المخا/ مدى برس/ تحليل خاص:
لعل الأمن الذي تنعم به المناطق المحررة من الساحل الغربي، خاصة مدينتي المخا والخوخة، هو ما يثير سخط المليشيا الحوثية وقلقها، وهي التي كانت تعوّل على إثارة الفوضى في الساحل الغربي لإثارة الشارع ضد القوات المشتركة، والمقاومة الوطنية على وجه الخصوص، التي يرى فيها الحوثيون قوةً صاعدة تهدد كيانهم فيما تبقى من الساحل الغربي.
تفعيل الخلايا النائمة في الساحل الغربي كان الخيار الأنسب أمام الحوثيين لإعادة إنتاج الفوضى والقتل والتفجرات وتكريس الانفلات الأمني في الساحل الغربي، ولذا استدعت المليشيا عناصر سابقين وأعادت توظيفيهم لتتبع تحركات القوات المشتركة ونقل وتفجير العبوات الناسفة في المناطق الحيوية.
مثل هذه العمليات كانت تدار بشكل سري من قبل الحوثيين وعن طريق أشخاص موثوقين تركن إليهم المليشيا في تنفيذ المهام؛ لكن جهاز الاستخبارات العسكرية في المقاومة الوطنية العاملة ضمن القوات المشتركة كان على مستوى عالٍ من الثقة في التعامل مع هذه الأخطار التي تتربص بالمدن الحيوية سرًا.
بالأمس، أعلنت القوات المشتركة إسقاط خلية حوثية جديدة مكونة من 7 أشخاص وظفوا في زرع العبوات الناسفة ورفع الإحداثيات بمواقع وتحركات القوات المشتركة، وعلى الأرجح أن هذه الخلية هي التي تقف وراء التفجيرات الأخيرة التي استهدفت أسواقاً ومناطق حيوية في كل من المخا والخوخة.
نجاح جهاز الاستخبارات في التعامل مع خلايا من هذا النوع لها باعٌ طويل في التخفي وتأدية المهام بسرية، يعزز من قدرات هذا الجهاز الخاص الذي سبق ونجح في تتبع خيوط خلايا تفجيرات وخلايا استخباراتية في مناطق متفرقة من الساحل الغربي، وكذا ضبط خلية تهريب مرتبطة مباشرة بالحرس الثوري الإيراني.
لقد مثلت حالة التآلف بين تشكيلات القوات المشتركة قاعدة أساسية في تماسك الأجهزة الأمنية والعسكرية، وهو ما يسهل -بلا شك- من دور جهاز الاستخبارات الذي يسخر جهوده في تتبع أدق التفاصيل للعمليات الإرهابية التي ضربت المدن الساحلية وكانت مفتاح الحل في الوصول إلى الخلايا والأشخاص المسؤولين على هذه الأعمال.
بحسب خبراء أمنيين فإن الضربات المتتابعة التي تعرضت لها المليشيا في المخا والخوخة تحديداً تفقدها الكثير من الامتيازات التي كانت تتمتع بها عبر تلك الخلايا التي كانت بمثابة أعينٍ للحوثيين في المناطق المحررة، ومثل هذه الانتكاسات تضعف دور المليشيا الحوثية في إثارة الفوضى وتسويق الإرهاب في الساحل المحرر.
وطبقاً للخبراء، فإن مثل هذه الإنجازات تجعل الخلايا التي ما زالت على صلة بالمليشيا الإرهابية أمام تحدٍ صعب، ذلك لأن الخلايا الإرهابية عادة ما تكون لها قواسم مشتركة سواء في المهام أو التعليمات أو أساليب التنقل والتخفي.
وتؤكد المصادر أن من لا يزال له ارتباط بالمليشيا الحوثية كان يعمل بشكل منفرد أو في خلايا جمعية، سيجبر إما على وقف تواصله بالمليشيا والانسحاب من المهام المتطرفة، أو مغادرة المناطق المحررة حتى لا يقع صيدًا سهلاً في أيدي أجهزة الاستخبارات أو القوات الأمنية.