فنون

الإثنين - 20 يوليه 2020 - الساعة 04:54 م بتوقيت اليمن ،،،

مدى الثقافي – كتب/ الفنان علي الذرحاني (خاص)


هل تشبع زميلنا الفنان التشكيلي/حكيم العاقل بأفكار وموضوعات وألوان أستاذنا الفنان التشكيلي الرائد هاشم علي عبدالله الدويله والفنان التشكيلي النمساوي جوستاف كليمت.. مجرد تساؤل واستفسار..!!؟؟

لقد تناول الزميل حكيم العاقل في كتاباته خلال ما يزيد على ثلاثة عقود من الزمن وعبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي المختلفة وعبر الندوات والمحاضرات والمنتديات ومعارض الفنون الفردية والجماعية تناول بالحديث عن قضايا الفن التشكيلي في بلادنا ومسيرة الحركة التشكيلية محليا وعربيا ودوليا، وتناول وتطرق في كتاباته إلى التقييم والتقويم والتعريف بتجارب بعض الفنانين محليا وإقليميا وعربيا وإبراز تلك التجارب فهل يمكن أن يتسع صدره لسماع تساؤل حول تجربته الفنية الغنية والثرية والغزيرة الإنتاج..؟!أم أنه فوق النقد.

إن المتتبع للتجربة الفنية لزميلنا الفنان التشكيلي عبد الحكيم بن العاقل من قبل ذهابه في منحة لدراسة الفنون في الاتحاد السوفييتي السابق سيلحظ تأثره بتجربة مدرسه الأول للفنون الفنان التشكيلي الرائد هاشم علي عبدالله الدويلة، عليه رحمة الله، وخاصة في الاستفادة منه في ثرائه اللوني واختيار الموضوعات من الطبيعة اليمنية الخلابة ورعي الأغنام ومناظر الجبال والسهول والمنازل والمدرجات الزراعية وحركة الناس والأسواق وإبراز التراث والفلكلور الشعبي للحياة اليمنية التقليدية والأزياء والبناء والقضايا الاجتماعية وأحوال الناس وقضاياهم وهمومهم المختلفة..

ولكن أبرز ما يلفت النظر في تجربة حكيم الفنية تأثره الواضح بالفنان النمساوي جوستاف كليمت وخاصة في تأثره بالبذخ الزخرفي عند الفنان النمساوي وبطريقة اختيار الموضوعات والأفكار وطريقة التكوينات الفنية والإخراج الفني لأعماله من خلال منظور عين الطائر من أعلى لأسفل وكذلك تأثره بأفكار ذلك الفنان النمساوي خاصة العلاقة بين الرجل والمرأة وتجسيد التلاحم العاطفي والنفسي والاجتماعي بينهما والتلميح بالايحاءات الجنسية الواضحة للعيان كالاسترخاء والاضطجاع والانبطاح والنوم والقبلة والضم والاحتضان وغيرها وابراز الحالات الاجتماعية والحميمية بين أفراد الأسرة التي تبدو في لوحات جوستاف كليمت وقد شاهدت له قبل ثلاثة عقود من الزمن اعمال تكاد تكون مشابهة لاعمال الفنان كليمت لا ادري أين اختفت تلك الاعمال المحسوبة على فناننا الحكيم وبالطبع لا يعيب الفنان هذا التأثر ولا يجعله يتحسس أو ينفعل من رأي كهذا الذي نسطره هنا فقد استمعنا له كثيرا وهو ينظر في أعمالنا الفنية ويقيم تجاربنا ويقول رأيه بحرية ونحن نستمع له باحترام وتقدير وبصدور رحبة واريحية، فجميعنا قد تأثرنا بتجارب من قد سبقونا وكانوا بالنسبة لنا قناديل وشموع أضاءت لنا دروب طرقنا الفنية المختلفة وكانت حافزا لنا للبحث عن أساليب جديدة وفريدة تميز تجاربنا الفنية الناشئة والوليدة وتخلصنا من ربقة التقليد والاتباع والانبهار والتأثر والاقتداء والافتتان بالآخر الغربي وما يزال أغلبنا يقلد من سبقوه حتى كتابة هذه الكلمات. مزيدا لفناننا من الإبداع والتألق ونتمنى أن يتقبل رأينا هذا بصدر رحب وأريحية ونقول له: مثلما انت مرآتنا التي نرى فيها وجوهنا وصورنا فنحن ايضا مرآتك التي ترى فيها وجهك وصورتك مع حبنا واحترامنا وتقديرنا ومودتنا لك ولتجربتك الفنية التي كان من ثمارها تفاعلنا هذا معها لأهميتها فلو كانت غير مهمة لما أثارت فينا هذا التساؤل.. والاستفسار..!!

* الزميل القديم لحكيم/ الرسام الجرافيكي والخطاط/ علي الذرحاني: مستشار وزارة الثقافة لشؤون الفنون التشكيلية - عدن