الخميس - 04 مارس 2021 - الساعة 09:51 م بتوقيت اليمن ،،،
عدن/ مدى برس/ تقرير خاص:
كما دُبرت حادثة اغتيال منير اليافعي (أبو اليمامة) قائد اللواء الأول دعم وإسناد في أغسطس 2019م، كان مخططٌ جديد قد وُضع لاستهداف قيادات عسكرية رفيعة في المجلس الانتقالي الجنوبي في لحظة وفاق غير مسبوقة بين الانتقالي وحكومة المناصفة والأطراف السياسية الأخرى، باستثناء جماعة الإخوان المسلمين التي تُثار حولها الكثير من الشكوك إزاء العديد من العمليات المُدبَّرة في المناطق المحررة.
عند الساعة العاشرة صباح الخميس 4 مارس/ آذار 2021م، على الأرجح، كان موكب قوات الدعم والإسناد يتحرك في مدينة الشعب بمنطقة الحسوة، ولحسن الحظ أن التدبير الأمني في الموكب الذي سمح بمرور المركبة التي تقل قائد ألوية الدعم محسن الوالي وأركان هذه القوات العميد نبيل المشوشي أولاً، حال دون نجاح مخطط الاستهداف الذي لم يعلن أي طرفٍ تبنيه حتى اللحظة.
قتيلان و7 جرحى حصيلة أولية للهجوم الذي نفذ بعبوة ناسفة وأسفر أيضاً عن إعطاب مركبتين عسكريتين، كانتا تحملان مرافقين للمشوشي والوالي؛ لكن الأخطر الآن هي مآلات وتداعيات الهجوم الذي قد يفاقم من حالة التوتر في عدن ويدخل المدينة في أتون مزيد من الفوضى والاحتراب الداخلي ما لم يتمعن الانتقالي ويعرف جيداً من الطرف المستفيد من هذا التفجير!
وبُعيد الهجمات توعدت قيادة قوات الدعم والإسناد "بالرد القاسي والمؤلم على عناصر الإرهاب والخارجين عن النظام والقانون إثر الاستهداف الإرهابي والجبان"، دون أن يحمّل البيان أي طرف مسؤولية الهجوم الذي نفذته "عناصر إجرامية"، بحسب تعبير بيان الدعم والإسناد.
ولعل تجاهل البيان تحميل داعش أو القاعدة مسؤولية العملية يفسر أن هنالك طرفاً ثالثاً ربما يكون هو من يقف وراء الجريمة، خاصة وأن الاستقرار الذي شهدته مدينة عدن خلال الأشهر الأخيرة كان قد توج جهود قوات الحزام الأمني والدعم والإسناد بكثير من الأمان ظلت بعض الأطراف، لا سيما الإخوان المسلمين، يصفونه بـ"القبضة الأمنية الحديدية" كتعبير يراد به إظهار الانتقالي ذا سلطة قمعية.
خلافاً لما يعتقده البعض أن القاعدة هو من يقف وراء الهجوم، فإن المؤشرات تدل على أن هنالك طرفاً آخر يرى أنه الخاسر من اتفاق الرياض وأمن عدن، ولذلك لجأ إلى استخدام هذه الورقة محاولاً إدخال العاصمة عدن في حالة فوضى تقضي على ثمار اتفاق الرياض التي تحققت منذ تشكيل الحكومة.
يؤكد المجلس الانتقالي أنه ليس له من أعداء سوى مليشيا الحوثي وهو الطرف السياسي الوحيد الذي يفسر خصومته مع الإخوان المسلمين (حزب الإصلاح) بشكل صريح وواضح، ومن البديهي أن القاعدة وداعش ينظران للانتقالي بكثيرٍ من الحقد، كونه قاد عمليات تطهير عدن والجنوب من عناصر التطرف والإرهاب.
تفسر هذه المعطيات أن ثمة من يخطط لاستهداف قيادات الانتقالي ظناً منه أن الانتقالي سيرد بعشوائية تحرق كل الأوراق الناجزة في ملف اتفاق الرياض، فلو كان القاعدة أو داعش أو حتى الحوثيين يقف أحدهم وراء العملية، فجرت العادة أن تتبنى هذه الأطراف مسؤوليتها عن أي هجوم تقف خلفه.. لكنه -هجوم عدن الأخير- لا يزال محاطًا بكثير من الشكوك.