ملفات وتقارير

الأحد - 21 فبراير 2021 - الساعة 04:57 م بتوقيت اليمن ،،،

تعز/ مدى برس/ شادي بجاش:


"انا وأبي وَجَدي وكل السابقين هنا كانوا يزرعون المانجو وغيره من الفواكه والخضروات؛ لكن الآن تغيرت الأمور والناس يبحثون عن الربح السريع".

بأسف شديد يشرح لنا عبد الرحمن البركاني -أحد المزارعين في منطقة البركاني، جنوب غرب تعز- سبب إقدام معظم المزارعين هناك على اجتثاث شجرة المانجو التي تعد من أشهر الفواكه التي تزرعها المنطقة منذ القِدَم، وترفد السوق المحلي بما يقارب 20 ألف سلة سنوياً.

ولأنها تثمر مرة واحدة في العام، وأحياناً لا تثمر من جهة ولا تحقق أرباحاً مضاعفة من جهة أخرى، قرر الناس في منطقة البركاني اقتلاع شجرة المانجو واستبدالها بشجرة القات ذات الأرباح "الخيالية" بحسب عبد الرحمن الذي يخشى على مستقبل مزارعه من هذا الخصم (القات) الذي بات يتهدد مزارع المانجو في الوادي الشهير.

مراد، شاب ثلاثيني يشارك عبد الرحمن نفس الأسف ويضيف "أكثر من 1000 شجرة مانجو قاموا باجتثاثها وغرسوا بدلاً عنها شجرة القات الخبيثة التي تستهلك مياه آبارنا بشكل أكبر وتستهلك الأسمدة ومختلف السموم كي تنمو بشكل أسرع ويتم قطافها شهرياً وتحقيق مبالغ باهظة عند بيعها".. أمر مؤسف أن تتحول "البركاني" إلى مُصَدِّرة للقات بدلاً عن المانجو" يقول مراد.

مريم سعيد، امرأة مسنة وجدناها تقوم بري أشجار الطماطم التي قامت بغرسها كفعل مخالف للجميع تؤكد لنا أن القات ليست الشجرة الاستثمارية الوحيدة، وإن شجرة الطماطم إذا وجدت العناية الكافية؛ فإنها تثمر بشكل أسبوعي دونما استهلاك لذلك القدر من المياه والمبيدات الذي تستهلكه شجرة القات.

ربما إذا زرت منطقة البركاني بعد سنتين أو ثلاث قد لا تجد شجرة مانجو واحدة وإنما سترى شجرة "القات" تحتل الوادي كله، تقول مريم؛ ويقول المزارعون المتمسكون بإرث هذه الزراعة إنهم لن يستسلموا لهذه المتغيرات لكنهم في ذات الوقت متوجسون من مآلات الوضع حال استمرت شجرة القات بقضم مساحات إضافية من الوادي.