نافذة على السياسة

الأربعاء - 16 سبتمبر 2020 - الساعة 07:35 م بتوقيت اليمن ،،،

تعز/ مدى برس/ تقرير خاص:


بسلاحٍ ومالٍ قدمه التحالف العربي، للقوات العاملة في محافظة تعز، وهي أساساً قوات يسيطر عليها الإخوان المسلمون، كان ذلك الدعم النوعي واللا محدود من التحالف العربي يهدف إلى دعم اليمنيين لمواجهة المليشيا الحوثية وتحرير مناطقهم من عبث الحوثيين، غير أن المعادلات تغيرت كلياً مع بدء المقاطعة الخليجية لقطر.

كان حزب الإصلاح، ممثل الإخوان المسلمين في اليمن، أكثر المستفيدين -ولا يزال- من دعم التحالف السخي، إلا أنه عاد ليوظف هذا الدعم في مواجهة شركاء النضال، أو تقديمه عوناً للمليشيا الحوثية، والاحتفاظ ببعضه لمعارك لم توجه بها أنقرة والدوحة عملاءها في اليمن إلى اللحظة.

في لقاء جمع قيادات عسكرية وأمنية وسياسية تابعة لحزب الإصلاح، قال مدير أمن المحافظة، منصور الأكحلي، إن دول التحالف العربي تعمل على تدريب مقاتلين حوثيين ثم ترسلهم لقتال القوات الحكومية في محافظة مارب شرقي اليمن.

لم يكن هذا التصريح سهواً، بل كان متعمداً من الأكحلي، بهدف الإساءة لدول التحالف العربي، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، وسرعان ما تحول إلى صدارة الاهتمام لدى وسائل الإعلام التابعة لقطر او الممولة منها.

ليس من هنا بدأ الإخوان حربهم الكلامية ضد التحالف، لكن ما كانوا يقولونه خفية، باتوا يصرحون به علنًا، بعد أن افتضح أمرهم وتوجههم، في التسريبات التي ظهر فيها قائد الجناح العسكري للإصلاح في تعز (سالم) وهو يصف السعودية بأقذع الألفاظ، في مجلس ضم قيادات إخوانية بارزة.

خطاب الأكحلي أمام وسائل الإعلام، ودون أدنى تحفظ، يبيّن تحول عملاء الدوحة إلى معاداة التحالف العربي صراحةً، بعد أن أكملوا سيطرتهم على تعز، وعقدوا اتفاقات سرية مع مليشيا الحوثي، التي يبدو أنها قررت الانقضاض على تلك الاتفاقات بمهاجمة معقل الإخوان (مارب).

يقول مراقبون، إن الإخوان المسلمين لم يكونوا يوماً حلفاء صادقين مع التحالف العربي، وظلوا يمارسون مبدأ (التقية) في تعاملهم مع التحالف، منتظرين اللحظة المناسبة لكشف أهدافهم صراحة، بالذات بعد أن بانت حقيقتهم في مواجهة المليشيا الحوثية التي سلموا لها سلاحًا وعتادًا ومالًا، قدمه التحالف العربي، يكفي لتحرير اليمن من الحوثيين والإرهاب معًا.

وها هي إذاً تتضح حقيقة حزب الإصلاح أمام الملأ، دون تخفٍ او مواربة، بل بشكل صريح، وتصريحات قيادات بارزة في الحزب، عينت بقرارات جمهورية من الرئيس هادي الذي يقيم في الرياض، ويتحكم بقراراته، ثلة من الإخوان يديرون مكتبه، ويسيطرون على القرار السياسي.