ملفات وتقارير

الخميس - 10 ديسمبر 2020 - الساعة 04:08 م بتوقيت اليمن ،،،

عدن/ مدى برس/ تقرير خاص:


لم يكن يتوقع المواطن البسيط في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية خلال الـ48 ساعة الماضية، أن يستيقظ على أسعار جنونية لأرغفة الخبز، التي تحولت (الأسعار) مع تدهور العملة المحلية إلى همٍ ثقيل يجثو على كاهل المواطنين الذين يعيشون -بحسب الأمم المتحدة- أسوأ أزمة إنسانية في العالم منذ ست سنوات من الحرب مضت.

خلال 24 ساعة فقط، أي منذ الثلاثاء وحتى الأربعاء، وأسعار أرغفة الخبز قفزت بشكل جنوني إلى الضعف مرافقةً لأسوأ مرحلة انهيار للعملة المحلية في البلاد، إذ ارتفعت خلال قرابة تلك الساعات بنسبة 10% مرة واحدة، وهو الأمر الذي رافقه ارتفاع في أسعار الخبر.

#انا_جيعاااان، #ثورة_جياع، هي هاشتاجات احتجاجية أطلقها المواطن المسكين الذي يصارع أعباء الحياة، بعد أن تفاجأ بتلك الأسعار الجنونية لأقراص الروتي وأرغفة الخبز، وهو المواطن الذي ذهب صباحًا بمبلغ100‪ ريال لشراء 4 أقراص من الروتي لكنه عاد خائبًا يحمل قرصين فقط، لا يمكنهما أن يسدا جوعه.

يقول أحد المواطنين، إن الفرد الواحد على أقل تقدير يأكل
5 أقراص من الروتي في الوجبة الواحدة، كان يأخذهم بالأمس بمبلغ125‪ ريالًا، لكنه اليوم يأخذهم بمبلغ 200 ريال وبحجم القلم، مضيفًا "كيف لهذا المواطن الذي يعاني من تدهور الوضع المعيشي أن يعيش مع هذا الارتفاع الجنوني، خصوصًا في الخبز".

ويضيف متسائلاً: "طيب إذا معك 4 أفراد بالأسرة" فإن ذلك يعني أنهم "يحتاجون إلى 800 ريال في الوجبة الواحدة. طيب في اليوم معك 3 وجبات، ما يعني على أقل شيء انك تحتاج 2400 ريال في اليوم الواحد قيمة الروتي فقط" وهو الأمر الذي ينذر بالموت جوعًا في أحسن الأحوال لمن لا يملكون قوت يومهم.

ذلك المواطن المغلوب على أمره، يقول متسائلاً: "إلى أين تمضي بنا الحياة في ظل واقع لا يرحم".

ويقول مواطن آخر إن الموظف الذي لا يزيد راتبه الشهري عن 60 ألف ريال من أين يأكل وأسرته إذ إن هذا الارتفاع يجعل من الأسرة المكونة من 4 أفراد تحتاج في الشهر 72 ألف ريال لشراء الروتي" وهو ما يفوق راتب الموظف، بزيادة تقارب 25% من إجمالي الراتب.

مع ذلك الارتفاع الجنوني في أسعار الخبز الذي شهدته محافظة تعز، أعلن مالكو وعمال المخابز والأفران بالمحافظة الإضراب، احتجاجًا على انهيار العملة المحلية، وارتفاع أسعار الدقيق، وسط استهداف السلطات لهم وتغاضيها عن تردِّي الوضع المعيشي، دون أن تقوم هي على الأقل بوضع حلول كونها المسؤولة عن ذلك، أو جزء من المشكلة.

وأكدت مصادر محلية في المحافظة أن حالة إضراب واسعة دخلت حيز التنفيذ من قبل مُلّاك وعاملي الأفران، عقب وقفة احتجاجية كانوا قد نفّذوها، الثلاثاء، أمام مكتب الصناعة والتجارة للضغط على السلطات لإيجاد حلٍّ لارتفاع أسعار الدقيق في الأسواق.

المصادر أفادت أن أصحاب المخابز عبّروا عن استيائهم جراء تردي الوضع الاقتصادي وارتفاع أسعار الدولار، الأمر الذي ألقى بظلاله على أسعار المواد والسلع الغذائية الأساسية، كما طالبوا السلطة المحلية بالإفراج عن عمال ومالكي المخابز الذين جرى اعتقالهم بتُهمة الغش في أوزان الأرغفة، مؤكِّدين أن الأمر يرجع لانهيار العملة المحلية.

وقالت المصادر، إن أهالي تعز فوجئوا بإغلاق شامل لأبواب المخابز بعد أن كانت قد ارتفعت أسعار الأرغفة "الروتي" قبل أسبوعين إلى 25 ريالاً، وجرى على إثر ذلك اعتقال عدد من ملاك المخابز.

الجدير ذكره هنا، أن العملة المحلية شهدت انهيارًا جديدًا اليومين الماضيين، ووصل تداول الدولار الأمريكي إلى 925 ريالاً في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية، وسط توقعات بتخطي سعر صرف الدولار حاجز الـ1000 ريال خلال الأيام القادمة، حسب توقعات صيارفة وخبراء اقتصاد.