الثلاثاء - 23 فبراير 2021 - الساعة 07:36 م بتوقيت اليمن ،،،
عدن/ مدى برس/ تقرير خاص:
ظهر إلى العلن ما ظل يُخفى لسنوات بشأن الآثار اليمنية المنهوبة التي لم يعرف خلال تلك الفترة إلى أين كانت تُهرب، ليتضح في الأخير أن قطر وعبر أدواتها في الداخل هي من كانت تسطو على آثار يمنية ثمينة، مستغلةً وضع البلد في ظل الحرب وهشاشة قدرات الدولة في الحفاظ على مثل هذه الآثار.
وكانت قطر، وعبر جماعة الإخوان المسلمين التي تسيطر على محافظات أثرية مثل مأرب وشبوة، تعمد إلى نهب التحف والتماثيل التاريخية، سواءً من المتاحف أو المناطق الأثرية التي ما زالت تحتوي على كنوزٍ كبيرةٍ من الإرث التاريخي، ثم تقومُ بتهريبها إلى الدوحة وتخزينها هناك.
ولمرات عديدة أوقف مهربون وهم يحاولون تهريب مخطوطات قديمة وتماثيل وقطع أثرية، حينها لم يكن يُعرق أن هؤلاء يعملون لصالح قطر في اليمن، ولكن الشكوك كانت كبيرة حيال هؤلاء المهربين الذين يوقفون ثم لا يسمع عن قضاياهم أي حديث، وفي الغالب يتم الإفراج عنهم ليواصلوا صفقات بيع التاريخ.
مؤخراً ظهر الوعل البرونزي ضمن مقتنيات أمير قطري من أسرة آل ثاني الحاكمة، وهو ابن عم أمير قطر، إذ أكد باحثون ومهتمون بالتاريخ أن هذه التماثيل تم نهبها من معبد في مارب.
وكشفت تقارير عن تمثال برونزي للمعبود اليمني القديم عثتر، والذي تم نهبه من موقع مريمة الأثري في اليمن، وظهر فجأة في متحف فونتينبلو عام 2018م، ومنها إلى طوكيو في اليابان.
وبحسب المصادر فإن الوعل البرونزي الذي يعد تحفة أثرية من البرونز هو واحد من أصل عشرة تماثيل، وتم سرقة هذا الوعل من معبد أثري، وبيعه لشيخ قطري، حيث أجرت قناة فرنسية تحقيقاً عليه لتكتشف أنه تمثال من الحضارة اليمنية القديمة.
وأثير موضوع سرقة الوعل على صفحات التواصل الاجتماعي، وسط مطالبات لوزارة الثقافة بالعمل على إرجاع الوعل وتقديم شكوى قانونية بالمسؤول القطري الذي يغذي شبكات تهريب الآثار من اليمن لصالح بلده.
وقال محمد الكندي على تويتر: " لدى الوعل عند الحضارم رمزية كبيرة منذ القدم، فكان الحضارم يعتبرون من اصطاده شجاعاً مقداماً يجيد التصويب واستخدام آلة الصيد، لهذا نحن نطالب باستعادة رمز من رموز حضرموت التاريخية المنهوبة من قبل نظام قطر".
واتهم محمد سعيد الحداد العميد يحيى أبو عوجا الحاشدي أركان المنطقة العسكرية الأولى بالتورط في تهريب الوعل البرونزي الحضرمي إلى قطر، مشيراً إلى أن "قطر تستخدم إخوان اليمن في نهب كميات كبيرة من آثار وادي حضرموت لعدم اعترافهم بقيمة الآثار وأهميتها باعتبار أن السياحة من المنكرات والآثار هي مجموعة تماثيل وأوثان يجب تحطيمها".
وكتب بسام القحطاني على سبيل المقارنة قائلاً: "ميليشيا الحوثي باعت لإسرائيل نسخة التوراة التي تعود كتابتها إلى ما قبل 8000 سنة، ومليشيات الإصلاح باعت لقطر الوعل الحضرمي عثتر والذي يعود إلى ما قبل 2000 سنة، جميعهم لصوص".
وما يثير الاستغراب حيال هذه السرقة الواضحة التي تقف وراءها الدوحة، هو صمت "أدعياء الوطنية" الذين لم يسلموا الإمارات من تهمة "سرقة سقطرى" كما روجوا وأشاعوا، وعندما كان الواقف وراء عملية سرقة واضحة لتاريخ بلد هي قطر، صمت الأدعياء حتى لا تلوم حديثهم الدوحة.