نافذة على السياسة

الثلاثاء - 15 يونيو 2021 - الساعة 03:41 م بتوقيت اليمن ،،،

صنعاء/ مدى برس/ تقرير خاص:


يواصل الضابط بالحرس الثوري الإيراني المدعو "حسن إيرلو" المعيّن سفيراً لطهران لدى حكومة الحوثيين، غير المعترف بها دولياً، تحركاته بالعاصمة صنعاء المختطفة من قِبل مليشيا الحوثي الانقلابية، لفرض قبضته على كافة القطاعات الحسّاسة، في ظل مباركة حوثية.

ومنذُ الظهور العلني لضابط الحرس الثوري الإيراني في صنعاء كـ"سفير" لطهران العام الماضي، وهو يعمل بشكلٍ مثيرٍ للجدل في تحويل كافة القطاعات الحسّاسة هنالك إلى ذات صبغة إيرانية تنفذ أجندة بلاده الرامية إلى ما هو أكثر من حرب، وهو ما يتمثل بتفخيخ كامل المنطقة العربية وتحويلها إلى مقاطعات إيرانية.

وتقول مصادر مطلعة في صنعاء، إن المدعو "إيرلو" وهو المشمول في القائمة الأمريكية للإرهاب، يعمل متجاوزًا صلاحياته كـ"سفير" ويظهر كـ"حاكم فعلي" في العاصمة الخاضعة لسيطرة المليشيا الحوثية، الأدوات الإيرانية في المنطقة.

من تلك التجاوزات التي قام بها المدعو "إيرلو" في صنعاء -بحسب المصادر- زيارات المستشفيات والجامعات، إلى جانب غيرها من مؤسسات الدولة المُسيطر عليها من قبل المليشيا، وهو ما تعتبره المصادر تجاوز صلاحيات سفير مهمته لا تتعدى الأطر الدبلوماسية بين البلدين.

مؤخرًا، قام المدعو "إيرلو" بزيارة إلى جامعة صنعاء، الخاضعة لسيطرة المليشيا الحوثية، وهي الزيارة التي أثارت حالة امتعاض استثنائية في اليمن لا سيما لدى النخب العلمية التي اعتبرت الزيارة مظهراً لاتّساع تدخّلات "إيرلو" في أدقّ الشؤون بمناطق سيطرة المليشيا، وتجسيداً لجهود سيطرة إيران، على قطاعات حسّاسة هناك على رأسها قطاع التعليم.

وتأتي زيارة الضابط الإيراني لجامعة صنعاء، في وقت لم تهدأ فيه الضجة المثارة حول زيارته مؤخراً لمنشآت طبية في صنعاء شملت أقساماً للنساء، الأمر الذي اعتبر منافياً للعادات والتقاليد، إلى جانب كونه تجاوزاً في صلاحيات سفير بلد في أي بلد.

ونشرت السّفارة الإيرانية في صنعاء، تغريدة عبر حسابها على موقع التدوين الاجتماعي المصغر "تويتر"، صورة للزيارة مرفقة بخبر وصفه يمنيون بـ"المستفزّ" وجاء فيه أنّ "سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية زار جامعة صنعاء، وكان في استقباله رئيس الجامعة القاسم عباس وعدد من الأكاديميين".

وكان أكثر ما أثار الاستياء هو قول السفارة، إن سفيرها "طاف على عدد من الكليات ومنها كلية الطب والهندسة واللغات، مستمعاً إلى رئيس الجامعة الذي قدم شرحاً وتعريفاً عن الجامعة وكلياتها وأقسامها"، في حين الأكثر استياءً هو ما تحدث به رئيس الجامعة للسفير الإيراني عن "تطوير المناهج والمواد التدريسية ونقل التجارب الطبية والهندسية الإيرانية إلى صنعاء، وتبادل المنح الدراسية وغيرها من القضايا".

وفيما يَعتبر يمنيون أن أنشطة إيرلو في صنعاء وزياراته التفقدية للعديد من المؤسسات والمرافق الموجودة هناك تظهره كحاكم عسكري إيراني لمناطق سيطرة المليشيا الحوثية، يحذّر آخرون من أن بصمات إيران وتأثيراتها بدأت تظهر بشكل مباشر على العملية التعليمية في تلك المناطق وفي محتوياتها والمناهج المعتمدة فيها.

ويظهر محتوى مواد تعليمية متداولة في صنعاء، وعدد من المحافظات الأخرى، سواءً تعلّق الأمر بمقرّرات في المدارس معتمدة، أو بمطبوعات موجّهة للطلاب كوثائق تكميلية أو نشريات مخصصّة لدورات التعليم الموسمية مثل المخيّمات الصيفية، تحوّل العملية التعليمية هناك إلى ما يشبه حملة تعبئة وتجنيد واسعة النطاق للطلاب بتلقينهم منظومة من الأفكار ترتبط بأيديولوجيا المليشيا الحوثية وعقيدتها، وأيضاً بصراعاتها السياسية والعسكرية داخل البلاد، وحتى بصراعات المحور الإقليمي الذي إليه تنتمي وتقوده إيران.

ومن أجل تكوين الكوادر اللاّزمة لتأمين عملية تعليمية هناك وفق المواصفات الإيرانية تستقبل إيران كلّ سنة المئات من الطلاب اليمنيين للدراسة في مؤسسات معينة تختص بالتدريس الديني والأيديولوجي.