نافذة على السياسة

الأربعاء - 07 أبريل 2021 - الساعة 08:33 م بتوقيت اليمن ،،،

عدن/ مدى برس/ وكالات:


قالت وكالة ”أسوشيتدبرس برس“ الأمريكية اليوم الأربعاء، إن معركة مأرب، أصبحت عنصرا رئيسا في فهم التوترات الأوسع نطاقا التي تشعل الشرق الأوسط، والتحديات التي تواجهها جهود الرئيس جو بايدن لسحب القوات الأمريكية من المنطقة.

وأضافت في تحليل إخباري: ”يشتعل القتال في الجبال خارج مأرب، حيث يحاول المتمردون الحوثيون، المدعومون من إيران، والذين يسيطرون على العاصمة اليمنية صنعاء، الاستيلاء على المدينة، المهمة للغاية بالنسبة لإمدادات الطاقة اليمنية“.

ومضت تقول: ”تقوم السعودية، التي تقود التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، بشن غارات جوية مستمرة لإيقاف تقدم الحوثيين نحو مأرب، ويرد الحوثيون بهجمات الطائرات المسيرة والصواريخ على المدن السعودية، ما أدى إلى إرباك أسواق النفط العالمية“.

وتابعت أنه ”من المتوقع أن تؤدي معركة مأرب إلى رسم الخطوط العريضة بالنسبة لأي تسوية سياسية في الحرب الأهلية اليمنية الثانية منذ التسعينيات، وإذا سيطر الحوثيون على مأرب، فإنه يمكنهم استغلال ذلك كورقة ضغط في المفاوضات، وربما يتقدمون جنوبا“.

وأردفت الصحيفة: ”إذا نجحت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً في الحفاظ على مأرب، فإن هذا سيؤدي إلى إنقاذ معقلهم الوحيد في الشمال، في ظل التحديات التي تواجهها داخليا“.

ورأت الوكالة أن ”المعركة في مأرب تمثل عنصر ضغط على أقوى حلفاء الولايات المتحدة في الخليج العربي، ويمكن أن تؤدي أيضا إلى عرقلة عودة واشنطن إلى الاتفاق النووي الإيراني، كما تُعقد محاولات إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للحد من الانتشار العسكري الأمريكي الواسع في الشرق الأوسط، من أجل مواجهة ما تراه بالتهديد المتصاعد من جانب روسيا والصين.

ونقلت عن عبد الغني الأرياني، الباحث البارز في مركز صنعاء للدراسات الإستراتيجية، قوله، : ”ضياع مأرب سيكون الرصاصة الأخيرة في رأس الحكومة المعترف بها دوليا، وسيفتح الباب أمام تفكيك الدولة اليمنية، وسيكون هناك جيل يعاني من الاضطرابات والأزمة الإنسانية“.

وأضاف: ”نحن ننظر إلى جيل من عدم الاستقرار والأزمات الإنسانية، وسيتسبب ذلك أيضا في خلق مسرح مجاني للجميع للتدخل الإقليمي“.

وتقع مأرب على بعد 120 كيلومترًا شرق صنعاء، على حافة صحراء الربع الخالي في شبه الجزيرة العربية عند سفح جبال السروات الممتدة على طول البحر الأحمر.

وأشارت الوكالة الأمريكية إلى ”الكارثة الإنسانية التي تعاني منها مأرب حالياً، وتتمثل في وجود أكثر من 800 ألف لاجئ، هربوا من سيطرة الحوثيين على صنعاء في عام 2014، والحرب التي أعقبتها، ما أدى إلى تضخم سكان المدينة، بحسب تقديرات وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.

ورأت ”أسوشييتد برس“ أن ”السيطرة على مأرب أو فصلها عن العالم الخارجي سيكون هدية قيمة للغاية بالنسبة للحوثيين، في ظل أنها تضم حقول النفط والغاز التي تملك فيها شركات طاقة عالمية عملاقة مثل اكسون موبيل وتوتال الفرنسية مصالح واسعة“.

و“ينتج مصنع تعبئة الغاز الطبيعي في مأرب غاز الطهي للسكان الذين يبلغ عددهم نحو 29 مليون نسمة، وكانت محطتها لتوليد الكهرباء توفر 40% من كهرباء اليمن“، وفقا للوكالة، كما ”يعتبر سد مأرب الحديث مصدرا رئيسا للمياه العذبة، على الرغم من عدم تطويره بالكامل“.

ونقلت الوكالة عن أحمد ناجي، خبير الشؤون اليمنية في ”مركز كارنيغي للسلام الدولي“، قوله إن ”الحوثيين يعتقدون أنهم يستطيعون تحقيق المزيد من المكاسب عبر الحرب أكثر مما سيحصلون عليه بالطرق السلمية، وإذا ذهبت مأرب فلن تكون للسعوديين على طاولة المفاوضات أي أوراق ضغط“.

الكارثة الإنسانية

وقالت الوكالة، إن ”التصعيد في الصراع العسكري حول مأرب يتواكب مع التحولات الأخيرة التي شهدتها سياسة الولايات المتحدة تجاه حرب اليمن، خاصة بعد إلغاء الرئيس بايدن لقرار سابقه دونالد ترامب بتصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية، إضافة إلى تعليق الدعم الأمريكي للعمليات العسكرية في اليمن“، حيث قال بايدن إن ”هذه الحرب يجب أن تنتهي“.

ونقلت عن أنيسة تبريزي، خبيرة الشؤون الإيرانية في المعهد الملكي البريطاني للخدمات المتحدة والدراسات الدفاعية والأمنية، قولها: ”ساهم إحباط إيران من عدم قيام بايدن برفع العقوبات المفروضة عليها في تصعيد هجمات الميليشيات في العراق واليمن، حيث تحاول إيران توصيل رسالة إلى واشنطن بأن الوضع القائم لن يكون دائما“.

وبينما يناقش الخبراء مدى سيطرة إيران على الحوثيين، يستهدف المتمردون عمق المملكة بمسيرات محملة بالمتفجرات، في هجمات تتهم طهران بالوقوف خلفها.

وقالت الحكومة السعودية في بيان لوكالة ”أسوشيتد برس“: ”لسوء الحظ ، يبدو أن إزالة الإدارة الأمريكية للحوثيين من قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية قد أسيء تفسيرها من قبل الحوثيين، وهذا الخطأ في قراءة الإجراء قادهم بدعم من النظام الإيراني، إلى زيادة الأعمال العدائية“.

وتأتي جهود بايدن لإنهاء تورط الولايات المتحدة في حرب اليمن في الوقت الذي تحاول فيه إدارته الدخول مرة أخرى في الاتفاق النووي الإيراني مع القوى العالمية، حيث بدأت المحادثات غير المباشرة الثلاثاء في فيينا.

ورأى آرون ستاين، مدير البحث في مركز أبحاث السياسة الخارجية، الذي يتخذ من فلادلفيا مقرا له، أن الولايات المتحدة سوف تستمر بالتواجد عسكريا في المنطقة، طالما أن الشرق الأوسط سيستمر كونه عنصرا رئيسا للطاقة العالمية، إضافة إلى نقاط الاختناق البحرية بالنسبة للتجارة في جميع أنحاء العالم.

المصدر: محمد ثروت - إرم نيوز