الأحد - 18 أبريل 2021 - الساعة 01:38 ص بتوقيت اليمن ،،،
عدن/ مدى برس/ تقرير خاص:
تخطت مسألة الانتقاد العابر للدراما اليمنية هذا العام إلى دعوات للمقاطعة، وسط اتهامات لبعض القنوات التلفزيونية بشراء أو إنتاج مسلسلات تدعو للعنصرية من قبل بعض النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، والمدافعات عن حقوق المرأة.
وتبث 8 قنوات تلفزيونية مناهضة للحوثيين، هي الغد المشرق، السعيدة، حضرموت، المهرية، بلقيس، عدن المستقلة، سهيل، ويمن شباب، ما يزيد على 57 برنامجا ومسلسلا دراميا، برامج جماهيرية، ومسابقات، إضافة إلى برامج الكوميديا، والبرامج الدينية.
ورغم هذا الإسراف في الإنتاج الدرامي وما صاحبه من سباق بين المنتجين والقنوات التلفزيونية لجذب المشاهدين، بدا أنه لم تستطع أي قناة من القنوات المذكورة تحقيق المنافسة الكافية، في ظل موجة من الانتقادات تركزت بدرجة أساسية على المسلسلات الدرامية وبرامج الكوميديا.
ووجه مدونون وكتاب وصحفيون على مواقع التواصل الاجتماعي اتهامات للمنتجين والقنوات التلفزيونية بتجاهل قضايا مجتمعية متعددة تحتاج إلى تناولها دراميا، والتوظيف السياسي للإنتاج الدرامي، فيما ذهب آخرون إلى اتهام المسلسلات ب"تسويق العنصرية" وسط دعوات طالبت بمقاطعة هذا النوع من المسلسلات.
في هذا السياق، قال وضاح الردفاني، إن "جميع المسلسلات اليمنية يتغلبها الطابع الكوميدي المشوه للقيم والحضارة العريقة للبلاد شمالا وجنوبا"؛ في حين أكد الصحفي صالح أبو عوذل رئيس تحرير صحيفة اليوم الثامن، أن "الدراما اليمنية التي صورت في عدن، قدمت صورة سيئة عن العاصمة وكذلك نالت من الأجهزة الأمنية".
وشدد الناقد والأستاذ الجامعي الدكتور وليد قائد غيلان، على أن "هنالك مشكلة في عقلية منتجي المسلسلات في اليمن، تتلخص في أن ذلك لا يجوز إلا في رمضان، وفي الأخير تخرج مجموعة من المسلسلات في وقت واحد، وتلك كلها تقف في مواجهة مسلسلات عربية تضج بها القنوات".
وأضاف، متسائلاً على صفحته في فيسبوك، "هل يدرك المنتج اليمني مدى هشاشة عظمه في تلك المواجهة؟، الأعمال التي تطبخ في آخر شعبان، وبعضها في رمضان نفسه، هي أقرب إلى الوجبات السريعة منها إلى الفن، هذه الطريقة في التعامل مع الفن أخلت الساحة من المبدعين".
ويرى وليد أحمد من جانبه أن الإنتاج الدرامي في اليمن ما زال إنتاجا تقليديا كما كان عليه الحال في بداية التسعينات، "ولم تصل الدراما إلى مستوى النضوج والوعي"، بينما حمّل أسامة منصور المخرجين مسؤولية التقصير في الإنتاج الدرامي.
وعلى صفحته في تويتر، ذكر عبدالحميد سلطان أنه: "كان بإمكان منتجي الدراما في اليمن تقديم محتوى ترفيهي راق وهادف وحتى مليئ بالنكتة، فلماذا الإصرار على تقديم محتوى ردي وشخصيات تقوم بأدوار تهريجية تمثل جريمة كبرى بحق الفن وإهانة للجمهور وقبل ذلك للقائمين على العمل".
وعبر عبدالله الجفري عن عدم رضاه على تجاهل القنوات فكرة مناهضة المشروع الحوثي دراميا؛ مستطرداً "للأسف المتمعن في عروض المسلسلات اليمنية، يلاحظ انها تخلو من بث روح المقاومة عند الناس، بل ولا تجد مسلسلا يبين للناس خطورة الوضع في اليمن، وغياب الدراما التي تعرض انقلاب الحوثيين وتبعث روح المقاومة عند الناس".
وانتقدت الناشطة والمدافعة عن حقوق المرأة بسمة ناصر "تكريس العنصرية" كما وصفته، والذي يظهر من خلال شخصيات بلاك فيس في عدة مسلسلات تقول بسمة الكباسي إنها تهدف "لإظهار صور نمطية مسيئة عن السود".
ودعت إلى إيقاف "هذه الأعمال العنصرية والمهينة"؛ مزيدةً "كأن الخط الإنتاجي للمسلسلات اليمنية متفقون على تكريس العنصرية"، بينما أشار علي الأهيف إلى أن "أبناء تهامة يتعرضون للإساءة الممنهجة والمتواصلة من قبل قناة السعيدة، منذ سنوات وقناة السعيدة، التي تصور الإنسان التهامي أنه ذاك المسكين الضايع الذي ليس له تاريخ غير التصدق عليه".