نافذة على السياسة

الجمعة - 23 أكتوبر 2020 - الساعة 07:13 م بتوقيت اليمن ،،،

عدن/ مدى برس/ تقرير خاص:


لا يكاد يمر يوم واحد إلا ويكشف معه الكثير من سياسات إخوان اليمن الفاضحة، فهي مقابل أن تلبي أهدافها وتحقق أجندة ما تصبو إليه تنظيمات تتلقى منها تعليماتها، تجد كل فرد منها موزعاً على أكثر من وظيفة في الدولة تبدأ بضابطٍ رفيعٍ في مؤسسة أمنية أو عسكرية وتمر بأكثر من وظيفة مدنية وتنتهي بمكانة تاجرٍ كبيرٍ، كلها تصب في إناء واحد وهو تحقيق الهدف.

ليس ذلك غريبًا -بحسب مصادر مطلعة ومراقبين- فتلك هي عادة إخوان اليمن "حزب الإصلاح" الذين يتلقون الدعم من تركيا وقطر، واصفة استغلال الإخوان الدولة في تجارات في العنف يديرونها واستثمارات أكبر في الإرهاب.

في محافظة مارب، حيث يدير إخوان اليمن اليوم مركزية تنظيمهم الإرهابي، تؤكد مصادر متطابقة لـ"مدى برس"، أن قيادات عسكرية نافذة في وزارة دفاع الشرعية وهي محسوبة على الإخوان، تمتلك إلى جانب وظائفها العسكرية وظائف مدنية حكومية، إلى جانب استثمارات واسعة في تجارات متنوعة.

أحدهم، بحسب المصادر، يتبوأ منصبًا رفيعًا في دائرة عسكرية بوزارة دفاع الشرعية، إلى جانب كونه أكاديميًا في جامعة حكومية، وإعلاميًا في وسيلة إعلام خاصة، ورجل دين في أحد الجوامع، كل ذلك إلى جانب تجارة واسعة في المدينة، وليس هذا سوى نموذج وحيد لأصغر قيادات إخوان اليمن.

في مدينة مارب، أيضًا، أكاديمي آخر من إخوان اليمن في جامعة حكومية، تضاف إلى جانب منصب مدير عام لأحد مكاتب عموم إحدى المحافظات، إضافة إلى منصب عسكري كبير في إحدى دوائر وزارة دفاع الشرعية، كلها أيضًا تضاف إلى جانب نشاط تجاري واسع، وما ذكر أيضًا نموذجًا لقيادي إخواني صغير هو الآخر.

إذا ما كانت تلك القيادات الإخوانية بهذا الاستحواذ على كم هائل من الوظائف والذهاب إلى التجارة برفقتها، فبحسب مصادر مطلعة فإن القيادات الكبيرة للإخوان والتي تدير مناصب أكثر رفعة في الدولة أو يديرها تابعون لها لا تعدو أن تتقاسم الدولة من أجل مصالحها، وهو ما يحدث فعلاً اليوم واقعًا مسلماً به.

إن توجيه قيادات الإخوان المنضوية تحت ما تسمى قوات الشرعية في محور طور الباحة العسكري بمحافظة لحج، جنوبي اليمن، طبقًا لمذكرة حصل "مدى برس" على نسخة منها، عسكريين من أحد ألويتها في محافظة تعز، للذهاب للتدريس إلى طور الباحة، أمر لا يدل إلا على محاولة تلك المليشيا تقييد اليمن في نطاق أجندتها وأتباعها.

إلى جانب كونهم ضباطًا عسكريين، فهم -بحسب الوثيقة- أساتذة أيضًا وبدرجات وظيفية، وهو الأمر الذي وصفه المراقبون أنه أصغر النماذج دلالة على توسع أتباع مليشيا الإخوان في كل مفاصل الدولة ووظائفها، حيث يؤكد المراقبون ذهاب الإخوان إلى سياسة الاستحواذ على الكل وفي الكل وعدم ترك فرصة للآخرين.

هكذا وبتلك الطرق والوسائل تدير مليشيا الإخوان الإرهابية من مناصب رفيعة في الدولة، الدولة، وتذهب بها إلى أن تكون ملكًا خاصًا لها، حتى في أبسط الوظائف تجد أتباعها أطباء وفب الوقت ذاته أساتذة وعسكريين وأمنيين وإعلاميين، ولا يستبعد أن يكونوا مهندسي نفط أيضًا، فليس غريبًا ذلك في ظل سلطات الإخوان.