ملفات وتقارير

الإثنين - 05 أبريل 2021 - الساعة 08:10 م بتوقيت اليمن ،،،

تعز/ مدى برس/ تقرير خاص:


في مقبرة عصيفرة شمال مدينة تعز، عجز "محمد" أن يواصل مهمته في حفر القبور، كما اعتاد على العمل هناك منذ أعوام، إلا أن حالات الوفاة المتزايدة جراء تفشي فيروس كورونا في المدينة بشكلٍ مخيف جعل محمد يتعذر عن مواصلة مهمته الشاقة ليقوم بدور محدود فقط وترك الأمر لخيارات بديلة بمقدورها توفير القبور الكافية لدفن ضحايا الفيروس دون انتظار لوقت طويل.

بات الخيار البديل لاحتواء مشهد الموت منذ أيام حفاراً آليًا بإمكانه حفر أكبر عدد من القبور، وهو ما سهل عملية الدفن لمئات الجثث التي وصلت المقبرة خلال الأيام الماضية، في ظل موجة مخيفة من فيروس كورونا أتت بشكلٍ مميت وأصابت كثيرين، وهو الأمر الذي ضاعف من أعداد الوفيات بسبب الفيروس.

ونتيجة للوضع الصحي الهش في المدينة وغياب دور الجهات المعنية عجز الأطباء في تعز عن احتواء الفيروس في نطاقه الحالي، وساعد الإهمال العام في تفشي الفيروس، إذ لا يتبع السكان في المدينة أي احتياطات كفيلة للتخفيف من وطأة الفيروس.

وقال محمد، وهو اسم مستعار كونه فضل عدم ذكر اسمه الحقيقي، لـ"مدى برس" إن المقبرة استقبلت الجمعة الماضية 12 جثة خلال 3 ساعات فقط، مشيرا إلى أن أهالي المتوفين يتحدثون أن سبب الوفاة ناتج عن فيروس كورونا.

ويوم أمس كشفت السلطات الصحية في تعز عن تجاوز عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" الـ450 إصابة مؤكدة في المحافظة خلال الـ40 يومًا الماضية.

وقال مدير عام مكتب الصحة العامة والسكان بالمحافظة راجح المليكي، في مؤتمر صحفي، إن عدد حالات الإصابات المؤكدة بوباء كورونا بالمحافظة خلال الفترة من 24 فبراير الماضي وحتى 4 أبريل الجاري من العام الجاري بلغت 456 حالة إصابة مؤكدة و57 حالة وفاة بينهم 3 اطباء.

وأوضح أن القطاع الصحي لم يتلق أي دعم من منظمات الأمم المتحدة لمواجهة الوباء، مشيرًا إلى تقديم السلطة المحلية مبلغ 20 مليون ريال يمني وذلك لتوسعة مركز العزل بالمستشفى الجمهوري.

وينبئ الرقم المسجل لأعداد الضحايا بمخاوف تتهدد سكان المدينة المحاصرة من قبل الحوثيين، سيما عند مقارنته بحصيلة الضحايا للموجة الأولى التي أسفرت عن إصابة 331 شخصاً ووفاة 81 آخرين خلال 3 أشهر.

وتشهد المدينة حاليا نقصا حادا في أنابيب الأكسجين، حيث تؤكد مصادر طبية أن الكثير من المصابين يتوفون بسبب عدم حصولهم على الأكسجين، عوضا عن عدم توفر مركز مخصصة للعزل الصحي، سوى مركز واحد لا يزال يعمل في المستشفى الجمهوري بإمكانات شحيحة.