ملفات وتقارير

السبت - 24 يوليه 2021 - الساعة 10:51 م بتوقيت اليمن ،،،

تعز/ مدى برس/ خاص:


اختتمت اليوم فعاليات مهرجان قلعة القاهرة الرابع بتعز والذي ينظمه مكتب الثقافة بالمحافظة برعاية محافظ تعز ووزير الإعلام والثقافة والسياحة، بمهرجان فني على قاعة نادي تعز السياحي أحياه عدد من نجوم الفن.

وكان مكتب الثقافة بالمحافظة قد قرر في وقت سابق إقامة مهرجان الاختتام في ميدان الشهداء في رسالة تحد للميليشيا المتواجدة في تعز في مناطق الشرعية والانقلاب على حد سواء، خاصة أن ميدان الشهداء يعد من المناطق القريبة من خط النار الفاصل بين سيطرة الحكومة الشرعية والانقلابيين، ومضمون هذه الرسالة أن تعز تتسلح بالفن في مواجهة أعداء الحياة من أصحاب مشاريع الموت.


تخوف ميليشيا الاخوان ممثلة بمحور تعز من رسالة المهرجان، جعل قيادة المحور تصدر توجيهاتها لمكتب الثقافة بعدم إقامة الفعالية في ميدان الشهداء، وأرغمته على نقل الفعالية إلى قاعة نادي تعز السياحي، قبل ساعات قليلة من موعدها.

الحرب التي شنتها قيادة محور تعز على مهرجان قلعة القاهرة الرابع جاءت في سياق حرب ميليشيا الاخوان على المهرجان منذ نسخته الأولى، حيث تترافق فعاليات المهرجان المتزامنة معرعيد الأضحى مع حملات تحريض وتكفير من على منابر المساجد التي تديرها عناصر اخوانية متطرفة.

ومنذ إقامة المهرجان للمرة الأولى في العام 2018 يتعرض المهرجان لحملة تحريض من قبل عناصر اخوانية بقيادة البرلماني عن حزب الإصلاح الاخواني وخطيب جامع النور الشيخ عبدالله أحمد علي العديني الذي يتهم مكتب الثقافة بالمحافظة بأنه يحرض على الفجور والاختلاط من خلال الفعاليات الفنية التي ينظمها.

في السياق أشار عدد من الناشطين إلى أن قيادة محور تعز شعرت أنها مستهدفة من قبل مكتب الثقافة بالمحافظة من خلال إعلانه عن إقامة الحفل الختامي في ميدان الشهداء ما جعل قيادة المحور تمنع ذلك، باعتبار أن إقامة المهرجان في الميدان سيفضح ادعاءات محور تعز الرافضة لممارسة مهامها في مقرها الرئيسي الواقع بالقرب من ميدان الشهداء، حيث تدعي قيادة المحور أن المنطقة معرضة للاستهداف من قبل الميليشيا الانقلابية، وأنها لا تزال غير آمنة.

هذه المبررات التي تطلقها قيادة المحور هي ما تجعلها تستمر في احتلالها لمدرسة سبأ الواقعة وسط المدينة، حيث حولتها إلى ثكنة عسكرية تحوي المقر الرئيسي لقيادة المحور، وسجون خاصة تدار من قبل الجهاز الأمني السري لميليشيا حزب الإصلاح.

وكانت النسخة الأولى من المهرجان الذي يتم تنظيمه سنويا في تعز قد انطلقت في العام 2018 خلال تولي الدكتور أمين أحمد محمود قيادة المحافظة، حيث تم تدشين المهرجان الذي يحييه عدد من نجوم الفن والغناء في إطار جهود السلطة المحلية لتطبيع الحياة في المدينة التي تشهد حربا وحصارا خانقا منذ العام 2015.

إقامة المهرجان الفني للعام الرابع على التوالي أثبت للعالم أن تعز ستظل العاصمة الثقافية لليمنيين التي تتسلح بالفن لتقاوم وتبني وتستعيد الحياة، وأن هذه المدينة التي رضعت أشعار الفضول وألحان أيوب وألوان هاشم علي، هي دائما أقوى من بنادق القتلة الذين يتربصون بها من جميع الجهات.

رسالة المهرجان الختامي جاءت في إطار الرسالة الرئيسية التي حملها المهرجان في نسخته الأولى، بعد أن قام محافظ تعز السابق بتحويل قلعة القاهرة من ثكنة عسكرية إلى متنزه ومتنفس سياحي لأبناء المدينة في زمن الحرب، بالإضافة إلى تحويل مدرجات القلعة إلى مسرح فني مفتوح يحمل رسائل الحب والسلام التي تبعثها تعز إلى كل العالم.

يشار إلى أن مهرجان قلعة القاهرة في نسخته الأولى جاء في إطار الجهود السياسة العامة للمحافظ السابق الدكتور أمين أحمد محمود والهادفة إلى تطبيع الحياة في المدينة عبر فتح المتنزهات والحدائق وترميم المكاتب التنفيذية والمؤسسات الحكومية واستعادتها وتفعيل نشاطها بالتزامن مع حركة تنموية في مختلف الخدمات العامة، وهي السياسة التي تعرضت للإجهاض قبل أن تكمل عامها الأول من قبل ميليشيا الاخوان المسلمين التي استخدمت نفوذها في مؤسسة الرئاسة لإقالة المحافظ محمود، ودفن مشروعه المدني.