ملفات وتقارير

السبت - 29 مايو 2021 - الساعة 11:24 م بتوقيت اليمن ،،،

تعز/ مدى برس/ تقرير خاص:


منذ سنوات، وحديث المواطن في محافظة تعز، جنوبي غرب اليمن، يدور حول مافيا الأراضي التي ما تركت شبرًا تعود ملكيته للدولة أو المواطن إلا وقامت بالسطو عليه في ظل غياب تام لأجهزة الدولة التي تتربع عصابات تلك المافيا في مفاصلها، وهكذا، مع الغياب الكامل للدولة، راح أفراد غير قلائل بجميع المدينة يسرحون بأراضي الدولة، وأراضي الآخرين.

وحصل "مدى برس" على العديد من الوثائق والمذكرات وأوامر قضائية، تكشف جزءاً من أعمال نهب وسطو طال أرضيتين لاثنين من المواطنين، من قبل عصابات تنضوي في إطار محور تعز العسكري، ويقودهما نجلا قياديين عسكرييين إخوانيين نافذين في المحور.

تفيد مصادر مطلعة في المحافظة "مدى برس"، بأن قائد محور تعز، اللواء خالد فاضل، وهو أحد القيادات الإخوانية البارزة في المحافظة، رفض تنفيذ توجيهات لمحافظ تعز نبيل شمسان، بإيقاف نجل مستشار قائد المحور، عزام عبده فرحان عن نهبه وسطوه للأراضي بمدينة تعز.

ووفق المصادر، وأكدته مذكرة حصل عليها "مدى برس"، فإن محافظ تعز، وجه قائد المحور، بتنفيذ أمر محكمة الاستئناف بإيقاف العمل في الأرضية التي نهبها المتنفذ "عزام عبده فرحان" بدعم من والده ويقوم بالبناء بها، مشيرةً إلى أن قائد المحور ومستشاره ونجله رفضوا تنفيذ التوجيهات واستمروا في الاستحداث والبناء على الأرضية الواقعة في جبل الجمهوري، في المسبح الأعلى.

عبدالرحمن قائد الشرعبي، مواطن آخر، هو ضمن مئات من المواطنين تعرضوا للنهب والسطو على ممتلكاتهم من قبل مافيا وعصابات الأراضي التي تنتشر في المدينة، وتستغل نفوذها الأمني أو العسكري الذي تنتمي إليه، يؤكد أن أول اعتداء طال أرضية مملوكة له من قبل مافيا عسكرية تنتمي إلى قوات ما يسمى بـ"اللواء 22 ميكا"، وهو أحد ألوية محور تعز العسكرية، وذلك في منتصف العام 202‪0م الماضي.

وبحسب عبدالرحمن، فإن ذلك الاعتداء تطور إلى قيام المافيا بالبناء على الأرض المملوكة له، مشيراً أنه لا إنصاف حصل عليه من الأجهزة القضائية المرفوعة إليها القضية حتى اليوم، وهو ما يأتي في إطار تماهي القضاء مع تلك العصابات التي تشغل مركز نفوذ في الدولة.

يؤكد عبدالرحمن لـ"مدى برس"، وتكشف ذلك شكوى خطية منه موجهة لرئيس محكمة استئناف تعز، أن الشخص المعتدي على أرضه يعمل ضابطًا لأمن اللواء الذي يقوده القيادي العسكري العميد صادق سرحان، ويدعى أنور مارش، ويحظى بدعم وتمويل من نجل سرحان والذي يدعى "بكر".

تبدأ أحداث القضية -وفق ما يقول عبدالرحمن- بقيام شخص يدعى إبراهيم محمد قائد القياضي، بمحاولة الاستيلاء على أرضية مملوكة له، تقع بجوار مقر اللواء، حينها تدخل نجل سرحان، وهو من قضى بالأرضية للمدعو "القياضي" بعد تزوير وثائق بيع الأرضية له، وهو الأمر الذي كشفه كاتب في محكمة شرق تعز يدعى "عبدالحافظ اليوسفي".

يشير اليوسفي (بحسب وثيقة إفادة منه) إلى أن المدعو القياضي، جاء إليه ومعه مجموعة من أبناء مالك الأرضية السابق الذي باعها لـ"عبدالرحمن" في العام 201‪2م بعد حصولهم على إغراءات من القياضي، وطلبوا منه كتابة ورقة بيع وإرجاع تاريخ البيع إلى العام 201‪9م والتأكيد له أن الأرض بيضاء ولم يتم التصرف بها من قبل.

بالعودة إلى عبدالرحمن، فإنه أكد بأنه بعد تقديمه دعوة قضائية، حكمت فيها الشعبة المدنية بمحكمة استئناف تعز، في الـ14 من شهر فبراير/شباط 2021م ببطلان تحكيم المدعو بكر سرحان، قام المدعو القياضي، ومعه جنود من اللواء بالبناء على الأرض، دون اكتراث للحكم الصادر من القضاء.

وبعد حصوله على توجيهات قضائية من رئيس المحكمة وتوجيهات من قيادة محور تعز، وفق ما يقول عبدالرحمن وتؤكد مذكرة حصل "مدى برس" عليها، تم التوجيه إلى قائد اللواء صادق سرحان، بالاطلاع على القضية وتنفيذ اللازم، إلا أنه قام بالتوجيه هو الآخر للمدعو مارش، الذي رد على تلك التوجيهات -وفق المذكرة- بالإنكار.

وتكشف مجموعة من الصور، حصل عليها "مدى برس"، البدء والشروع في عمليات الحفر والدفن والبناء من قبل ناهبي الأرضية، وجميعها أعمال نفذت منذ الـ10 من شهر فبراير الماضي، وذلك -بحسب ما يقول عبدالرحمن- يأتي في إطار الإسراع في استكمال عملية ما تعرض له من نهب وسطو من قبل ضباط اللواء.