مدى الثقافي/ الشاعر الدكتور/ سلطان الصريمي*:
يا قريتي عاد الكثير باكر
وعاد من خلف الجبال مناكر..
تبكي الجلوس وتفجع المسافر..
وتذبح الأشجان والحناجر
يا قريتي كم أكره المواعيد
وكم ضجر قلبي من الأناشيد..
العيد وصل ما فيش معي غدا العيد..
وأحباب قلبي كلهم مطاريد
والخبز والسمن المليح والغيد..
عند سارق الرمان والعناقيد
يا قريتي صيحي بصوت عالي..
قيمي الرقود بالسفل والعوالي
وخبريهم موجرى لحالي..
ثوري هلك وضيعوا نبالي
وأمي تموت دلى دلى قبالي..
وتلعن الأيام والليالي
بحولنا يا قريتي حرامي..
وجهه شفيق وباطنه إمامي
أحرمني من قوتي ومن منامي..
وأصحابنا يعطفوا سمامي
يا قريتي لو تسمعي كلامي..
باتعرفي ما بي ومو مرامي
أهيم مكسور الجناح ظامي..
أتعشي جوعي وأصطبح غرامي
والسل والطاعون في عظامي..
والجرح بالشق اليسير دامي
يا قريتي ما اسخف المفارع..
بين الرباح وجربته تنازع
وحالنا مثل الذي يشارع..
يطلب المربط والعنز ضائع
أتفاقدي يا قريتي المرافع..
حمي الطبول ودوري المقارع
العمر زلج طلفاس بالشوارع..
والسم من بين الدروف جازع
والذيب سامر بالدرج وطالع
*من ديوان نشوان وأحزان الشمس