نافذة على السياسة

الإثنين - 09 أغسطس 2021 - الساعة 12:12 ص بتوقيت اليمن ،،،

عدن/ مدى برس/ وكالات:


بعد ترحيب واسع بتعيين السويدي هانز غروندبرغ، مبعوثا خاصاً للأمم المتحدة إلى اليمن، تتجه الأنظار نحو مسار مهمته وما إذا كانت ستحمل أي طروحات مختلفة عن تلك التي قدمها سلفه البريطاني مارتن غريفيث الذي حاول دفع الأطراف المعنية لإنهاء الحرب دون التوصل إلى نتيجة حاسمة.

غروندبرغ، الذي لاقى ترحيبا من الحكومة الشرعية ليس بعيداً عن الملف اليمني، لاسيما أنه يشغل منصب سفير الاتحاد الأوروبي إلى اليمن منذ سبتمبر 2019، فهل يستطيع قيادة البلاد إلى تسوية الصراع الدائر منذ سنوات؟

في هذا السياق يقول مراقبون إن "التجارب السابقة لغروندبرغ ستمكنه من تقديم أفكار جديدة تختلف عما حمله غريفيث الذي كان قد اتهم الحوثيين في تعثر مبادرة تقودها الأمم المتحدة تدعو لوقف إطلاق النار، ورفع القيود البحرية والجوية التي يفرضها التحالف على المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون"

ولكن الحكومة الشرعية وعن طريق رئيس الوزراء، معين عبدالملك، شددت في اول اتصال مباشر مع المبعوث الجديد، على "ان التسوية في اليمن يجب ان تعتمد على ثلاث مرجعيات رئيسية، قرارات مجلس الأمن، مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، والمبادرة الخليجية". 

وعن العراقيل التي قد تواجه غروندبرغ، تحدث رئيس الحكومة الشرعية عن "تعند ميليشيات الحوثي واحتكامهم للسلاح اول العراقيل، في المقابل أكد على تعاون الحكومة الشرعية المطلق والتام من أجل نجاح مهمة المبعوث الجديد، بكل ما تحمله من تعقيدات وظروف صعبة".

في الاتجاة الاخر وتعليقا على تعيين غروندبرغ، شكك المتحدث باسم ميليشيات الحوثي محمد عبد السلام على تويتر ، بجدوى تعيين مبعوث جديد، قائلا "لا جدوى من أي حوار قبل فتح المطارات والموانئ كأولوية وحاجة وضرورة إنسانية".

وبينما تسعى الشرعية و التحالف العربي إلى اتفاق متزامن، تصر الميليشيات الحوثية على رفع الحصار أولا. وكانت السعودية في مارس الماضي، عرضت على الحوثيين خطة لوقف إطلاق النار على مستوى البلاد وإعادة فتح خطوط جوية وبحرية.

ووجدت المبادرة السعودية ترحيبا دوليا من دول عظمى ومن الأمم المتحدة، لكن الحوثيون، رفضوا عرض الرياض، واضعين شروط عدة للموافقة.

وامام هذه التحديات يبدو طريق المبعوث الجديد غير ممهد لتحقيق أي اختراقات مهمة مستقبلا، ولكن إذا حالفه الحظ فقد ينجح في حلحلة بعض الملفات الثانوية، من بينها الإفراج عن أسرى وتخفيف الحصار على ميناء الحديدة وتأمين ناقلة النفط صافر.

والواضح حتى الان ان فجوة واسعة تفصل أطراف النزاع المحليين والدوليين فيما يتعلق بوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب الدائرة، الأمر الذي قد يجعل مهمة غروندبرغ لن تختلف كثيرا عن مهام أسلافه، على حد قوله.

وهكذا يأتي تعيين الدبلوماسي السويدي، بينما تبذل الأمم المتحدة والولايات المتحدة قصارى الجهد لتحقيق تقدم صوب إنهاء الحرب المستمرة منذ ست سنوات بين ميليشيات الحوثي الإنقلابية والشرعية اليمنية المعترف بها دوليا، بدعم من التحالف العربي.

فقد واجه غريفيث المبعوث السابق ، خلال فترة عمله في اليمن، اتهامات من قبل ميليشيات الحوثي، بالانحياز لصالح الشرعية رغم لقاءاته الدورية مع كبار قادة الجماعة ومن بينهم زعيمهم عبد الملك الحوثي.

وحاول غريفيث الضغط على أطراف النزاع لوقف إطلاق النار والجلوس على طاولة مفاوضات، وجرى التوصل لاتفاق مبدئي في 2018 على مباشرة خطوات عملية في هذا الصدد، لكن المعارك تواصلت في عدة مناطق.


المصدر: الحرة - وكالة سبأ