الأخبار

الأحد - 24 يناير 2021 - الساعة 08:31 م بتوقيت اليمن ،،،

عدن/ مدى برس/ خاص:


نظم ملتقى أبناء اليمن في ماليزيا، أمس السبت، ندوة ناقش فيها دلالات ومآلآت تصنيف الولايات المتحدة الأمريكية مليشيا الحوثي منظمة إرهابية.

وقال معاذ الصوفي رئيس الملتقي في الندوة، إنه ما من شك أن جماعة الحوثي هي منظمة إرهابية بكل ما يحمله مصطلح الإرهاب من معان، كونها عاظمت جراح الشعب اليمني منذ بداية شنها لحروبها في العام 2004م واستنزفت الآف الجنود الذين ذهبوا ضحايا.

وأكد الصوفي في مقدمة الندوة، بأن مليشيا الحوثي شتت جهود اليمنيين في بناء الدولة الملبية للتطلعات، وقادت حرب شعواء على مختلف مناطق اليمن من منطلق إرهابي بحت لتكريس فكرة عنصرية إستعلائية، كما قتلت مئات الآلاف الأبرياء واحتجزت الآلآف في سجون سرية وهي سابقة جديدة بين أبناء الشعب اليمني.

وأشار الصوفي إلى عمليات التجنيد القسري للأطفال وتفجير المنازل، ونهب المساعدات وحصار المدن، وتحريف المناهج، وجعل اليمن مصدر تهديد لأمن المنطقة وطرق التجارة العالمية، من خلال الحرب التي تشنها مليشيا الحوثي بالوكالة عن إيران.

وأذكر عبدالرقيب فتح وزير الإدارة المحلية السابق أثناء مشاركته في الندوة أن المنظمات الإنسانية تتجاهل الوضع الإنساني في اليمن الناتج عن الانقلاب الذي قامت به مليشيا الحوثي.

وأكد أن المليشيا تنهج نهجا إرهابيا منذ بداية انقلابها في العام 2014م، وأن ما يثيره غريفيث أو مارك لوكوك فهو مبالغ فيه وأن المنظمات الإنسانية ظلت طيلة ست سنوات تسكت عن جرائم الحوثي التي استهدفت العمل الإنساني بشكل ممنهج.

وأوضح أنه خلال الست سنوات، نهبت المليشيا أكثر من 725 قافلة إغاثية، ودمرت أكثر من 8 سفن تتبع المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وتركيا، ونسفت مخازن الغلال لمركز الغذاء العالمي لأكثر من 6 مرات، ونهبت مواد غذائية وضربت مطاحن أولاد ثابت في الحديدة عدة مرات، وتدخلت بشكل مباشر في العمل الإغاثي والخطط الإغاثية، وحولت بصورة مختصرة العمل الإغاثي إلى مجهود حربي.

ودعا فتح الحكومة إلى الضغط من أجل تنفيذ مثل هذه الآلية، حيث إن هذا سيجعل المنظمات الأممية تستفيد من 22 منفذا جويا وبريا وبحريا موجودة في البلاد، كما سيجعل المنظمات المحلية قادرة على العمل بصورة عامة في الجمهورية اليمنية.

وأشار إلى أن 80% من المساعدات الإنسانية مرت من الحديدة وأن أول محافظة ظهرت فيها المجاعة هي محافظة الحديدة، مؤكداً أن منظمات الأمم المتحدة لم تلتزم بمعايير شفافة وواضحة وإصدار بيانات تدين من يعيق العمل الإغاثي.

وتحدث الباحث في القانون الدولي، المقيم في فرنسا فؤاد عامر، في محور "أهمية التصنيف وأثره على الوعي العام لفهم جماعة الحوثي"، وشدد على أن الحكومة يجب أن تستغل هذا القرار لصالحها من خلال بذل جهود أكبر في تعزيز التواصل الداخلي والخارجي ووضع استراتيجية مدروسة بعيدة المدى لتوضيح جذور الصراع اليمني الداخلي وتداعياته.

