ملفات وتقارير

السبت - 19 سبتمبر 2020 - الساعة 08:18 ص بتوقيت اليمن ،،،

عدن/ مدى برس/ تقرير خاص:


تستمر مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، في عملية تجنيدها الإجباري للأطفال واستخدامهم وقوداً لمعارك عبثية تقودها منذ سنوات، غير آبهة بالطفولة، التي تجرم القوانين الدولية استغلالها وتعتبرها "جريمة حرب".

مؤخراً، وفي ظل الخسائر البشرية الكبيرة التي منيت بها المليشيا المتمردة، ذهبت -بحسب مراقبين لـ"مدى برس"- لتجنيد مزيد من الأطفال، بعد اختطافهم من المدارس أو من القرى، وتوجهت إلى تجنيد أطفال أسر فئة "المهمشين" وهي من الفئات الأشد فقراً في اليمن.

لقد أثارت العديد من نتائج نهايات حملات التجنيد الحوثية للأطفال، غضباً شعبياً واستياءً من هذه الحملات التي تقتل الطفولة، ولعل منها ثلاث وقائع تابعها "مدى برس" كانت نتائجها مؤلمة، كشفت ما أوصلت إليه المليشيا الطفولة اليمنية، وتعريضها للتجنيد، بقيامها خلال الست السنوات الماضية بتجنيد أكثر من 30 ألف طفل.

النتائج الثلاث التي تابعها "مدى برس" هي انهيار طفل وإجهاشه بالبكاء وقع أسيراً وهو يقاتل إلى جانب المليشيا في الجوف، وأيضاً إقدام طفل مجند لدى المليشيا على قتل أبويه وشخص ثالث في الحديدة، في الوقت الذي عاد فيه طفل لأسرته جثة هامدة بعد اختطافه بعامين من قبل المليشيا التي زجت به في معاركها.

اليومين الماضيين وخلال معارك عنيفة شهدتها جبهات شرقي مدينة الحزم، عاصمة محافظة الجوف، شمالي شرق اليمن، وقع -بحسب ما أظهر مقطع فيديو لأحد الأسرى الحوثيين- طفل يبدو أنه لم يتجاوز الـ15 من عمره، أسيراً بيد القبائل، ظهر فيه ينهار باكياً ويقول للقبائل "أنا في وجوهكم"، وهي جملة لطلب الأمان.

القبائل التي ظهرت وهي تطمئن الطفل الأسير الذي ينتمي لمدينة شبام، التابعة لمحافظة المحويت، كانت تحاول التخفيف عنه، وتؤكد له بأنه لن يحصل له شيء، مشيراً -الطفل وهو في حالة انهيار وبكاء كبيرة- إلى أن المليشيا الحوثية أغرته بالعسكرة (أي التجنيد لديها) وإعطائه سلاحاً "بندق"، لكنها دفعت به للقتال، وهو ما لم يكن يتوقعه.

وهذه النتيجة، تأتي -وفقاً لمصادر حقوقية وأخرى محلية في محافظة الحديدة، غربي اليمن، أفادت "مدى برس"- بالتزامن مع حادثة مؤلمة تكشف ما أوصلت إليه المليشيا الأطفال المجندين لديها والتأثير عليهم عقلياً وفكرياً، وتفخيخ عقولهم بالأعمال الإجرامية، حيث تقول المصادر إن طفلاً مجنداً معها أقدم مساء الأحد المنصرم، على ارتكاب جريمة وحشية أسفرت عن مقتل والديه وضابط بالرصاص الحي وإصابة آخرين.

تؤكد المصادر أن الطفل "محمد علي عبدالله واصل"، الذي لم يتجاوز عمره 18 عاماً، كانت المليشيا الحوثية قامت بتجنيده قبل عدة أشهر وقامت بتسليحه والزج به في جبهة الساحل الغربي، لكنه عاد قبل أيام إلى أسرته محملاً بنزعات عدوانية وضغوط عصبية كبيرة، وهي النتائج التي يعود يحملها الآلاف من الأطفال الذين جندتهم المليشيا وزجت بهم في المعارك.

تقول المصادر إن "محمد" بعد وصوله كان يتعامل بكل عدوانية مع أسرته في المنزل، وهي تلك التي دفعته للقيام بإطلاق النار على أسرته وقتله والده ووالدته، وشخصاً آخر من الأسرة يعمل ضابطاً برتبة عقيد في المنطقة العسكرية الخامسة التابعة للمليشيا، علاوة على إصابة شقيقته بجروح بليغة، وفتاتين أخريتين أثناء تدخلهن لمنعه من الفرار بعد ارتكاب جريمته الوحشية.

وتختلف النتيجة الثالثة من نتائج تجنيد مليشيا الحوثي المتمردة للأطفال، التي تابعها "مدى برس"، إذ إنها تكشف واقع مأساة أسرة في مديرية برع، إحدى مديريات ريف محافظة الحديدة، غربي اليمن، انتظرت طفلها الذي لم يتجاوز هو الآخر الـ15 عاماً، أكثر من عامين، لكنه عاد إليها جثة هامدة، بعد أن قُتل وهو يقاتل لدى المليشيا التي اختطفته مرتين، وزجت به في المعارك.

تقول مصادر مقربة من أسرة المواطن "علي محمد غياث"، إن الأسرة منذ منتصف العام 2018م، وهي تبحث عن طفلها "صلاح الدين" الذي اختطفته المليشيا وزجت به في جبهة ميدي الساحلية، التابعة لمحافظة حجة، شمالي غرب اليمن، حتى وقع أسيراً هناك، ونظراً لصغر سنه سلمته القوات الحكومية للهلال الأحمر برفقة 60 طفلاً آخرين، لإعادة تأهيلهم ومن ثم التواصل مع أسرهم لتسليمهم.

تشير المصادر إلى أن الطفل "صلاح الدين" نقل إثر ذلك إلى محافظة مأرب، وهناك قام "الهلال الأحمر" بالتواصل مع أسرته، وجرى الاتفاق لإرساله إليها، غير أنه وأثناء ما كان عائداً إلى أسرته التي تنتظره بفارغ الصبر، تعرض للاختطاف من قبل المليشيا مرة أخرى في نقطة رداع، بمحافظة البيضاء، وسط اليمن.

تذكر المصادر أن المليشيا الحوثية بعد اختطاف "صلاح الدين" للمرة الثانية، زجت به في المعارك مرة أخرى، لكنه هذه المرة لم يقع أسيراً لتأمل أسرته عودته إليها مجدداً، بل سقط قتيلاً، على إثر ذلك استقبلت الأسرة اتصالاً كانت تأمل أن يكون من الهلال الأحمر، لكنه كان من المليشيا تخبرها فيه بالحضور إلى صنعاء، الخاضعة لسيطرتها، وذلك لاستلام جثة طفلها.