عربي ودولي

الخميس - 17 سبتمبر 2020 - الساعة 05:05 م بتوقيت اليمن ،،،

مدى برس/ متابعات:


وجهت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، الأربعاء، تحذيرا لأنقرة من أي محاولة لـ"ترهيب" جيرانها، في إشارة إلى النزاع الدائر بين تركيا واليونان حول موارد الغاز في شرق المتوسط.

المسؤولة الأوروبية في خطابها السنوي حول حال الاتحاد الأوروبي، أكدت أن "لا شيء يبرر محاولات ترهيب جيرانها" في إشارة إلى تركيا، مشيرة إلى أن أنقرة تستقبل ملايين اللاجئين مقابل مساعدات مالية أوروبية.

ودعت "أورسولا" في خطابها الذي ألقته أمام الاتحاد الأوروبي، الدول الأوروبية إلى أن "تتحرك موحدة" لحل مشكلة لاجئي مخيم موريا اليوناني الذي دمره حريق.

وقالت: "نعم، تقع تركيا في منطقة تشهد اضطرابات، نعم، هي تتلقى ملايين اللاجئين ندفع لها لاستقبالهم مساعدة مالية كبيرة"، مضيفة "لكن لا شيء من ذلك يبرر محاولات ترهيب جيرانها".

وأكدت رئيسة المفوضية الأوروبية "أورسولا فون دير لين" أن تهدئة الوضع شرق المتوسط، تصب في مصلحة الجميع، مؤكدة إن تجنب التصعيد والتخلي عن الخطوات الأحادية، يعد أفضل وسيلة لتحقيق حل دائم للأزمة القائمة شرق المتوسط.

وأوضحت، خلال تقييمها أداء المفوضية، أن سحب تركيا سفينة "أوروتش رئيس" إلى مينائها، خطوة إيجابية في طريق حل الخلاف القائم بالطرق الدبلوماسية والحوار، مردفة "تركيا إحدى أهم دول الجوار للاتحاد الأوروبي، لكن التباعد بيننا يزداد رغم قرب المسافة الجغرافية".

وجددت، تأكيد تضامن الاتحاد الأوروبي مع اليونان وإدارة جنوب قبرص، فيما يخص أزمة شرق المتوسط، مشددة على أن تجنب التصعيد والتخلي عن الخطوات الأحادية، يعد أفضل وسيلة لتحقيق حل دائم للأزمة القائمة شرق المتوسط.

وأشارت إلى أن تركيا تقع في بقعة جغرافية صعبة للغاية، وأنها تحتضن ملايين اللاجئين، مبينة أن الاتحاد الأوروبي يدعم أنقرة في هذا الخصوص.

وذكرت بأنها ستعرض على أعضاء الاتحاد الأوروبي الأسبوع المقبل اتفاقية جديدة بخصوص الهجرة، مشددة في هذا السياق "على الدول الأعضاء التي تتعرض لضغوط الهجرة أكثر، أن تمتلك إمكانية الاعتماد على تضامن الاتحاد الأوروبي".

ودعت "كل الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي" إلى "تكثيف جهودها" بشأن قضية الهجرة، مؤكدة أن أوروبا بأكملها "يجب أن تقوم بحصتها من العمل" و"تتحرك موحدة" لحل مشكلة لاجئي مخيم موريا اليوناني الذي دمره حريق.

وقالت فون دير لاين، إن "صور مخيم  موريا هو تذكير مؤلم بأن أوروبا يجب أن تتحرك موحدة"، مضيفة "إذا كثفنا جهودنا (على المستوى الأوروبي)، فنتوقع من جميع الدول الأعضاء تكثيف جهودها أيضا".

وشددت في خطابها على أن "الهجرة تمثل تحديا أوروبيا ويجب على أوروبا بأكملها أن تقوم بدورها"، لافتة إلى أن الاتفاق الذي يكرس خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي الموقع في يناير/كانون الثاني الماضي، لا يمكن تعديله من جانب واحد.

وتابعت "من المستحيل تعديله بشكل أحادي أو تجاهله أو التوقف عن تطبيق بنوده، إنها مسألة قانون وثقة وحسن نية".

وحضّت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين، الأربعاء، أعضاء الاتحاد الأوروبي على بناء "اتحاد صحة" أقوى، ووعدت بإنشاء وكالة لأبحاث الطب الحيوي وعقد قمة دولية.

