الأربعاء - 18 أغسطس 2021 - الساعة 09:51 م بتوقيت اليمن ،،،
تعز/ مدى برس/ تقرير خاص:
تتأثر وتؤثر الميليشيات والجماعات المسلحة في اليمن من تجارب بعضها، وهذا ما تثبته ميليشيا حزب الإصلاح الإخواني من خلال نقل تجارب ميليشيا الحوثي وتطبيقها في مناطق سيطرتها في محافظة تعز.
ومن التجارب الحوثية التي تطبقها ميليشيا حزب الإصلاح في تعز تجربة صناعة أحزاب كرتونية بهدف شرعنة ممارساتها الإجرامية، وكذا تفريخ الأحزاب السياسية الرئيسية المتواجدة على الساحة، وإدخالها في مشاكل تنظيمية داخلية، وبالتالي إضعافها بما يجعلها تفسح الساحة لحزب الإصلاح لتنفيذ أجندته الإجرامية والعبث بتعز كيفما شاء.
وتعتمد ميليشيا الإصلاح في تطبيق هذه الاستراتيجية على شراء الولاءات الشخصية داخل الأحزاب الكبيرة، بما يساعدها على اختراق هذه الأحزاب والتحكم بقراراتها، بالإضافة إلى إنشاء مكونات وأحزاب وهمية ودعمها ودعم مشاركتها في الفعاليات السياسية والحزبية، بما في ذلك عضويتها في التحالفات والتكتلات السياسية والحزبية التي يتم تشكيلها، بما يساعد على ترجيح كفة حزب الإصلاح الإخواني في هذه التكتلات.
مؤخراً حاولت ميليشيا الإصلاح التخفيف من حدة الغضب الشعبي منها بعد ارتكابها جريمة الإبادة الجماعية بحق أسرة الحرق، عبر استخدام الأحزاب الكرتونية المسماة في وسائل إعلام الإخوان "الأحزاب السياسية" حيث تناولت وسائل الإعلام الإخوانية خبراً صحفياً مفاده أن رؤوساء وممثلي الأحزاب السياسية قاموا بزيارة إلى بيت الحرق.
وبحسب الخبر، فإن من قاموا بهذه الزيارة هم "عبد الحافظ الفقيه (حزب الاصلاح)، وعلي سرحان (المؤتمر)، وعبد الله حسن خالد (اتحاد القوى الشعبية) وأمين المشولي (العدالة والبناء) علي نعمان (البعث العربي) مختار الرميمة (رابطة اليمن الاتحادي)، وفريد البردادي (رابطة أبناء اليمن).
في هذا التقرير الذي أعده "مدى برس"، سنحاول تقديم قراءة سياسية لأبرز الأحزاب السياسية التي قام حزب الإصلاح باختراقها وتفريخها، وآلية تطبيق ذلك، ومدى نجاحه في ذلك، بالإضافة إلى استعراض الأحزاب والمكونات الكرتونية التي قام بإنشائها، وكيف نجح في استغلال هذه المكونات لتطبيق أجندته الخاصة:
1. مؤتمر "عارف جامل":
نجحت ميليشيا حزب الإصلاح بالاستحواذ على القرار السياسي لحزب المؤتمر الشعبي العام بتعز والذي يقوده الشيخ عارف جامل، حتى بات المؤتمر بتعز يعرف بـ"مؤتمر جامل" والذي يسيطر بشكل كامل على القرار الخاص بالحزب ويسخره لصالح أجندة حزب الإصلاح، حيث تم شراء ولائه من قبل الإصلاح عن طريق سياسة الابتزاز السياسي الذي يمارسه الإصلاح ضده، مستخدماً مع جامل سياسة "العصا والجزرة"، وممارساً للضغوط عليه عبر شقيقه القيادي الإخواني نبيل جامل.
كما أن ميليشيا الإصلاح نجحت في استقطاب عدد من القيادات المؤتمرية في المحافظة عبر منحها بعض الامتيازات الشخصية مقابل استخدامها لتطبيق أجندتها الحزبية، ومن أبرز هذه القيادات علي سرحان المسؤول السياسي للمؤتمر في تعز.
وبحسب مراقبين، فإن سيطرة ميليشيا الإصلاح على مؤتمر تعز تأتي انعكاساً لنجاح حزب الإصلاح باستقطاب قيادات مؤتمرية عليا متواجدة في الرياض باتت تدين بالولاء المطلق لتنظيم الإخوان، وأبرز هذه القيادات الدكتور رشاد العليمي، والدكتور أحمد عبيد بن دغر.
2. العدالة والبناء:
يعد حزب العدالة والبناء من الأحزاب السياسية الجديدة التي تم تشكيلها عقب أحداث 2011 عن طريق عدد من البرلمانيين المنشقين عن حزب المؤتمر الشعبي العام، والذين شعروا أن مصالحهم الشخصية باتت مهددة مع سقوط نظام صالح.
تم تشكيل الحزب الذي لا يحمل أي أيديولوجية معينة من قبل عدد من البراجماتيين الذين ينطلقون في توجهاتهم من منطلق الوقوف مع من يملك السلطة، ولذا فقد بات الحزب ــ الذي يملك اسما وقيادة عليا ولا يملك أعضاء سوى ما ورد في البيان التأسيسي ــ مجرد أداة من أدوات حزب الإصلاح الذي بات بمثابة الحزب الحاكم في اليمن بعد سيطرته على الشرعية بشكل شبه كامل.
السياسة العامة التي تنتهجها قيادة حزب العدالة والبناء المتواحدة في الرياض انعكست على أداء الحزب في المحافظات ومنها تعز، حيث باتت قيادة الحزب في تعز تدين بالولاء المطلق لقيادة حزب الإصلاح وتتبنى مواقفها بشكل تام.
3. اتحاد القوى الشعبية:
على الرغم من أن اتحاد القوى الشعبية يملك تصريحاً باعتباره حزباً سياسياً، إلا أنه على أرض الواقع غير متواجد، ولذا فقد عمل حزب الإصلاح على تبني الحزب ودعمه لتسخيره في تنفيذ أجندة الإخوان.
في تعز يملك اتحاد القوى الشعبية عضوين هما: القيادي في الحزب عبدالسلام رزاز، والذي يمثل الحزب في المواقع العليا في الرياض، بالإضافة إلى ابن منطقته المدعو "عبدالله حسن خالد" والذي يعد الممثل الحصري للحزب في تعز، لدرجة أنه في حال تشكيل لجان فرعية من الأحزاب لا يتردد خالد بترشيح أفراد معروفين من حزب الإصلاح وتقديمهم كممثلين لاتحاد القوى الشعبية في هذه اللجان.
يمتاز عبدالله حسن خالد بانتهازية مواقفه ودفاعه المستميت عن ميليشيا حزب الإصلاح، حتى بات الجميع يصفه بأنه "ملكي أكثر من الملك".
4. رابطة اليمن الاتحادي:
حزب وهمي لا يملك تصريحاً من لجنة الأحزاب، تم تشكيله في تعز من شخصية واحدة هي الشيخ مختار الرميمة والمحسوب على التيار السلفي المدعوم من الكويت والعامل في مجال الجمعيات الخيرية.
يقوم الإصلاح باستغلال مسمى الحزب الوهمي الجديد عبر إشراكه في التكتلات السياسية وآخرها التحالف الوطني بتعز ليكون رقماً في خانة الإصلاح، كما يتم تقديمه بين الحين والآخر على اعتبار أنه من أحزاب تعز السياسية واستغلال ذلك في الأخبار المنشورة في إعلام الإخوان وبما يخدم أجندتهم.