السبت - 05 ديسمبر 2020 - الساعة 07:06 م بتوقيت اليمن ،،،
عدن/ مدى برس/ تقرير خاص:
في بلد لا يجد فيه المواطن البسيط لقمة عيشٍ يومية مؤمنة، زاد الطين بلة تدهور العملة المحلية للبلد، وهو الأمر الذي فاقم من معاناة المواطن في الحصول على قيمة توفير رغيف الخبز، في وقت الجوع فيه هو رفيق الجميع، أضيف إليه مؤخرًا تدهور العملة المحلية.
نحو الحضيض تهاوت، هكذا يصف محمود، وهو مواطن في الستين من عمره، ما ذهبت إليه العملة المحلية للبلاد في الآونة الأخيرة، مشيرًا في حديث لـ"مدى برس"، إلى أن ذلك التدهور ليس إلا بداية لحياة بائسة وواقع مليء بالمعاناة وصنوف المآسي في انتظار المواطن الذي يبدو كأن الحرب ونتائجها لم تكن كافية في حياته.
مؤخرًا، وصل سعر الدولار الأميركي الواحد في عدن، العاصمة المؤقتة للبلاد،900 ريال، وبلغ سعر صرف الريال السعودي 235 ريالاً، وهو أعلى معدل انهيار للعملة المحلية في البلاد منذ عام على بدء الانهيار، معه يشير مراقبون إلى أن الواقع المعيشي والاقتصادي لا ينذر بخير على الإطلاق.
وتشير مصادر متطابقة إلى أن الإحجام الحاصل من قبل الحكومة الشرعية عن منع تهاوي العملة المحلية يضع الجهات المسؤولة في دائرة الاتهام والعداء للشعب اليمني الذي يعاني في الأصل من ويلات الحرب الحوثية المدعومة من إيران، وهو ما آلت أليه الأمور وتفاقمت معه معاناة الشعب.
إن استمرار تهاوي العملة المحلية أمام النقد الأجنبي -بحسب المصادر- يعني استمرار ارتفاع أسعار السلع الغذائية والمواد الاستهلاكية إلى مستويات تفوق بكثير القدرة الشرائية للغالبية العظمى من اليمنيين، وهذا يضع حياة الملايين في خطر.
إن وصول الضغوط المعيشية على المواطنين إلى هذا المستوى الخطير جراء انهيار العملة المحلية، تقول المصادر إنه يهدد حالة الاستقرار النسبي الذي تشهده المناطق المحررة وينذر بمستقبل غير آمن وكوارث لا يمكن احتواؤها ولا تحمد عقباها.
إلى جانب الارتفاع الجنوني في أسعار المواد الغذائية الناتج عن تدهور العملة المحلية، أدى الانهيار إلى ارتفاع رسوم الحوالات الداخلية من المناطق المحررة إلى مناطق سيطرة مليشيا الحوثي المتمردة بنسبة 50% من المبلغ المراد تحويله، وهو أمر بات يهدد عائلات عشرات آلاف العمال في مناطق سيطرة المليشيا الحوثية التي تحرمهم من كل سبل العيش.
وأدى الانهيار المتواصل للعملة المحلية في اليمن إلى انهيار اقتصادي متسارع غير مسبوق، وجدت معه شرائح واسعة من اليمنيين نفسها عاجزة عن شراء متطلباتها، إضافة إلى كونها وجدت قدرتها الشرائية تتآكل بسرعة كبيرة.
إن تلك الآثار الناتجة عن تدهور العملة المحلية والاقتصاد معًا جعل اليوم كثيراً من اليمنيين المدمرين بواقع الحرب أساسًا عاجزين حتى عن توفير أبسط ما يحتاجون من مواد أساسية غذائية تساعدهم على البقاء والتغلب على واقع المعيشة الصعب.