ملفات وتقارير

الخميس - 17 ديسمبر 2020 - الساعة 09:47 م بتوقيت اليمن ،،،

تعز/ مدى برس/ تقرير خاص:


لطالما كان منتزه الشيخ زايد الواقع في جبل صبر بمحافظة تعز جنوب غربي البلاد، مكاناً يعجُ بمئات الزائرين، حتى جاءت عليه الحربُ لتحيله إلى أنقاض، وتحوله إلى ما يشبه منطقة أشباح يثير الخوف فيمن يمر بجانبه.

لكن الرسالة التي قرر حمزة وهنادي رفعها من هناك بعثت الحياة في المنتزه، كما بعثت أيضاً مفاهيم السلام المنشودة من فوق أنقاض الحرب، هنالك حيث بدا احتفال الشابين بعقد قرانهما حديث الشارع في محافظة تعز واليمن عامةً، بل وصل صدى القصة إلى الخارج.

لقد أراد الشابان اللذان ارتبطا ببعضهما في الـ 27 من الشهر الماضي أن يبتهجا بطريقتهما الخاصة من خلال احتفال ثنائي له أثر إيجابي، تأجل إلى قبل أيام، "فالحرب المستمرة منذ ست سنوات أرهقت الناس وصادرت عنهم الفرحة سواءً على المستوى الفردي أو الجماعي، واحتفالنا على أنقاض الحرب يوصل رسالة سلام، أننا نتشبث بالسلام ومستعدون وقادرون على صناعة الفرح رغم الحرب". كما تقول هنادي أنعم لـ"مدى برس".

وأضافت هنادي، إنهما قررا الاحتفال بهذا الأسلوب الفريد، لأنهما تعرفا على بعضهما في فترة الحرب، "وصنعنا لأنفسنا فرحة رغم الخراب المحيط بنا. فهذه الحرب جمعت بين قلبينا وحبينا نحتفل بطريقتنا، ونوثق فرحتا في ذاكرة الحرب والركام".

وعن ردود الفعل بعد نشر باقة من الصور على مواقع التواصل الاجتماعي، قالت هنادي "وجدنا أناساً متقبلين بشكل كبير، وقلة هم المتحفظون، وقابلنا بعض التعليقات الرافضة والحادة، لكن ناس كثير فرحوا لنا، ناس نعرفهم وما نعرفهم".

ولم يكن الحدث احتفالاً في نظر حمزة مصطفى، بل رسالة، "فالاحتفال هو السلام الدائم.. ولكوني صحافياً ومصوراً أدرك ما أقوم به قررت إيصال رسالتي بهذه الطريقة"، مضيفاً لـ"مدى برس" بعد حديث طويل مع حبيبتي عن ما الشيء الذي يمكن أن نعمله يحمل رسالة إنسانية تؤرخ اللحظة، أخذنا في الحديث شتى أنواع الفرح والسعادة، حتى اتفقنا على أن تكون جلسة تصوير نوصل فيها رسالة للعالم".

واستطرد قائلاً: "وضعنا عنواناً لجلسة التصوير، تحمل هدفا ساميا ونقيا، جوهره السلام الدائم وهو: "سنحيا وبالحب ننتصر"، حاولنا فيها رسم جغرافيا الحب، دسنا بأقدامنا على جغرافيا الحرب، وبرذاذ عطرها أطفئت رائحة البارود المنتشر في أحياء وأزقة مدينتي".

وتابع: "لعل رسالتنا نحن عشاق السلام تشعر أو تذكر أطراف النزاع أن هناك من يريد أن يعيش حياته بسلام، بهدوء بعيداً عن الدبابة والمدفع الذي التهم مدينتي بسكانها وجمالها ورونقها منذ ما يقارب الست سنوات، ولا شيء سيجعل المرء يقطن هنا سوى الحب".

واختتم تصريحه بمزيد من الأمل "ربما المواطن اليمني الذي لم يغادر البلد يعرف جيداً ماذا تعني الحرب التي نمر بها وكيف ساهمت البندقية في تغيير حياة الناس وضاعفت من معاناتهم حتى نسينا أنفسنا ونسينا أن لنا قلوباً يجب أن تزدهر مجدداً".