وأشار عامر إلى أن التواصل الخارجي سيكون بين السفارات والجهات الدبلوماسية مع الحكومة الأمريكية والدول الأوروبية والمنظمات الدولية، مؤكدا على أهمية استغلال وسائل الإعلام والمنظمات العربية واليمنية والناشطين اليمنيين والعرب لمساعدة الحكومة في القيام بواجبها في هذا الجانب.

ودعا الحكومة إلى تقديم نموذج مشرّف لإدارتها في المناطق المحررة، عبر الاهتمام بالجانب الأمني والاقتصادي وتهيئة الجو المناسب لعمل المنظمات الإنسانية لتستطيع تقديم خدماتها للمواطنين بكفاءة أكبر.

وفيما يخص تأثير التصنيف على الصراع، أكد الباحث معن دماج، أن تأثير التصنيف قد حدث، مضيفًا الإجراءات التي يمكن أن تنبي عليه في مختلف الجوانب في مسألة التحويلات البنكية والعلاقات الدبلوماسية والتغطية الإعلامية لكون صدى هذا التأثير على الرأي العام والقنوات الدبلوماسية والسياسية قد حدث فعلا حتى للممانعين والمعارضين لهذا التصنيف.

وقال، إن التصنيف هو مهم مهما حاول البعض تفسيره بأنه يعكس شخصية الرئيس ترامب لكون إجراءات التصنيف تتم على حيثيات جدية وعبر قنوات إدارية وقانونية مثل وزارة الخارجية والكونغرس، وقد أخذ القرار فترة نقاش زمني طويل سواء على طبيعته أو على طبيعة تخفيف نتائجه على عمليات الإغاثة.

وأشار إلى أنه وبالرغم من الحديث الدائر على أن إدارة الرئيس بايدن تعمل على مراجعة القرار إلا أن تأثير هذا التصنيف سيكون موجودا على كل الأحوال حتى بعد تجميد القرار أو تحديد طبيعته، موضحًا أن هنالك تأثيرا داخليا على مستوى الداخل اليمني على المستوى السياسي أو على مستوى الناشطين، وقد تبدى في الواقع من طريقة المقاربة الجديدة التي يتوخاها مجموعة من الناشطين السياسيين الحوثيين في الواقع والداعمين للحوثي ضمنيا لكونهم يعملون في منظمات دولية أو لكونهم لديهم منظمات مستقلة ويريدون يخدمون الحوثي من موقعهم كقوى مستقلة، مقاربتهم للأحداث بدأت تتبدل لكونهم تحت واقع هذا التصنيف ولأنه في عالم المنظمات التي تعتمد على التمويل الغربي الحديث عن علاقة بمنظمة إرهابية يعني نوعا من الإعدام الإداري، لأن هذه المنظمات تعيش فقط على قراءة ما يريده الغربيون وتلبية هذه القراءة أكثر مما هي تلبية المسألة اليمنية، وهذا واضح من اختيار مواضيعها الدائم.

أما على المستوى الداخلي، قال دماج لاحظنا ما هو ناتج عن ضغط على المؤتمر الشعبي العام في الداخل بقيادة صادق أبو رأس الذين اجتمعوا وأصدروا بيانا أنهم داخلون في التحالف ومستمرون فيه، وهذا هو المؤتمر الشعبي العام الذي يتعامل معه أغلب المؤتمريين في الداخل والخارج على أنه القيادة الشرعية لهم، وهذا سيترك تأثيرا على مستوى القيادة وعلى تعامل الناس مع هذه القيادة، حيث ظهرت أصوات تطالب المؤتمر بتحديد موقف تجاه هذا التصنيف الأمريكي.

