الأربعاء - 08 يوليه 2020 - الساعة 12:47 ص بتوقيت اليمن ،،،
عدن/ مدى برس/ خاص:
يدرك أبناء المحافظات الجنوبية الدور الذي لعبه الشهيد القائد عدنان الحمادي في الحفاظ على دور تعز الريادي في حماية الجنوب، وهو الدور الذي لعبته تعز خلال المراحل المختلفة للتاريخ الحديث، بما في ذلك خلال مرحلة التشطير.
ولعل الأحداث التي تشهدها مناطق الحجرية اليوم، والتي تتعرض لمحاولات الاجتياح المسلح لها من قبل ميليشيا حزب الإصلاح الإخواني قد سلط الضوء على دور الحجرية التاريخي في حماية عدن والمحافظات الجنوبية، خاصة وأن ميليشيا الإصلاح تسعى للسيطرة على هذه المناطق التي تمتاز بموقع استراتيجي يطل على عدن ومناطق الساحل الغربي ويهددها تهديداً مباشراً.
تحركات ميليشيا الإخوان الهادفة للسيطرة العسكرية على مناطق الحجرية تأتي في سياق الأجندة القطرية والتركية التي تريد فتح جبهة عسكرية جديدة لاستهداف المحافظات الجنوبية والساحل الغربي، وتدشين جولة حرب جديدة أدواتها مرتزقة تركيا وقطر من ميليشيا حزب الإصلاح الإخواني.
وبلا شك، فإن الأحداث الأخيرة في الحجرية قد جعلت السياسيين والناشطين الجنوبيين يستذكرون الدور الذي لعبه الشهيد القائد عدنان الحمادي في الحفاظ على دور الحجرية التاريخي في حماية الجنوب والحفاظ على الوحدة الوطنية والنسيج الاجتماعي لأبناء الشعب.
وفي هذا السياق، قال الناشط والباحث الجنوبي أميم اليافعي، إن مقتل العميد عدنان الحمادي كان خسارة كبيرة للجنوب، بقدر ما هو خسارة كبيرة للقوى المدنية في تعز، مضيفاً إن الحمادي كان آخر حليف حقيقي ومحترم للجنوب من القوى الشمالية المؤثرة على الأرض، فمن يسد عنك باباً للجحيم أو يكف عنك الأذى، فهو بلا شك أفضل حليف في المشهد اليمني الحالي، خصوصاً الجنوب الذي تحاصره جيوش الأعداء من كل حدب وصوب.
وأضاف اليافعي ”إذا كان الجنوبيون قد أجبروا على الدخول في تحالفات مع "ثعابين"، ومدوا لهم يد الدعم والمساعدة، إرضاءً لأطراف خارجية دون أن يكون لهم مصلحة في ذلك، فمن الغباء أن يتفرجوا في هذه اللحظة على ما يحدث في الحجرية ليفترسها الإصلاح، ثم يقوم بعد ذلك بفتح جبهة ضدهم”.
وتمتاز مناطق الحجرية، وهي ريف تعز الجنوبي بموقع استراتيجي من الناحية العسكرية نتيجة لتكوينها من سلسلة جبلية طويلة تشرف على محافظتي لحج وعدن ومناطق الساحل الغربي، بالإضافة إلى موقعها الذي يربط الشمال بالجنوب، حيث توصف الحجرية بأنها ريف عدن، وبوابة الجنوب الرئيسية.
كما تمتاز مناطق الحجرية بكثافة سكانية مهولة حيث يشكل أبناء الحجرية الجزء الأكبر من سكان محافظة تعز والتي تعد المحافظة اليمنية الأولى من حيث عدد السكان، كما يمتاز أبناء هذه المناطق بحب العلم والعمل، وهو ما جعلهم تاريخياً يهاجرون إلى مدينة عدن للعمل، وساهموا في بناء المدينة في مختلف مراحلها، كما ساهموا بكتابة أحداث تاريخها في مختلف المراحل، وكان لهم الفضل بزيادة أواصر التقارب بين تعز وعدن والمحافظات الجنوبية الأخرى حتى خلال مرحلة التشطير.
ولهذا فقد ظلت الحجرية تاريخياً هي الحصن الحامي لعدن والجنوب، ويكفي أن نعرف أنه خلال الحروب التي شهدتها اليمن بين شطريها خلال مرحلة التشطير أو بعدها لم تقم تعز بتسخير أراضيها لمهاجمة الجنوب، ولم يتم فتح أي جبهة قتال فيها على الرغم من أهميتها الاستراتيجية، وذلك يعود بالمقام الأول لشعور أبناء الحجرية الفطري بالوحدة الوطنية مع المحافظات الجنوبية، وإيمانهم بضرورة الحفاظ على النسيج الاجتماعي من التمزق.
وخلال السنوات الماضية حاول حزب الإصلاح الإخواني جر مناطق الحجرية إلى أتون الصراع المسلح مع المحافظات الجنوبية، وكذا فتح جبهة عسكرية جديدة في طور الباحة لمهاجمة القوات التابعة للانتقالي الجنوبي ضمن المخطط الإخواني الذي يأتي تنفيذاً لأجندة قطر وتركيا، وهو المشروع الذي تصدى له اللواء 35 مدرع بقيادة قائده عدنان الحمادي.
وكان الشهيد القائد عدنان الحمادي، قبيل استشهاده بأسابيع، قد أكد في حوار صحفي أجراه معه أحد المواقع الإخبارية المحلية أن تعز لم ولن تشارك أبداً في قتال الإخوة في الجنوب، كما أراد البعض جرها إلى هذا المستنقع، لافتاً إلى المحاولات التي صدرت لتحريض أبناء تعز وحشدهم ضد الجنوب.
وقال الحمادي، "نؤكد أننا في اللواء 35 مدرع لن نكون أداة لمهاجمة إخواننا في المحافظات الجنوبية، فتاريخياً وخلال الحروب بين الشطرين الشمالي والجنوبي قبل الوحدة كانت الحرب تندلع في كل المحاور الحدودية إلا في تعز، وهي امتداد طبيعي وجغرافي لعدن ولحج، والحجرية تسمى ريف عدن”.
الحمادي أضاف إنه "لا يمكن أن نشارك في حرب أهلية ضد إخواننا في المحافظات الجنوبية، لأن قضيتنا هي قتال الانقلابيين الحوثيين، ونحن جيش وطني نقاتل تحت قيادة رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، ولا يمكن لبوصلتنا أن تحرف مسارها تحت تأثير تحريض وتحشيد من يخدمون أجندة خارجية مفضوحة”.
وأشار الحمادي إلى أنه "يراهن على حالة الوعي لدى أبناء تعز بشكل عام والحجرية بشكل خاص في إفشال جهود البعض إلى جر تعز للاقتتال الداخلي"، مضيفاً إنه "لا يمكن السماح لأحد أن يحرف بوصلة النضال في تعز والتي كانت السباقة دوماً إلى الثورة وتسجيل المواقف البطولية في الدفاع عن الجمهورية والانتصار للدولة، ويكفي أن نعرف أن معظم ثوار ثورة سبتمبر هم من أبناء الحجرية وتعز”.