ملفات وتقارير

الثلاثاء - 05 يناير 2021 - الساعة 08:19 ص بتوقيت اليمن ،،،

الحديدة/ مدى برس/ تقرير خاص:


تشهد اليمن حربًا كارثية للعام السادس تواليًا، أدت هذه الحرب -بحسب تقارير حقوقية وأممية- إلى أسوأ كارثةٍ إنسانية في البلد المطحون بالحرب، الذي بات قرابة 80% من ساكنيه يعيشون تحت خط الفقر، ولا يجدون لقمة عيشٍ تؤمن لهم وجبة غذاء واحدة، رغم وجود عشرات المنظمات العاملة في مجال الإغاثة منها محلية ودولية.

تلك المنظمات العاملة في مجال الإغاثة في البلاد، والتي تقول مصادر مطلعة لـ"مدى برس"، إن عددها بـ"المئات" باتت تتخذ من الحرب والوضع المعيشي لليمنيين الذين أرهقتهم الحرب، شماعةً للتكسب والحصول على الأموال الضخمة على حساب هؤلاء الفقراء الذين جل أمانيهم كسرة خبز يسدون بها رمق الجوع الذي يعانون.

في السياق، يتحدث الصحفي، بسيم الجناني، عن وجه من ذلك الفساد الأممي في الإغاثة في محافظة الحديدة، والذي يتم عن طريق وكلاء تلك المنظمات في المحافظة الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي المتمردة، التي هي الأخرى تتاجر بأوجاع وجوع اليمنيين من خلال عمليات نهب وسطو منظمة لتلك الإغاثات التي أضحت تتكدس بها عشرات المخازن في المحافظة.

يقول الجناني، في منشور على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي في "فيسبوك"، إن أكبر عملية نهب لأموال الإغاثة والمنح الدولية في اليمن، تتم في مدينة الحديدة، ويقوم بها فرع الهيئة العليا للإغاثة التابع للمليشيا الحوثية بقيادة المدعو جابر الرازحي.

يؤكد الجناني، أن ملايين الدولارات تصرف لمحافظة الحديدة ونازحيها ومشاريع متنوعة، يقوم المسؤول المشرف عن تلك الإغاثات المدعو "الرازحي" بالاستيلاء عليها عبر مؤسسات مجتمعية قام بإنشائها في السنوات الأخيرة، كما يقوم بالسيطرة على أغلب المشاريع بتواطؤ من المنظمات الدولية، وذلك بحجة تجنب تحريضه ضدهم وعرقلته أو منعهم من عملهم الإغاثي.

وأضاف إن "ملف فساد ونهب أموال الإغاثة في محافظة الحديدة يُشيب له الرأس، وسكوت وتواطؤ المنظمات الدولية التي تستلم المنح المالية الدولية مشاركة في خيانة الأمانة والنهب الذي يتم".

ونشر الجناني، على صفحته صورًا تكشف فساد لصوص الإغاثة والمواد الإغاثية التي تم نهبها وحرمان المواطنين منها حتى أنتهت صلاحيتها في مخازن المنظمات الدولية في المحافظة، ومنها ما تم إتلافه، وهو عبارة عن 7 آلاف و40 كرتوناً من المكملات الغذائية، يقول الجناني، إنها أُتلفت بسبب سوء التخزين داخل أحد مخازن إحدى المنظمات في المحافظة قبل أشهر.

وبحسب الجناني، فإن المدعو "الرازحي" يوم أن أُتلفت تلك المكملات الغذائية، رفض يذكر اسم المنظمة في خبر الهيئة التابعة له وعمم ذلك على الصحفيين، وهي -طبقاً للجناني- أحد الإثباتات التي تدل على تلاعب الرازحي والمنظمات الدولية وتبادلهم للأدوار في العبث والفساد الذي يتم.

وأشار الجناني، إلى أن الرازحي، حينها أشار إلى أن المنظمة نفسها أتلفت 725 كيس فاصوليا قبل هذه الكمية بشهر، مؤكدًا إتلاف 2178 كرتوناً من المكملات الغذائية نوع "بسكويت" وهو نوع من أنواع المكملات الغذائية متعدد الأصناف تابع لصندوق الأمم المتحدة للسكان.

وعلى صفحته على "فيسبوك" نشر الجناني صورًا قال إنها لعملية إتلاف 845 كرتوناً من المواد الغذائية قبل شهر ونصف انتهت صلاحيتها داخل مخازن منظمة "أدرا" بالمحافظة ذاتها، وكذا إتلاف مواد إغاثية فاسدة كانت مخزنة في مخازن المجلس الدنماركي، تتبع برنامج الغذاء العالمي وصندوق الأمم المتحدة للسكان، متسائلاً: "من المسؤول وإلى متى يظل هؤلاء الفاسدون واللصوص يعبثون بالمنح الإغاثية؟".