ملفات وتقارير

الأحد - 11 يوليه 2021 - الساعة 09:17 م بتوقيت اليمن ،،،

تعز/ مدى برس/ تقرير خاص:


تعيش مدينة تعز، الخاضعة سلطاتها الأمنية والعسكرية لسيطرة مليشيا الإخوان الإرهابية المتغلغلة فيما تسمى بـ"قوات الشرعية" سلسلة واسعة من الانفلاتات الأمنية التي بات معها المواطنون في المحافظة يعيشون جحيم الانتهاكات اليومية التي ظهرت ومنها "الاغتصابات" في الآونة الأخيرة.

وبدلاً من أن ينعم المواطن بالأمن في المدينة، التي تعيش تمادياً في فوضى الانتهاكات المسلحة وسيناريوهات الاقتتالات اليومية في شوارعها، بات يواجه الخطر هو وأطفاله على يد تلك العصابات التي تمادت في انتهاكاتها بحق المواطنين، ووصل بها الأمر إلى اختطاف أطفال واغتصابهم.

تقول مصادر محلية لـ"مدى برس"، إن ما شجع العصابات على التمادي في الانتهاكات بحق المواطنين بشكلٍ يومي، وصولاً إلى اختطاف واغتصاب الأطفال، هو ما يحظون به من حماية من نافذين في داخل المؤسستين العسكرية والأمنية، اللتين يفترض بهما أن تكونا في صف الضحايا لا مرتكبي الجرائم.

آخر تلك الانتهاكات

عن آخر تلك الانتهاكات، تقول مصادر محلية في محافظة تعز، إن مسلحاً، يحظى بحماية نافذة من عصابات إخوانية في محور تعز، أقدم على اختطاف طفل يبلغ من العمر (17 عاماً) اليومين الماضيين بمدينة تعز، وقام باغتصابه، في ظاهرة تفشت بشكل لافت في الآونة الأخيرة، وسط صمت مخزٍ للجهات الإخوانية المعنية.

وتشير المصادر إلى أنه اتضح من خلال بلاغات مقيدة في البحث الجنائي أن عدداً من الأطفال تعرضوا لنفس الجريمة وبنفس الطريقة والأسلوب الذي تعرض له هذا الطفل، لافتةً إلى أن الجاني يستخدم بطاقة انتسابه في الجهاز الأمني ​​لاستدراج الضحايا وإبلاغهم بوجود بلاغ مسجل ضدهم في البحث الجنائي ويطلب منهم مرافقته إلى مقر البحث الجنائي، قبل أن يغير مساره إلى منطقة حبيل سلمان، وهناك يرتكب الجريمة.

وبحسب المصادر فقد كشفت هذه الحادثة هوية المسلح من قبل مسلحين آخرين قاموا بإنقاذ الضحية الذي طلب منهم المساعدة أثناء مرورهم به عندما كان في عراك مع الجاني الذي كان يحاول إدخاله إلى غرفة تقع جوار سكن المعهد الفني في حي المرور، بهدف اغتصابه.

وتم اختطاف الضحية -وفق المصادر- عندما كان في منطقة "بيرباشا" بعد تهديده بالسلاح، وقاوم الضحية بشجاعة كل محاولات الجاني، لإدخاله منطقة حبيل سلمان، رغم تعرضه للاعتداء والضرب وإطلاق النار بجانبه، لكنه لم يستسلم، ما دفع المسلح إلى مواصلة السير إلى أن وصل لجوار حوش إدارة المرور، وهناك حاول المسلح اقتياد الضحية إلى غرفة جوار السكن التابع للمعهد الفني، لكن مرور المسلحين الذين أنقذوا الضحية أفشل خطة المسلح الذي وقع في شباك العدالة، والقبض عليه.

"جواهر" ضحية أخرى

وفي حادثة أخرى، أكثر فداحة، أُغتصبت طفلة تنتمي إلى "فئة المهمشين"، من قبل شاب وسط مدينة تعز، في ظل ارتفاع وتيرة جرائم اغتصاب الفتيات القاصرات من هذه الفئة في المحافظة، من قبل عصابات مسلحة تستغل ما تحظى به من نفوذ في المؤسستين العسكرية والأمنية بالمحافظة.

وذكرت مصادر أن الطفلة "جواهر .م. ع." (14 عاماً) من فئة المهمشين تعرضت لجريمة اغتصاب، مساء الاثنين الفائت، من قبل شاب في الـ28 من العمر، يدعى "باسم. س" في حي الشماسي، وسط المدينة، موضحة أن مرتكب الجريمة، استدرج الطفلة "جواهر" في الثامنة من مساء الاثنين، إلى منزل والده، مستغلاً عدم تواجد أسرته في المنزل الكائن بالقرب من مسجد الهدى، في الحي ذاته، وهناك قام باغتصابها.

وأشارت إلى أن الأجهزة الأمنية، يوم الثلاثاء، ألقت القبض على المتهم الذي يعمل سائق باص، ويستقوي بجنود في محور تعز العسكري الإخواني.

وذكرت أن مسلحين تبين أن بينهم جنوداً من اللواء 170 دفاع جوي بلباس مدني، قدموا إلى منزل أسرة الطفلة "جواهر" صباح الأربعاء، وهددوا أسرتها بالقتل في حال لم يتم التنازل عن القضية والإفراج عن المتهم قبل تحويله إلى النيابة، مؤكدة أنه تم إبلاغ قسم شرطة "الأشبط" بالتهديدات، الذي بدوره أرسل طقماً أمنياً لحماية المنزل، لكنه غادر المكان مساءً بشكل مفاجئ.

ونقلت وسائل إعلام أن رئيس‏ ‏الاتحاد الوطني للمهمشين نعمان الحذيفي، قال: إن المتهم طلب من أسرة الطفلة "جواهر" إرسالها إلى منزل أسرته، بحجة أن والدته طلبت منه إحضارها لمساعدتها في تنظيف المنزل، مشيراً إلى أنه بحسب إفادة الطفلة الضحية، عند دخولها المنزل، أوصد المتهم الأبواب مباشرة من الداخل ليقوم بمهاجمتها ومباشرة اغتصابها.

وذكر نعمان، أن السلطات الأمنية ألقت القبض على الشاب المتهم، بعد ضغوط من قبل قيادة الاتحاد، لافتاً إلى أن المتهم رهن الاحتجاز في قسم شرطة "الأشبط".

وكشف تقرير طبي صادر من هيئة مستشفى الثورة العام بمحافظة تعز، الأربعاء، الموافق 7/7/2021م، أن الطفلة "جواهر" وصلت إلى قسم النساء والولادة، في المستشفى وبعد الكشف عليها تبين "أنها تعاني من تمزق في غشاء البكارة (تمزق حديث)".

وتيرة اغتصابات مرتفعة

وفي الآونة الأخيرة تصاعدت وتيرة جرائم الاغتصاب التي تطال الفتيات القاصرات من فئة المهمشين في محافظة تعز -بحسب مصادر محلية- أكدت أن ذلك يحدث وسط صمت وتجاهل من قبل السلطات الأمنية والقضائية.

وكان آخر تلك الجرائم جريمة اغتصاب الطفلة "رسائل" من قبل 5 شبان في ريف تعز، العام الماضي، والتي كان سبقها محاولة اغتصاب الطفلة صابرين (14 عاماً)، التي أُصيبت خلالها بجروح، وكان المتهم بارتكابها أحد أفراد اللواء الرابع مشاة جبلي، الموالي لحزب الإصلاح الإخواني.