وفي أول خطاب سنوي لها حول حال الاتحاد الأوروبي، قالت فون ديرلاين إنّ فيروس كورونا أكد الحاجة لتعاون أوثق، منبّهة إلى أنّ "الناس في أوروبا ما زالوا يعانون" مضيفة "بالنسبة إليّ المسألة واضحة تماماً، نحن بحاجة لبناء اتحاد صحة أوروبي"، مشددة على "الحاجة لتعزيز جاهزيتنا لمواجهة الأزمات وإدارة التهديدات الصحية العابرة للحدود".

وفي كلمتها أمام نواب البرلمان الأوروبي، قالت فون ديرلاين إنّ المفوضية التي تترأسها، ستسعى إلى تقوية وكالة الأدوية الأوروبية، والمركز الأوروبي لمكافحة الأوبئة والوقاية منها.

وأعلنت إنشاء وكالة جديدة لأبحاث الطب الحيوي المتقدم وتطويره، أطلق عليها اسم "باردا"، هي الأحرف الأولى من اسم الوكالة.

والعام المقبل ستسعى مع رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي، والرئاسة الإيطالية لمجموعة العشرين، إلى عقد قمة عالمية للصحة، بهدف التعلم ومشاركة دروس أزمة كورونا.

وقالت: "هذا سيظهر للأوروبيين أن اتحادنا موجود لحماية الجميع".

ولا تزال السياسات المتعلقة بالصحة من مسؤوليات دول الاتحاد، فيما سعت بروكسل لتنسيق إجراءات الحد من الوباء، وسط اختلاف تدابير الإغلاق وقوانين الحدود بين الدول.

ودعت فون ديرلاين، وهي طبيبة، الدول إلى عدم التصرف بأنانية في ما يتعلق باللقاحات التي تعتبر على نطاق واسع حلاً لإنهاء الأزمة.
 
وقالت: "التعاطي بنزعة قومية مع اللقاح يعرّض الأرواح للخطر. التعاون في اللقاح ينقذها"، بينما المنافسة في العالم على أشدها لإيجاد لقاح لفيروس كورونا، مؤكدة أنه "أمام الأزمة التي يشهدها العالم، يختار البعض الانطواء على الذات".

وأضافت أن "التوصل إلى لقاح لا يكفي. علينا السهر على حصول المواطنين الأوروبيين في كل أرجاء العالم عليه (...)، ولا يمكن لأحد منا أن يكون بأمان إذا لم يكن الجميع بأمان".

"خطة عمل" ضد العنصرية

إلى ذلك، أعلنت فون ديرلاين نيتها تقديم "خطة عمل" ضد العنصرية وجرائم الكراهية التي تستند إلى العرق والدين والجندر والجنس" متابعة في خطابها: "حان الوقت الآن لبناء اتحاد أوروبي مناهض فعلاً للعنصرية، يدين العنصرية لكنه يتحرك أيضاً" لمكافحتها.

وأوضحت أنّ المفوضية "ستقدم خطة عمل لبدء تحويل هذا المشروع إلى حقيقة، وفي هذا السياق، سنقترح توسيع لائحة الجرائم المنصوص عليها في قانون الاتحاد الأوروبي لتشمل جميع أشكال جرائم الكراهية وخطاب الكراهية، سواء على أساس العرق أو الدين أو الجندر أو الجنس".

 وبين الإجراءات المتوقعة تعهدت فون ديرلاين بتعزيز "القوانين المتعلقة بالمساواة العرقية حيث لا تزال هناك ثغرات"، ولكن أيضاً استخدام ميزانية الاتحاد الأوروبي "لمكافحة التمييز في مجالات مثل العمل أو السكن أو الرعاية الصحية".

وحذرت المسؤولة الألمانية من "أننا سنتشدد في تطبيق القانون في حال التأخير في التنفيذ". كما أكدت أنّ الاتحاد الأوروبي سيحسن "التعليم والمعرفة بشأن الأسباب التاريخية والثقافية للعنصرية"، وسيعالج "الانحياز اللاواعي، سواء كان مصدره مواطنون أو مؤسسات أو خوارزميات".

وأعلنت فون ديرلاين أيضاً أنّ "المفوضية ستعين أيضاً أول منسق لها لمكافحة العنصرية لإعطاء هذه القضية أولوية في الاهتمامات".