نافذة على السياسة

الأربعاء - 18 نوفمبر 2020 - الساعة 10:50 م بتوقيت اليمن ،،،

أبين/ مدى برس/ خاص:


لا يهدأ القتال المحتدم بين مليشيات حزب الإصلاح المنضوية تحت جناح الشرعية، والمجلس الانتقالي الجنوبي في محافظة أبين، جنوبي البلاد، إلا وعاد من جديد، بيد أن الجولة الأخيرة لم تسترح فيها المدافع ولا البنادق عن ضخ القذائف والرصاص، في مواجهةٍ لا تراوح مكانها رغم زخمها الكبير.

على مدى أسبوعين ويزيد، تصاعدت وتيرة القتال بشكل مستميت، رغم وجود لجنة من التحالف لمراقبة وقف إطلاق النار؛ لكن حزب الإصلاح الذي دفع بكامل ثقله العسكري والإعلامي في معركة لم يجنِ منها سوى الخسائر، لا يزال يحاول الظفر بنصر على الأرض، يمنعه منه المجلس الانتقالي الذي يصد كل محاولات التوغل بعزيمة كبيرة.

وسقط نحو 50 قتيلاً، أغلبهم من مسلحي الإخوان عوضاً عن 90 جريحاً في مواجهات الجولة الأخيرة، ورغم الانتصارات الإعلامية التي تضخها آلة الدعاية الإخوانية، إلا أن الواقع على الأرض موضوعٌ كما هو منذ عام، سوى من عمليات كر وفر تشتد ولا تهدأ.
 
ويؤكد الناطق الرسمي باسم القوات الجنوبية في محور أبين، محمد النقيب، أن القوات الجنوبية ‏تواصل "التصدي الباسل لخروقات مليشيات الإخوان الإرهابية التي استمرت في أعمالها العدائية، حيث شهدت الجبهة في الساعات الماضية جملة من خروقات مليشيات العدو وتمثلت بالقصف المدفعي وبقذائف الدبابات"، على حد تعبيره.

وتدفع المملكة العربية السعودية التي ترعى اتفاق الرياض، وآلية تسريع الاتفاق، نحو حل سريع لهذا الانفلات الذي أقدم عليه حزب الإصلاح، ولن يكون الحل إلا بتشكيل الحكومة الجديدة، التي يقول مراقبون إنها ستكون بمثابة مياه تصب على نار مشتعلة يغذيها الإخوان لإحراق أوراق الاتفاق المرعي سعوديًا، تلبية للأجندة التركية القطرية.

ونقلت صحيفة العرب عن ‏مصادر سياسية، أكدت أن إعلان الحكومة اليمنية الجديدة، سيكون خلال الساعات القادمة بعد مواجهات هي الأعنف شهدتها محافظة أبين شرق ‎عدن، ولا تزال هذه التسريبات موضع شك في ظل التهرب المستمر للإخوان من إعلان الحكومة، خشية فقدان نفوذهم في جسد الشرعية الذي يوغلون فيه منذ بدء الحرب.

ولن تجدي محاولات حزب الإصلاح في هدم الاتفاق الذي يتكئ على موقف سعودي حازم في إنهاء حالة الفوضى، إذ يقدم الإصلاح نفسه بوضوح، معرقلاً للجهود السعودية، بل غازيًا يطمع في الحنوب، لكن أحلامه تتحطم على جدار صلب في أبين، اسمه المجلس الانتقالي الجنوبي.