهة الكدحة، وكانت آخر تلك المعارك التي وقعت في عيد الفطر الماضي، حيث شنت ميليشيات حزب الإصلاح هجومًا على مجموعة من عناصر الكتائب بعد عودتها من الجبهة إلى إحدى مدارس البيرين للنوم، وقامت بتصفيتها بالكامل، قبل أن تندلع معارك بين الجانبين، انتهت بتدخل القيادي في ألوية العمالقة الجنوبية ’’حمدي شكري الصبيحي‘‘.
وأفاد مصدر عسكري، بسحب محور تعز جميع أفراد كتائب أبو العباس إلى قوات الاحتياط التي يقودها شكيب خالد فاضل، نجل قائد محور تعز والقيادي في حزب الإصلاح ’’خالد فاضل‘‘، فضلًا عن نهب العديد من الأسلحة منها مدفع، وقامت بسرقته عناصر إخوانية كانت مدسوسة في داخل الكتائب.
وبعد كل ما سبق، اتجه حزب الإصلاح في معركته نحو اللواء 35 مدرع، فشرع بمحاولة تفكيك قواته من الداخل قبل الانطلاق نحو السيطرة على معسكر عملياته.
وقال مصدر عسكري، في وقت سابق، إن محور تعز الذي يقوده القيادي الإخواني خالد فاضل، قام بسحب أكثر من ألفين وخمسمائة جندي وضابط من اللواء خمسة وثلاثين، وقام بنقلهم إلى اللواء الرابع مشاه الذي استحدثه حزب الإصلاح في مسرح عمليات اللواء خمسة وثلاثين.
وأوضح، أن الحزب قام وعبر تلك العناصر بالسيطرة على جبهة الأحكوم، وعدد من النقاط العسكرية في الحجرية، وأخذ الأسلحة والمعدات التي كانت موجودة في تلك المواقع. تقول مصادر اللواء 35 مدرع، إن قوات الإخوان حاولت بعد ذلك بسط السيطرة على مسرح عمليات اللواء 35 مدرع، لكن قائد الأخير العميد عدنان الحمادي تصدى لهذه المحاولات، فلجأت المليشيا الإخوانية إلى استخدام مخطط ثانٍ، بدأ باغتيال العميد الحمادي، وتنفيذ المخطط الذي يجرى في الأثناء في منطقة ’’الحُجرية‘‘.