ملفات وتقارير

الجمعة - 09 أبريل 2021 - الساعة 09:23 م بتوقيت اليمن ،،،

صنعاء/ مدى برس/ تقرير خاص:


وجد العشرات من أتباع الطائفة البهائية في اليمن أسماءهم وقد رفعت إلى القائمة السوداء لدى مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، بعد توجيه اتهامات لهم بـ"التخابر مع إسرائيل" رغم نفي متحدث رسمي باسم البهائيين تلك الاتهامات التي اعتبرها جزءاً من انتهاكات المليشيا الحوثية ضد أتباع هذه الطائفة المضطهدة.

ويعرف البهائيون في اليمن بأنهم أقلية دينية يعود وجودها إلى العام 1844م، عندما بدأ الشاب محمد الشيرازي التبشير بها، والذي وصل في ذلك العام إلى ميناء المخا، بحسب تعريف المبادرة اليمنية للدفاع عن حقوق البهائيين؛ إلا أن أتباع هذه الطائفة تعرضوا لانتهاكات مروعة من قبل الحوثيين مثلهم مثل أقليات أخرى -كاليهود- الذين تعرضوا أيضاً لانتهاكات مماثلة.

اتهامات بالعمالة

وأخبرت مصادر خاصة "مدى برس" بأن مليشيا الحوثي فرضت قيودًا إضافية على أتباع هذه الطائفية المتواجدين بمناطق سيطرتها، وأدرجت أسماء العشرات منهم في القائمة السوداء بتهمة أنهم "عناصر خطرة تنفذ أجندة إسرائيلية وأمريكية"، على حد تعبير أحد البهائيين أثناء حديثه لـ"مدى برس".

على ذات الصعيد، أفاد المتحدث الرسمي باسم بهائيي اليمن عبدالله العُلفي بأن مليشيا الحوثي "رفعت عبر الحارس القضائي بمذكرة إلى البنك المركزي مرفقة بقائمة أسماء لا تقل عن سبعين مواطنًا يمنيًا تحت عنوان (البهائيون المتواطئون في التخابر مع الموساد)، وبموجبها حجز البنك أرصدة المذكورين وعمم بوضعهم في القائمة السوداء بحيث لا يستطيعون استلام أي حوالات من شركات الصرافة".

وأشار العُلفي، في تصريحات خاصة بـ"مدى برس"، أن هذه الإجراءات التعسفية للحوثيين حرمتهم من الحصول على فرص عمل، كون الشروط التي تواجههم عند الحصول على فرصة ما "أن يكون لك حساب بنك تتعامل ماليا بموجبه، وإجراء الحوثيين بحجز حساباتنا حرمنا من هذه الفرص، إذ لا تستطيع أن توقع عقدًا باسمك بينما تحول أموالك باسم شخص آخر".

تجويع

وأشار العلفي إلى أن وضع عدد من البهائيين في القائمة السوداء يجعلهم محل شبهة عند التعامل معهم، وبذلك لن يجدوا من يثق بهم بسبب هذه الإجراءات؛ مؤكدا أن هذا التصرف يضاف إلى انتهاكات حوثية سابقة طالت البهائيين سواء من الاعتقالات والمحاكمات، أو الاستيلاء على عدد من الأراضي والبيوت التي يملكها البهائيون بعد تشريد العديد من الأسر من منازلها بسبب الملاحقات التعسفية الناتجة عن الافتراءات الكيدية.

ونوه إلى أن العديد من الأسر البهائية تركت أعمالها ومصادر رزقها وأجبر أفرادها على العيش في أوضاع صعبة جدا جدا؛ مردفا "لو كنا نعمل مع الموساد فعلا كما يفترون علينا لن نستخدم أسماءنا الحقيقية وستصلنا الحوالات بطرق مختلفة، لكننا لا نعمل مع الموساد، الحوثيون يعلمون ذلك جيدا إنما يريدون إذلالنا بتجويعنا واهانتنا وتهجيرنا قسرا ونهب اموالنا".

وفيما يخص دور المنظمات الإنسانية الدولية ودورها تجاه البهائيين في اليمن، قال العلفي إن "المنظمات لا تستطيع أن تقوم بشيء أكثر من المناصرة، والحوثيون يتهمون المنظمات بالتواطؤ مع الصهيونية والماسونية والموساد، وكلها افتراء لتبرير شرهم وطغيانهم على المستضعفين من المواطنين".

تحريض وعداء

ولا يخفي الحوثيون تحريضهم وعداءهم ضد البهائيين، الذين وصفهم زعيم المليشيا الحوثية عبدالملك الحوثي في أحد خطاباته بأنهم أصحاب "افتراء وضلال وباطل" واتهمهم بـ"ادعاء نبوة جديدة"، وقد حكم على بعضهم بالإعدام على رأسهم زعيم هذه الطائفة حامد بن حيدرة، الذي تم نفيه في الأخير في يوليو 2020 خارج اليمن مع عدد من أتباع الطائفة مقابل تخلي الحوثيين عن تنفيذ أحكام الإعدام الصادرة ضدهم.

وفي سبتمبر 2019، أصدر مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة قراراً أدان فيه الاضطهاد الحوثي ضد البهائيين، استناداً إلى تقرير لفريق الخبراء الدوليين والإقليميين البارزين حول اليمن اتهم الحوثيين باضطهاد البهائيين على أساس عقيدتهم، واتهامهم بالردّة، ووصمهم بالشياطين، واحتجازهم وإصدار أحكام بالإعدام وتهديد أنصارهم.