ملفات وتقارير

الأربعاء - 09 ديسمبر 2020 - الساعة 11:02 م بتوقيت اليمن ،،،

مارب/ مدى برس/ تقرير خاص:


كشف فيلم "خيوط العمالة"، وهو فيلم وثائقي صادر عن دائرة التوجيه المعنوي في وزارة دفاع الشرعية يكشف عن اعترافات خلية حوثية استخباراتية تم ضبطها في محافظة مأرب، كشف عن أن تجارًا في المحافظة يعملون لصالح مليشيا الحوثي المتمردة المدعومة من إيران.

في أحد اعترافاته في الفيلم الوثائقي الذي يتحدث عن ضبط خلية حوثية استخباراتية متورطة بارتكاب أعمال إرهابية ومرتبطة بإيران، يكشف باسم الصامت، وهو عنصر الخلية، أنه في إحدى المرات استلم مبلغ ثلاثة ملايين ريال من أحد التجار في محافظة مارب، محولةً له من المليشيا الحوثية في صنعاء، عن طريق ذلك التاجر الذي أورده، صفةً، وتجاهله اسمًا وصورة.

وأشار الصامت إلى أن المدعو زيد المؤيد، وهو قيادي حوثي له ارتباط مباشر معه، حول له في إحدى المرات مبلغ ثلاثة ملايين ريال إلى عند أحد التجار في مدينة مارب (لم يذكر اسمه) وذلك -بحسب الصامت- أنها الوسيلة التي لن تثير ثمة شكوكاً حوله، وأنها أكثر أمنًا.

وبحسب الصامت، فإن المؤيد أرسله إلى أحد التجار في المدينة لاستلام المبلغ، بعد أن أخبره أن هذا التاجر يعمل أيضًا لصالحهم في مدينة مارب، وهو الأمر الذي يكشف عن شبكة واسعة من الخلايا التجسسية الحوثية تتواجد في مدينة مارب، وتحت مسميات مختلفة، منها ما تتغلل في المنظومة العسكرية وتشغل مناصب قيادية عليا، ومنها ما تعمل في التجارة وغيرها.

يصف مراقبون ذلك التاجر بـ"الصندوق الأسود" الذي يعد أهم عناصر الخلية الإرهابية، إذ إن هذا التاجر يعتبر -بحسب المراقبين- الحلقة الأبرز التي تعرف جميع أفراد الخليات الحوثية في المحافظة التي تستلم مستحقاتها المحولة لها من المليشيا، بحيث إن كشفه هو كشف لكل أفراد الخليات الأخرى.

الغريب في الأمر -وفقًا لما يقول المراقبون- أن الفيلم الوثائقي "خيوط العمالة" لم يكشف اسم التاجر رغم أهمية ذلك، وكون أنه يعد أحد أخطر عناصر الخلية الذي معه قد تنكشف أسماء عديدة لعناصر تجسسية تعمل لصالح المليشيا، خصوصًا وأن هذا التاجر يعتبر الصندوق المالي للمليشيا الذي يذهب إليه أغلب خلايا الحوثيين إن لم يكن كلهم.

بحسب المراقبين الذين تحدثوا لـ"مدى برس"، فإن كشف اسم التاجر وإظهار صورته كان من الأهمية الكبيرة التي كان من المفترض أن يكشف، كون ذلك -طبقًا للمراقبين- يعد أهم عناصر "خيوط العمالة" وبإمكانه أن يكشف خليات من التجار أيضًا تعمل لصالح المليشيا في المحافظة.

إن ذكر "خيوط العمالة" اسم تاجر واحد يعمل لصالح المليشيا الحوثية في مدينة مارب، كان أكده تحقيق نشر في صحيفة "إندبندنت عربية" حول استغلال المليشيا للاتصالات نشر الأسبوع الماضي بعنوان "التجسس الإلكتروني.. جندي مجهول يقلب الموازين في صنعاء"، وكيف حولتها إلى "شَرك" لاصطياد الخصوم وتجنيد المحايدين؟، وفيه أُورِد تفاصيل تجار يترددون إلى مارب بشكل مستمر، أجبرتهم المليشيا على العمل لصالحها.

يقول التحقيق، إن معلومات حصل عليها، تفيد بأن مليشيا الحوثي المتمردة حاولت استخدام الأشخاص الأكثر ترددًا على محافظة مارب، للتجارة للضغط عليهم واستخدامهم جواسيس لنقل الأخبار.

طبقًا لتحقيق "الإندبندنت عربية" فقد وضعت مليشيا الحوثي المتمردة أرقام أولئك التجار تحت المراقبة وتم احتجاز العشرات منهم، ممن رفضوا العمل معها بتهم كيدية، بينها التعاون مع ما أسمته "قوى العدوان"، ويعنون بها "قوات حكومة الشرعية اليمنية والتحالف العربي" الذي يدعمها.

بحسب التاجر، فإن مليشيا الحوثي المتمردة وعقب تحقيق معه استمر لمدة خمس ساعات، كلها حول رسائل تتعلق بعملية إرسال واستقبال البضائع، قامت بنقله إلى أحد سجونها حيث التقى بعددٍ من التجار هناك تحاول المليشيا الحوثية إجبارهم على العمل معها.

يوضح التاجر، من خلال حديثه، أن أحد عناصر مليشيا الحوثي المتمردة وأثناء التحقيق معه قال له: "هل تريد الخروج أو البقاء هنا؟"، مضيفًا وحين قلت له: "بالتأكيد أرغب بالخروج"، قال المسلح الحوثي بالحرف الواحد: "سنطلق سراحك الآن إن وافقت على العمل معنا، وموافاتنا بكل الأخبار من مارب، ونحن سنقدم لك تسهيلات".

وبحسب التحقيق، فإن التاجر الضحية وبعد رفضه مطلب التعاون مع مليشيا الحوثي المتمردة المدعومة من إيران أرغمته على تسجيل فيديو يقر فيه دعمه مشروعها الحوثي الانقلابي، وذلك "ليبتزوه به في أي ظرف يستدعي ذلك".