نافذة إنسانية

الجمعة - 15 يناير 2021 - الساعة 05:13 م بتوقيت اليمن ،،،

عدن/ مدى برس/ تقرير خاص:


طوال ست سنوات من حربٍ أشعلتها المليشيا الحوثية المدعومة من إيران في اليمن، ظلت المساعدات الإنسانية الدولية تتدفق بكثافة، وكان أغلبها، ولا يزال، يصل إلى مناطق سيطرة المليشيا الحوثية الإرهابية، سواءً عبر ميناء الحديدة، أو مطار صنعاء الذي استقبل أغلب الدعم الطبي والصحي.

ورغم حجم المساعدات الإنسانية تلك، التي كانت كفيلةً بانتشال اليمنيين في مناطق سيطرة العصابة الحوثية، من واقع الجوع والفقر وانعدام الأمن الغذائي، إلا أن المأساة ظلت تتسعُ رقعتها لتقضم المزيد من اليمنيين الذين لم تقلق بشأنهم الأمم المتحدة، ولا مبعوثها الخاص إلى اليمن، بقدر قلقهما على تصنيف المليشيا الحوثية تنظيماً إرهابياً.

قالت المنظمة الدولية للهجرة، اليوم الجمعة، إن حوالي 13.5 مليون يمني يعانون من انعدام الأمن الغذائي، بما في ذلك أكثر من 16,500 شخص يعيشون في ظروف شبيهة بالمجاعة، وهؤلاء الأشخاص، بالطبع، لا يعنون الأمم المتحدة أو مبعوثها الأممي بقدر ما يعنيهم إثناء الولايات المتحدة عن قرار التصنيف الذي سمّى الحوثيين كما ينبغي، باعتبارهم مارسوا جرائم إرهابية في اليمن لا تختلف عن تلك التي يمارسها داعش وتنظيم القاعدة.

ومنذ نشوب الحرب في البلاد، استخدم الحوثيون سياسيات عدائية ضد اليمنيين، وتسببوا بمقتل 233 ألف شخص، عوضاً عن آلاف الجرحى والمعاقين، وملايين النازحين والمشردين، الذين عاشوا هذه المعاناة نتيجة إرهاب المليشيا الحوثية.

وكانت منظمة "أنقذوا الأطفال" أكدت أن 600 مدني قتلوا أو جرحوا خلال الأشهر التسعة الأولى من العام 2020 المنصرم بمحافظة الحديدة الساحلية، على الرغم من وجود هدنة ترعاها الأمم المتحدة، لم يلتزم بها الحوثيون، واتخذوا منها فرصة لاستهداف المدنيين العزل في المحافظة، ريفًا ومدينة، ورغم ذلك غضت الأمم المتحدة الطرف عنها.

ويوم أمس كان المبعوث مارتن غريفيث، قدم إحاطة لمجلس الأمن وصفت بالهزيلة، والانحيازية، وتضمنت دفاعا شرسًا عن المليشيا الحوثية المدعومة من إيران، ودعوة الولايات المتحدة الأمريكية بإسقاط قرار تصنيفها تنظيما إرهابيا، وحتى الهجوم على مطار عدن، تجاهل جريفيث ذكر الطرف المسؤول عنه.

وطالب سياسيون ومراقبون الحكومة اليمنية للتعامل بجدية مع المبعوث الأممي، باعتباره تحيز عن الدور المناط به، والذي يشترط أن يكون فيه وسيطا بين الأطراف، لا مدافعا عن المليشيا في المحافل الدولية، ومتجاهلا في ذات التوقيت ما تفعله هذه الجماعة باليمنيين.