الجمعة - 04 يونيو 2021 - الساعة 07:43 م بتوقيت اليمن ،،،
عدن/ مدى برس/ تحليل خاص:
إنطلاقاً من تساؤل حول الكيفية التي يجب من خلالها تقييم دور سلطنة عمان في الحرب اليمنية، والذي تبلور في دعمها المطلق لميليشيات الحوثي، يحاول الباحث اليمني، ورئيس مركز صنعاء للدراسات، ماجد المذحجي، مناقشة هذه القضية وكشف تفاصيلها للبحث عن إجابات موضوعية.
وعلى الرغم من التعقيدات الكثيرة التي تحملة هذه المحاولة التحليلية، إلا ان المذحجي قدم مجموعه من الافكار التي تشرح الدور العماني في اليمن، وبدورها قامت صحيفة "مدى برس"، بإعادة بناء تلك السردية السياسية، من منشورات المذحجي.
لعلة من المناسب البدء من طرح المذحجي للسؤال الأهم، "كيف يمكن تقييم دور سلطنة عمان في اليمن، وهل تفعل ما يكفي لتوفير فرصة للسلام، وهي البلد الذي يمتلك اكبر حصة من النفوذ على الحوثيين بعد إيران".
وتبدو الإجابة علية بوضوح في القول: "ان مسقط ليست فقط منصة محايدة يقيم فيها وفد الحوثيين، بل اهم منبر يقدم خدمات سياسية ولوجستية لهم ولم يتم نقاش دورهم بشكل فعلي".
وهكذا يكشف الباحث المذحجي، ان "ثمة خجل غير مفهوم في السياسه اليمنية في الحديث عن دور مسقط في حرب اليمن".
لكن الدور العماني في اليمن، غير محصور في استضافة الحوثيين، لكنه يتسع ويتداخل مع كثير من المتغيرات، ويتضح ذلك في انه "لا يمكن فهم دورها ضمن تقديم خدمات الوساطة فقط، وان الامر يستبطن حساسيتها تجاه جيرانها الخليجين وخصوصاً الامارات والسعودية".
وفي اطار هذه المعادلة التي يتداخل فيها الوضع اليمني والعلاقات الاقليمية بين دول المنطقة، يصبح بالنسبة لعمان، احتواء الجماعة المتمردة مهمهاً، "حيث يوفر لها الحوثيين فرصه ذهبية لاضعاف خصومها الخليجيين، بينما هي تجني عوائد ذلك بدون تكلفه".
ويكشف المذحجي انه رغم التحولات المتعددة التي مرت بها الحرب في اليمن، إلا ان "الدور العماني اتسم بثبات واضح في دعم التمثيل السياسي للحوثيين وفتح الابواب امامهم".
إذا ما هي الخدمات الإضافية التي قدمتها سلطنة عمان للميليشيات الحوثية بجانب هذا الدور؟، هنا يؤكد المذحجي انه "ثمة نقاشات غير معلنه عن دور عمان في تحييد خصوم الحوثيين واضافة حلفاء لهم".
تأكيد المذحجي عن تحييد مسقط لخصوم الحوثيين، يمثل إشارة الى التطورات في محافظة المهرة، حيث دعمت عمان جماعات جنوبية في مواجهة حلفاء ابوظبي والرياض.
وبعد وفاة السلطان قابوس، وتعيين طارق لقيادة سلطنة عمان، يستمر البحث عن إجابات لسؤال "عن طبيعة المتغير في العهد السلطاني الجديد بدون اجابه حتى الان".
وهكذا فان الاسئلة بخصوص الدور العماني"لا تبتغي ادانة مسقط بل تفسير سياستها التي مازال التعاطي معها محروس باعتبارات كثير لها ليس اقلها تهذيب العمانيين وحضورهم الذكي، وهو ما يصرف النقاش بعيدًا عن الدوافع والمحركات الفعلية للسياسة العمانية تجاه اليمن".