نافذة على السياسة

الأحد - 06 يونيو 2021 - الساعة 07:02 م بتوقيت اليمن ،،،

عدن/ مدى برس/ وكالات:


في تحرك مفاجئ وغير مجدول، حطت طائرة تابعة للخطوط الجوية العمانية في صنعاء يوم أمس السبت، وكانت تحمل على متنها وفداً عمانياً برفقة أعضاء من ميليشيات الحوثي، بهدف إجراء اجتماع مع زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي لحثه على التخلي عن مواقفهم المتعنتة إزاء الجهود الأممية والدولية لوقف إطلاق النار في اليمن، والدخول في مفاوضات سلام.

وتفتح الزيارة باب التساؤلات عن تأثر العلاقة بين سلطنة عمان وميليشيات الحوثي في حال استمر تعنت الجماعة حيال الانخراط في وقف النار ثم المفاوضات، وهو ما سينعكس بشكل سلبي عليهم وعلى اليمن.

وتأتي الزيارة العمانية غداة زيارة لوزير خارجية حكومة الشرعية، الدكتور أحمد بن مبارك، إلى سلطنة عمان في إطار جولته الخليجية، التي يرجح أنها تأتي في سياق مساعي الشرعية لاستجلاب ضغوط إقليمية على الجماعة الحوثية بغرض إرغامها على خيارات السلام المطروحة من قبل الأمم المتحدة والمجتمع الدولي والإقليمي.

فيما يقول المراقبون للشأن اليمني، إن زيارة الوفد العماني لصنعاء، تمثل محاولة أخيرة من مسقط لإقناع زعيم الميليشيات عبد الملك الحوثي بالخطة الأممية التي اقترحها مارتن غريفيث لوقف النار، وتنفيذ تدابير إنسانية، قبل العودة إلى مشاورات السلام بين الجماعة والحكومة الشرعية.

في الوقت الذي يُعتقد فيه عدم جدية الجماعة للتوصل إلى وقف شامل للنار بحسب الخطة الأممية المقترحة، وأن تنتهي المساعي العمانية كسابقاتها من قبل غريفيث، والمبعوث الأميركي تيم ليندركينغ الذي صرح أخيراً بتحميل الجماعة المسؤولية عن عدم الموافقة على وقف النار، ودعم مسار السلام في البلاد.

ويبدو أن التحرك العماني يأتي بعد بيان لوزارة الخارجية الأميركية ذكرت فيه أن ميليشيات الحوثي، "تتحمل مسؤولية كبيرة عن رفض الانخراط بشكل هادف في وقف إطلاق النار، واتخاذ خطوات لحل النزاع المستمر منذ ما يقرب من 7 أعوام الذي جلب معاناة لا يمكن تصورها للشعب اليمني".

وأقر بيان الخارجية الأميركية بأن الحوثيين يواصلون هجومهم المدمر على مارب الذي يدينه المجتمع الدولي، ويترك الحوثيين في عزلة متزايدة.

وكان غريفيث قد زار، الأسبوع الماضي، صنعاء بعد قطيعة مع قادة الجماعة هناك دامت نحو 14 شهرا، وقال بعد الزيارة إنه حمل أفكاراً من زعيم الميليشيات لمناقشتها مع الشرعية، مع تلميحه إلى أن الحوثي لا يزال يرفض خطته لوقف النار، ويتمسك برفع القيود عن المنافذ التي تتحكم بها ميليشياته، مثل مطار صنعاء وميناء الحديدة.