نافذة على السياسة

السبت - 14 نوفمبر 2020 - الساعة 09:03 م بتوقيت اليمن ،،،

أبين/ مدى برس/ تحليل خاص:


أمام أنظار لجنة مراقبة وقف إطلاق النار التابعة للتحالف، لا تهدأ مدفعية القوات الإخوانية في أبين عن استهداف مواقع قوات المجلس الانتقالي، والقوات الجنوبية، التي تحافظ إلى اللحظة على أكبر قدر من الصبر في هذه المواجهة المفروضة، وتكتفي بصد تلك المحاولات وإبعاد العناصر الإخوانية.

يعلن الإخوان صراحة بهذا التصعيد الذي يسبق إعلاناً وشيكاً للحكومة الجديدة، ويحدث دون أسباب منطقية تذكر، عدم نيتهم تنفيذ الاتفاق، والمضي نحو آفاق الحرب التي لن تكون في صالحهم في ظل استمرار الحوثيين بقضم مناطق مارب شيئاً فشيئاً، حتى باتوا على مشارف معسكر ماس الاستراتيجي الذي على ما يبدو أنه بات آيلاً للسقوط.

يعتقد الإخوان أنهم يخوضون معركة مصيرية في أبين، أو أنهم يروجون لذلك على أسماع أتباعهم ومصدقيهم، غير أن حقيقة الإصرار الإخواني على إعادة إنتاج معارك في أبين في هذا التوقيت، لهو مؤشر يدل على نواياهم "الخبيثة" لإفشال دور السعودية التي ترعى الاتفاق المتعثر عن التنفيذ منذ عام.

بالأمس، أعلن المتحدث العسكري باسم محور أبين، محمد النقيب، وهو ذاته الناطق الرسمي باسم المنطقة العسكرية الرابعة، أن المليشيات التابعة لحزب الإصلاح عززت قواتها بألوية وكتائب جديدة، وهو ما يضع تساؤلاً حول سهولة توافر هذه القوات في أبين وغيابها في جبهات الجوف ومارب، حيث الحرب تقترب من افتراس الحوثيين للمعقل الرئيس لحزب الإصلاح.

يقول مراقبون وسياسيون، إن اتفاق الرياض ماضٍ إلى التنفيذ بلا شك، وإن الإصلاح يؤدي الآن "رفسة الكبش الذبيح" بتصرفاته هذه التي سيخمدها كلياً إعلان تشكيل حكومة جديدة، التي بدورها ستلغي كل المخططات والأجندة القطرية التركية في اليمن، وستنهي سنوات من التغول الإخواني في جسد الشرعية.

وبحسب المصادر فإن الإصلاح أعاد إشعال القتال في أبين للتعبير عن رفضه الحلول الموضوعة لإنجاز تنفيذ الاتفاق، حيث وإنه كان قد حاول تأخير التنفيذ بالمماطلة في تقديم مرشحيه لحيازة الحقائب الوزارية، إلا أن هذه المعضلة تمكنت السعودية من تجاوزها.

معركة أبين هذه، كل مؤشراتها تدل على أنها ستكون آخر فصول المواجهات بين حزب الإصلاح والمجلس الانتقالي، على الأقل في أبين ما لم يتكرر المشهد في لحج التي يعد الإخوان لمهاجمتها، وفي ذات الوقت يفضح هذا الأداء الإخواني، حقيقة تمسك الإصلاح بمسار السلام، إنما تمسكه دائماً بإملاءات الدوحة الذي أين ما شاءت وجهته.