تفاصيل

الثلاثاء - 30 مارس 2021 - الساعة 06:08 م بتوقيت اليمن ،،،

مدى الثقافي/ منورة عجيز*


تعالج روايات القائمة القصيرة الست التي أعلنت عنها اليوم الجائزة العالمية للرواية العربية «البوكر 3العربية»، قضايا مهمة ذات صلة بواقع العالم العربي اليوم، فمن جرائم ضد الإنسانية ارتكبت على خلفية الحروب والصراعات إلى الوطن والعلاقات الإنسانية، إلى الذاكرة والهوية.

كما تبرز روايات القائمة القصيرة التأثير المستدام للأدب في حياة القارئ والكاتب على حدٍّ سواء، فيما لم تظهر علامات «كورونا» على الروايات المرشحة للفوز من حيث الفكرة أو أحداثها.

وكشفت لجنة تحكيم الجائزة عن الروايات المرشحة للقائمة القصيرة في دورتها الـ14 أمس «الاثنين» افتراضياً، فيما سيجري الإعلان عن الرواية الفائزة بالجائزة في 25 مايو المقبل.

وتضمنت القائمة القصيرة كلاً من «دفاتر الورّاق» لجلال برجس، و«الاشتياق إلى الجارة» للحبيب السالمي، و«الملف 42» لعبدالمجيد سباطة، و«عين حمورابي» لعبداللطيف ولد عبدالله، و«نازلة دار الأكابر» لأميرة غنيم، و«وشم الطائر» لدنيا ميخائيل.

وتلقت الجائزة منذ دورتها الأولى 1901 رواية مكتوبة باللغة العربية من الوطن العربي والعالم أجمع، فيما بلغت 84 رواية القائمة القصيرة، كما تم ترجمة 39 رواية منها إلى نحو 30 لغة أخرى، فيما استقبلت في دورتها الحالية 121 رواية من 13 بلداً.

وتتضمن القائمة القصيرة لدورة الجائزة الـ14 نخبة من الكُتّاب تراوح أعمارهم ما بين 31 و70 عاماً، ينتمون إلى كل من تونس، والأردن، والجزائر، والعراق، والمغرب، فيما شهدت الجائزة صعوداً ملحوظاً لأعمال مبدعين من دول المغرب العربي، "شمال أفريقيا"، بينما خلت القائمة الحالية من أي كاتب مرشح خليجي أو مصري أو سوري أو لبناني كما شهدت الدورات السابقة.

انحسار الأنا

وقال رئيس لجنة التحكيم، شوقي بزيع خلال مؤتمر صحفي افتراضي عقد ظهر اليوم الاثنين: «إن أبرز ما كشفَ عنه التفحّصُ العميقُ للروايات الست التي بلغت القائمة القصيرة، هو انحسار الأنا المغلقة للمؤلفين، في مقابل التصاقِ هؤلاء بجذورهم السلاليّة، وترابهم الأم، وذاكرتهم المشتركة».

وتابع «أن أفكار الروايات قد لا تكون جديدةً تماماً على القارئ المتخصص، فالحاضرُ العربيّ هو صورةٌ طِبقُ الأصلِ عن الماضي، إلا أن ما أكسبَ هذه الأعمالَ فرادتها هو شأنٌ آخر، يتعلق بثرائها الأسلوبي، وقدرتها على الإدهاش وحبس الأنفاس، وحبكتها المتقنة والمشوقة، ولغتها الحاذقة ذاتِ العصب التعبيريّ المتفاوتِ ليونةً واشتداداً، كما باستثمارها الناجح على الأساطير والمتخيّل الجمعي».

وأكد أن جميع الأعمال المرشحة للفوز ينظر لها بأنها نجاح إلى الوطن العربي بأكمله وليس إلى دولة محددة، كما خضعت الروايات إلى تقييم بالاعتماد على معايير عالمية وعربية ولم تشهد عملية تقييم الروايات تطبيق نظام «الشللية» الذي شهدته بعض المسابقات والجوائز العالمية الأخرى.

تساؤلات قلقة

أكد رئيس مجلس الأمناء، ياسر سليمان أن روايات القائمة القصيرة الحالية تقدم إضاءات على حاضر يمسخ ماضيه، أو يعيد كتابته في سرديات تزعزع ما استقر منه بحكم العرف وفعل الاختزال المكرّس.

وأشار إلى أن تلك الروايات تقدم تساؤلات قلقة حول الذاكرة والوطن والانتماء، وتفعل ذلك بجرأة تروم الحقيقة للكشف عن مساحات من المسكوت عنه، في عمليات غوص سردية تتشابك فيها الأصوات والرؤى، وتتصادم فيها القيم وتلتقي.

وذكر أن ما يميز القائمة الحالية أنها جمعت كتّاباً من المشرق والمغرب، ومن الوطن الأم الكبير ومن الشتات، وممن كان لهم حظ في الوصول إلى قوائم الجائزة في دورات سابقة، وممن وصلوا إليها لأول مرة.

مرجعيات مختلفة

ترى عضوة لجنة التحكيم الكاتبة الإماراتية عائشة سلطان أن الأعمال تتفاوت من حيث القوة والمتانة، كما شهدت الجائزة تقدم كل الأقطار العربية على مر دوراتها الحالية والسابقة.

وأشارت إلى أن لجنة التحكيم تنظر إلى الرواية والذائقة وليس إلى بلد أو كاتب معين، كما تحمل الأعمال الأدبية مرجعيات ثقافية مختلفة وقدمها كتاب من فئات عمرية متنوعة، وتحمل تفاصيل وعمقاً في تحليل الواقع والتطرق إلى مواضيع الكلاسيكية وأخرى حديثة.

وستشهد الفترة المقبلة انعقاد جلسة نقاشية حول روايات القائمة القصيرة في 18 مايو المقبل يشارك فيها أعضاء لجنة التحكيم ويديرها ياسين عدنان، الأديب والإعلامي المغربي وعضو مجلس أمناء الجائزة.

يذكر أن كل من المرشّحين الستة في القائمة القصيرة سيحصلون على 10 آلاف دولار، كما سيحظى الفائز بالجائزة الكبرى على مبلغ 50 ألف دولار إضافية

*صحيفة الرؤية الإماراتية