وبحسب دماج، فإن التصنيف يحرر الحكومة من الكثير من القيود والضغوط التي تتعرض لها باعتبار أنها تتعامل مع منظمة إرهابية كما يحرر التحالف العربي أيضا، حتى إن معايير الاستهداف للقيادات العسكرية والسياسية سيكون أقل، لأن هذه منظمة مصنفة إرهابية وهذا التصنيف هو أمريكي وليس تصنيفا دوليا، ولكن في واقع الحال أن التصنيف الأمريكي أهم من التصنيف الدولي، وهناك العديد من قيادات الحوثي والمؤتمر الشعبي العام عليهم عقوبات تحت البند السابع من الأمم المتحدة لكن هذه العقوبات أقل من تصنيف الأمم المتحدة.

وأوضح أنه من ضمن تأثيرات هذا التصنيف أن المعلومات الاستخبارية التي تستطيع أن تقدمها المؤسسة الأمريكية لحلفائها في السعودية والتحالف العربي ستكون أكبر وستكون محاذيرها أقل لأن الغطاء القانوني لمنع استهداف الأشخاص والقيادات الذي يمكن أن يكون موجودا في الحالات السابقة يعتبر مرفوعا وتحديدا حول الثلاث الشخصيات التي ذكرت بالاسم في قرار التصنيف.

وفي الجانب الإعلامي ستكون التأثيرات متركزة على طبيعة تعاطي الإعلام الدولي مع الحركة الحوثية أو مع من يمثلها أو مع من يقدم نفسه في الدوائر الغربية كممثل لجماعة أنصار الله سوف يكون أكثر تعقيدا، وهذا سيجعل تأثير الحركة الحوثية على الدوائر الغربية الرأي العام وجماعة الضغط والمؤسسات الغربية أكثر تقيدا لكون الظهور بشكل مباشر كمتبن أو مدافع عن هذه الجماعة ربما تظهر عنه تبعات قانونية.

وأفاد انه على المستوى الحقوقي، ستكون التأثيرات واضحة في التعاطي مع الحركة الحوثية والانتهاكات التي تمارسها، والتي لم تعد مجرد انتهاك لحقوق الانسان ولكن الكثير من أعمالها والتي تتسم منذ البداية بالطابع الإرهابي مثل: تفجير اليوت، التهجير المنظم، زرع التفرقة العنصرية على مستوى القانون صياغة قوانين ذات طابع تمييزي عرقي وطائفي وسلالي، يمكن الآن رفعها إلى مستوى جرائم إرهابية.

ولفت إلى أن اللا مبالاة التي تبديها جماعة الحوثي تجاه القرار لا تمكن أن يخفي طبيعة القلق والتوتر وأن أغلب السياسيين الداعمين للحركة الحوثية والموجودين في بعض الدول الغربية والدول الخليجية ودورهم الذي يقومون به للتغطية على جرائم جماعة الحوثي سيكون أصعب.

وعلى المستوى الإعلامي والسياسي، أكد دماج أن الحجة التي كانت تتعامل بها الحركة الحوثية لكونها لديها خطاب مزدوج خطاب للداخل وخطاب المقاومة وفلسطين وضد الغرب والسيادة لكن خطاب الخارج وللمنظمات والسفارت أنها الحركة الوحيدة التي يمكن التعويل عليها في مكافحة الإرهاب بسبب طبيعة تكوينها السلالي والمذهبي يصعب اختراقها من التنظيمات الإرهابية، فإن هذا الغطاء الداعي للحركة سينتزع وتتحول إلى موضع المتهم، وهذا عامل مهم.

واختتم قائلاً، نحن أمام منعطف مهم وينقصنا وجود الإرادة السياسية ووجود التنظيم الشعبي الفعال، ونأمل أن تخرج الشرعية من صراعاتها الوهمية والتعلق بفكرة السيطرة على الكراسي بينما الأرض والسكان يخضعون لهيمنة جماعة الحوثي الإرهابية الذي يحاول ان يوطد مشروعه وجذوره بالإرهاب والقوة والقهر، وتستطيع الحكومة الشرعية أن تبني على هذا الموقف وتحقق الكثير من الفوائد على كل المستويات بما فيها المستوى العسكري.