كتابات

الأحد - 06 يونيو 2021 - الساعة 08:55 م بتوقيت اليمن ،،،

مدى الثقافي/ محمد محمود صارم *


موتٌ ساخر

سالماً، إلى ماضيه، يعود من مات
أوسعوا جسده الـمُستترَ رموزاً
وأثقلوا المشهد بالطقوس
لكنه سقط من على الأكتاف
وهكذا
شق الميت صفّ الأحياء
وارتطم رأسه بالبلاطات هازئاً
بطقوسهم
كأنه فاكهة مجففة
تدحرج على السلم الصاعد إلى كلمات التأبين
وعاد إلى ماضيه
سليما من سهام النقاد
وورود المعجبين.


الطفل والقمر

وماذا قال القمر الذي شفَّ خلفَ ستارة الليل
للطفل الذي كان يتتبّع خطوات قلبه الأولى
في حديقة بيته الريفي؟
يفكّر في عالمٍ، للجمال الذي يعتريهِ
يخترِعُ مزهريّةً لبهجته
كأنّهُ غمامة ياسمين، يعبر ظلّ السورِ إلى ضوء الفضاء
يرى قمراً فيُجَنُّ، يركضُ
يتبعهُ القمرُ الذي لا عمرَ لهُ أطول من خيالِ الطفل
يكبر ألف عام في دقيقة!
إلى أن يشيخَ الخيالُ ويموت
وصاحبهُ بعدُ في ريعان الشباب!


خروج

سيخرجون من الآتي إلى الماضي
سيرجِعون إلى مخاوف أجدادهم
سيقابلون أحزانهم الغامضة
سيصبح الهاجس مستهلكاً كفوط الأطفال
سيمزقون بيارق الليل بنار مخيمهم
ويتقاسمون رغيفهم إن وجد.
سيعلّمون الصخور أن تبكي معهم
أن تبكيهم
سيتناقل الهواء حكاياتهم
وينثرها في جميع الجهات
كرماد الموتى.

* شاعر سوري مقيم في الارجنتين