ملفات وتقارير

الجمعة - 09 أبريل 2021 - الساعة 04:17 م بتوقيت اليمن ،،،

عدن/ مدى برس/ تقرير خاص:


"مرحب مرحب يا رمضان، شهر العبادة وشهر الصيام، قوموا وصلوا لربكم في شهر العبادة سيغفر لكم".. بهذه الأهازيج ضجت وتضج شوارع العاصمة المؤقتة عدن، جنوبي اليمن، معلنةً للعالم أنها ممتلئة بمشاعر الحياة، وأن سكانها تملؤهم الرغبة بعيش حياة كريمة، رغم صراعهم مع معاناة الأوضاع المتدهورة من الناحية الخدمية وانتشار الأوبئة المتعددة.

في إحدى الحارات السكنية (حافة وفق اللهجة العدنية) في مدينة عدن، استوقفنا منظر لمجموعة أطفال حاملين فوانيس (زينة استقبال شهر رمضان اعتاد عليها سكان المدينة) منشدين أهازيج ترحيبية لقدوم رمضان.

حينها التقينا بـ"جلال حسين" والد أحد الأطفال الذين كانوا يجوبون شوارع المدينة فرحاً بقدوم شهر رمضان، يقول: "أنا سعيد جداً أن هذا الجيل ما زال متمسكا بعاداتنا القديمة، ولم يتأثروا بالتغيرات الحاصلة في المجتمعات، أو حتى الخمول والعزلة التي بات يعيشها الأغلبية بسبب الإنترنت".

يضيف في حديثه لـ"مدى برس": خروج هؤلاء الأطفال وفرحتهم ومشيهم في الحواري وسماع أصواتهم ترن بأناشيد رمضان، يحيي فينا الأمل الذي كانت قد قتلته الحرب، ويجعلنا نبتسم رغم الألم والمعاناة التي نعيشها.

لآلئ مضيئة بين عتمة عميقة

تكتسي شوارع مدينة عدن، بالمحلات والمولات المتعلقة على حيطانها أضواء تجعلها كالجوهرة تشع حين ينقطع التيار الكهربائي عن المحافظة، يقول المنصوري، وهو صاحب محل تجاري لـ"مدى برس": عملنا مبادرة مننا إحنا أصحاب المحلات، بحيث نسوي أضواء على مباني محلاتنا، الهدف منه أحياء روح استقبال الشهر المبارك في نفوس المواطنين.

ويضيف عن الهدف من تلك المبادرة "إفراح المواطنين ونحسسهم بقرب شهر رمضان، إضافة إلى إضاءة الشوارع في الوقت الذي تكون فيه الكهرباء في المدينة طافية، خصوصاً وأن الكهرباء تظل طافية لساعات طويلة قد تتجاوز النصف يوم.

خوف وقلق ولا مبالاة

سكان محليون في محافظة عدن، أبدوا في حديث مع "مدى برس" قلقهم لانتشار الأوبئة المتزامنة مع قرب شهر رمضان عامة، وبفصل الصيف خاصة، حيث يقول رائد عمر: السنة الماضية شاهدنا حالات وفاة كثيرة، مشيراً إلى أن كثيراً من الناس قالوا إن تلك الوفيات ليست جراء كورونا.

يؤكد نقلاً عن المواطنين أن تزايد تلك الوفيات في المدينة، سببه ضعف أنظمة الدولة في الجوانب الخدمية، وانقطاعات الكهرباء المتناوب معها انقطاع الماء، وضعف الخدمات الصحية، لكننا نوجه للناس رسالة عبر "مدى برس" بأنه ايش ما كان السبب عليهم الاحتراز وأخذ الاحتياطات اللازمة.

ويختتم رائد حديثه: يكفي السنة الأولى خسرنا غالين على قلوبنا كثيرا، ولذا علينا اليوم أن نحافظ على البقية، حتى يفرجها الله على الشعب كافة.