كتابات

الأحد - 09 أغسطس 2020 - الساعة 10:51 م بتوقيت اليمن ،،،

مدى الثقافي/ زين العابدين الضبيبي:


يموت الشاعر والمبدع والأديب اليمنى حياً بالمعاناة وقسوة الظروف حد الذل والهوان والانتحار. ويموت بعد موته بالإهمال وتلاحقه لعنات أسرته التي لم يترك لها غير الخيبة والمدائح العابرة وثروة هائلة من الجوع والدموع.

في أفقر البلدان بما فيها الغارقة في الحرب والخراب لا يغيب المبدع عن بال السلطة وتوفر له الرعاية والدعم لأنه لسانها وصوتها وحارس وجدانها ومشاعرها من الغفلة والخمول وإن خالفها الرأي ولنا في رعاية السلطة الفلسطينية في زمن ياسر عرفات قدوة حسنة في رعايتها لمحمود درويش وإنشاء جائزة باسمه بعد مماته من حكومة عباس نفس الحكومة التي دعمت الفنان محمد عساف فأخرجت من بعده ألف عساف.

ونحن كبار شعراء وفناني اليمن ومبدعيها يموتون لا أحد يهتم بهم أو يلتفت إليهم لا في شدة ولا في رخاء.

حد أن البردوني الأعمى في أول حياته كان يتسلل متسلقاً سور مزرعة خضار ليشبع معدته حتى امسك بها صاحب المزرعة ذات يومٍ وأشبعهُ ضرباً.

نعيش في مجتمع يعتبر الأديب والمبدع عالة أو "دوشان" يستكثر عليه حتى الكلمة الطيبة. أما الحديث عن دعمه ورعايته وتوفير لقمة كريمة تحفظ له كرامته فخيال يشبه المستحيل سواء من رجال المال والأعمال أو من الحكومات.
لا ينبغ مبدع يمني إلا إذا توفرت له القليل من الحياة الكريمة أو كان قوياً حد تحمل كل أنواع العذاب في سبيل البقاء حياً يكتب ويبكي ويتألم خذلانه وجراح أمته التي لم تحس بوجعه يوماً أو إذا عاش خارج اليمن كعلي أحمد باكثر مصري و أبوبكر سالم ومحمد عبده السعوديان، وبلقيس فتحي الإمارتية إلخ..

وليس لنا سوى أن نمن عليهم بأصولهم اليمنية متناسين أنهم لو عاشوا في اليمن لما امتلكوا منزلاً ولأهدروا نصف حياتهم بدلاً من الابداع والفن في التخفي من المؤجر والدائنين.
تباً له من وطن وتباً لها من حكومات. تكرم القاتل وتهين المبدع. وتستكثر عليه راتباً لا يساوي بدل سفر يوم واحد لمسؤول فاسد.

أكتب هذا والكثير من مبدعي وفناني وشعراء اليمن اليوم تهدمت بيوتهم بالفقر والظلام وتهدمت أرواحهم لهول جبال المعاناة والألم التي تتساقط فوق رؤسهم كل يوم ولا أحد يحس.

فليس منزل البردوني وحده الذي تهدم فبيوت الكثير منا تتهدم كل يوم ونحن أحياء.

فلك الله أيها المبدع اليمني البائس..

▪من صفحة الكاتب على الفيس بوك