نافذة على السياسة

الثلاثاء - 27 أكتوبر 2020 - الساعة 09:15 م بتوقيت اليمن ،،،

مدى برس/ تحليل خاص:


تشير العديد من دلالات آخر الاغتيالات التي شهدتها العاصمة صنعاء، الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي المتمردة، في الـ27 من أكتوبر/ تشرين الأول إلى أن المليشيا بدأت في استئناف تصفياتها البينية بشكل أقرب إلى استهداف سياسي وأبعد من أن يكون تصفيات حسابات بين أجنحتها المتصارعة.

حتى ما قبل أسابيع، خلال تصاعد خلافات بين رئيس مجلسها السياسي الأعلى ورئيس لجنتها الثورية، وكذا بين رئيس استخباراتها العسكرية وأحد قياداتها القبلية، كانت الصراعات البينية الحوثية تطفو على السطح بشكل واضح، لكنها على ما يبدو غيرت سيناريوهات تلك الصراعات مؤخرًا إلى تصفيات تتخذ صورة استهداف مجهول، تصفه المليشيا بالاستهداف السياسي تظهرها هدفًا لا مستهدفةً.

وفيما تزداد الصراعات بين أجنحة المليشيا الحوثية حدة، شهدت العاصمة صنعاء، مؤخرًا واقعة اغتيال للقيادي الحوثي حسن زيد، المعين من قبلها وزيرًا لوزارة الشباب والرياضة في حكومتها، غير المعترف بها دوليًا، إذ ذهبت المليشيا بعد واقعة الاغتيال إلى تحميل قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية الحادثة، عبر ما قالته عناصرها الإجرامية.

بدت حادثة اغتيال زيد، وهو أمين عام حزب الحق العنصري التابع للمليشيا الحوثية، تأخذ مسارًا سياسيًا كانت تنتظره المليشيا لتذهب إلى ما هو أبعد ذلك وتوظيفها سياسيًا، غير أن مراقبين أكدوا أن المليشيا لم تكن موفقة في اتهاماتها تلك الموجهة للتحالف، إذ إن الإجراءات الأمنية والمشددة التي تفرضها المليشيا في مناطق سيطرتها، ومنها العاصمة صنعاء، مكان الحادثة، لم تكن مؤهلة إطلاقًا لوجود عناصر من خارج نطاق المليشيا، مؤكدين أن الأقرب لمنفذ العملية هي المليشيا نفسها.

بالعودة إلى العديد من وقائع الاغتيالات والتصفيات البينية لعديد من قياداتها، يجد "مدى برس" أن المليشيا الحوثية كانت وظفت مقتل رئيس مجلسها السياسي السابق صالح الصماد، سياسيًا، متهمةً حينها التحالف العربي باستهدافه بغارة جوية أثناء تواجده في الحديدة.

يكشف ذلك التوظيف اعترافاً ضمنياً منها بتصفيتها الصماد، وذلك عبر حديث رئيس مجلسها السياسي حاليًا المدعو مهدي المشاط، في رسالة موجهة لزعيمها المدعو عبدالملك الحوثي، تكشف أن الحادثة كانت تصفيةً بصاروخ حوثي، وهو المصير الذي طلب المشاط، إن لا يتعرض له بعد تصاعد الخلاف بينه وبين الحوثي، رئيس لجنة الحوثيين الثورية.

وطوال السنوات الماضية برزت العديد من الخلافات بين أجنحة المليشيا الحوثية المدعومة إيرانيًا تصاعدت حدتها مؤخرًا، تذكر مصادر مطلعة أن تلك الخلافات تأتي على خلفية العديد من العوامل أبرزها الصراع على النفوذ والسلطة وتقاسم المصالح والمنهوبات من معسكرات ومؤسسات الدولة، علاوة على تبادل الاتهامات البينية تجاه كثير من وقائع وهزائم تعرضت لها في مختلف جبهات قتالها.