نافذة على السياسة

السبت - 24 أكتوبر 2020 - الساعة 03:42 م بتوقيت اليمن ،،،

مدى برس/ تحليل خاص:


لأول مرة منذ طرد مليشيا الحوثي، يلاحظ سكان مدينة عدن نشاطاً تنموياً دؤوباً -ولو كان محدوداً- خاصة في مجال صيانة الطرق، التي تشهد تحديثًا شاملاً. صحيح أن هذا التحرك لا يعني أن عدن قد تجاوزت تداعيات الحرب الكارثية التي حلت بها عام 2015م؛ لكنها على الأقل بدأت تستعيد وجهها المُشرق تدريجياً، بفعل التحولات الملموسة التي طرأت منذ إمساك محافظ عدن، أحمد حامد لملس بزمام الأمور.

في أواخر يونيو الماضي، صدر قرار جمهوري بتعيين الأمين العام للمجلس الانتقالي الجنوبي، أحمد لملس محافظاُ لعدن، كان القرار من ضمن حزمة الإجراءات التي اتخذت لتسريع تنفيذ اتفاق الرياض برعاية سعودية، وعلى الرغم من تباطؤ تنفيذ هذا الاتفاق، إلا أن لملس أصبح محافظاً لعدن من وقتها، وباتت أمامه مهمة شاقة في إدارة محافظة فشلت كل الإدارات المتعاقبة في إصلاح وضعها.

إجراءات لملس، كما يقول مراقبون، في الأشهر الأولى من بدئه مزاولة العمل، أعطت الشارع الجنوبي، واليمني عامة، انطباعات إيجابية، بالذات وأنه ركز جهوده، ووضع أولوياته على قضايا تمس الرأي العام، مثل مواجهة السطو على أراضي الدولة، والاعتناء بخدمات المياه والكهرباء، والأمن، وتحريك التنمية العامة والخاصة.

والحال أن عدن لا تزال تنهض ببطء، نظراً لحجم الفساد الذي جاء عليه لملس، إنما الرجل قياساً بمن سبقه من مسؤولين، هو الأفضل الذي قدم الكثير في شهور صعوده الأولى، على الأقل -كما يقول مراقبون- أعطى لليمنيين، والجنوبيين على وجه الخصوص، إشارات أمل عن مسؤول يريد أن يفعل، لكنه لن يستطيع المُضي بسرعة في طريقٍ وعر.

ووفقاً لآراء سكان من عدن تحدثوا لـ"مدى برس"، فإن محافظ عدن، نجح في الاقتراب من العامة، من خلال إشرافه المباشر على القرارات الصادرة عنه، حيث ظهر وهو يشرف على حملة لإزالة العشوائيات أكثر من مرة، وهذا أعطى الشارع العدني انطباعاً إيجابياً إزاء المحافظ الذي بات يوصف بأنه "منقذ عدن".

يؤكد مراقبون، أن المحافظ ما زال بحاجة لفترة لا تقل عن عام، حتى يشعر العدنيون بتحولات مبشرة، يرجعون هذا إلى الحالة المستشرية من الفساد وتعطل المؤسسات، وهي عوامل بحاجة إلى إعادة نظر وتخطيط جديد، لإنعاشها في خدمة الجنوبيين وتحقيق تطلعاتهم، ولذا ستكون العملية بحاجة إلى المزيد من الوقت.

وفي حال تحققت طموحات الجنوبيين في إدارة لملس، سيعود هذا بالفائدة على كل المحافظات، انطلاقاً من واقع المنافسة الذي قد يحدث في حال شعور المحافظين الآخرين بالحرج من حالة أللا إنجاز، أو إيمان الناس بأهمية إيجاد محافظين فاعلين يعملون لصالح الخدمة العامة بعيداً عن ديمومة الفساد الذي يضرب مختلف المؤسسات الإدارية والسلطات المحلية في عموم المناطق المحررة.

لقد كان تعيين لملس بارقة أمل في واقع يحتاج إلى النهوض وتجاوز حالة النكوص، لكن الحال بحاجة إلى وقت للحكم عن إدارة محافظ عدن، الذي يركن عليه المجلس الانتقالي الجنوبي -كممثل عنه- لتحقيق الطموحات التي تثبت للشارع الجنوبي، جدارة الانتقالي في تولي زمام الأمور جنوباً.