نافذة على السياسة

السبت - 20 فبراير 2021 - الساعة 07:33 م بتوقيت اليمن ،،،

مارب/ مدى برس/ تقرير خاص:


على امتداد جغرافيتها، ومن خلال ما يقارب الـ16 جبهة قتالية، تشهد محافظة مارب، شمالي شرق اليمن، معركة مصيرية بين القوات العسكرية في الشرعية التي تحظى بإسناد من القبائل وقوات التحالف العربي من جهة، ومليشيا الحوثي المتمردة المدعومة إيرانيًا من جهة أخرى، ترجح كفتها للأخيرة.

على نطاق أكثر من 10 جبهات في مديرية صرواح، غرباً تشتد وتيرة المواجهات التي دائماً ما تدور إثر شن مليشيا الحوثي المتمردة المدعومة من إيران هجماتها التي تشير معلومات أكثر من 12 يوماً من المعارك الدامية هناك، إلى أنها استطاعت تحقيق تقدم نسبي في ميسرة الجبهة، خصوصاً بعد أن افتتحت جبهة جديدة هناك كانت ظلت مغلقة طوال سنوات الحرب السابقة.

إن ذلك المد الحوثي الذي قابله عدم تحرك جدي من قبل قيادة القوات العسكرية للشرعية، دفع المليشيا الحوثية إلى إرسال جحافلها وكتائبها بشكل كبير إلى جبهات عدة أخرى في المحورين الشمالي الغربي، والجنوبي للمحافظة التي باتت (أي محافظة مارب) تخوض بما تملك من قوة معركة مقاومة ووجود ضد تلك المليشيا.

يشير مراقبون للوضع العسكري في محافظة مارب، إلى أن المحافظة وأمام هذا المد الحوثي الذي كُسرت أنساقه على تخومها تعتمد في المعركة الدائرة في الدفاع عنها على أربع قوى، وذلك في ظل ما تشهده من لا مبالاة للقوات العسكرية التي تتخذ من المحافظة مركزاً لقواتها.

تلك القوى، هي -بحسب المراقبين- أبناء المحافظة من القبائل في المرتبة الأولى، يليها قوات ما تسمى بـ"قوات الأمن الخاصة" وهي قوة مدربة على قدر عال من الكفاءة والجاهزية القتالية، يليها بالمرتبة الثالثة المقاومة الشعبية من المحافظات الأخرى التي تتواجد فيها، في حين تأتي قوات الشرعية في المرتبة الرابعة.

وبحسب المراقبين، فإن إبقاء قوات الشرعية في المرتبة الرابعة، وهي قوة بشرية ضاربة، يأتي بسبب سوء الإدارة لها من قبل قيادتها التي تعاني الفشل والسوء في إدارة المعارك، وهو ما أدى إلى تقدم المليشيا الحوثية بجبهات المحافظة خلال الفترة الأخيرة.

في السياق، يقول الدكتور محمد جميح، في مقال عنوانه "نصرة مأرب واجب وطني" إن "مارب لن تحاسب الناس على مواقفهم"، مؤكدًا أنها سوف "تتركهم للتاريخ، ولكنها لا تنسى من وقف معها في معركتها الفاصلة ضد دعاة الفتن الطائفية التي تغذيها إيران في بلاد العرب".

وفيما أشار جميح، وهو سفير بلادنا لدى يونسكو، بقوله: "شكراً لكل من وقف مع مارب اليمن، شكراً لكل من هب لدعمها من أبناء الجمهورية جنوباً وشمالاً، شكراً لكل من دافع عنها ولو بشطر كلمة"، قال: "وأما من خذلها أو تمنى سقوطها فمعذور لقصور فهمه، وغَلَبة أحقاده، وأما مارب فكبيرة لا تلتفت للصغائر والمكايدات".