نافذة على السياسة

الإثنين - 23 أغسطس 2021 - الساعة 05:25 م بتوقيت اليمن ،،،

تعز/ مدى برس/ تقرير خاص:


لم يتردد الناطق الرسمي لمحور تعز الموالي لحزب الإصلاح العقيد الإخواني عبدالباسط البحر، عن اتهام أبناء تعز الذين شاركوا في المسيرة الجماهيرية السلمية لإنقاذ تعز؛ بالعمالة للحوثيين واستهداف الجيش الوطني.

البحر وضع المسيرة الجماهيرية التي نظمتها الحركة الشعبية لإنقاذ تعز ”يكفي” في خندق “استهداف الجيش والتدخل في شؤونه”، معتبراً إياها “جريمة وخيانة عظمى وعمالة للعدو بنص الدستور النافذ والقانون"، على حد قوله.

حديث ناطق المحور الإخواني جاء في مقال له نشره في صفحته بالفيس بوك، تعليقاً على المسيرة الجماهيرية المطالبة بإقالة القيادات العسكرية والأمنية التي أغرقت تعز في الفوضى والانفلات الأمني، حيث قال الناطق الإخواني إنه ”لا يجوز للمدنيين دستوراً وقانوناً التدخل في شؤون مؤسسة الجيش الداخلية أو استهدافه أو الإساءة إليه بأي نوع من الإساءة المادية أو المعنوية، كونه مؤسسة سيادية وطنية مستقلة له مهام معروفة ومحددة بالدستور".

ووصف الناطق الإخواني مطالب المسيرة الجماهيرية بأنها تطاول وتحريض ودعوة للتمرد والعصيان على مؤسسة الجيش والخروج عن النظام العام لها، وتشكيك بولائها وأدائها وبمهنيتها وإخلاصها وتفانيها بأداء واجبها الوطني والدستوري والأخلاقي والديني.

الناطق الإخواني قال إن أي مطالب بإصلاح وتغيير داخل قيادة المحور، تعني انهيار الدولة وانتهاء المعركة مع ميليشيا الحوثي، معتبراً ذلك خيانة عظمى وعمالة واضحة للعدو، وتأثيراً على معركة الدفاع الوطني، لا تصدر إلا عن خائن مأجور أو حاقد موتور.

تصريحات ناطق المحور الإخواني جاءت في سياق الحملة الإعلامية التي شنها حزب الإصلاح لتخوين القوى المدنية والوطنية في تعز، والتي قررت التصعيد بالنضال السلمي ضد سلطة الأمر الواقع الإخوانية، مع تصاعد جرائمها بحق أبناء تعز وآخرها الجريمة البشعة التي ارتكبتها ميليشيا الإصلاح ”مجاميع عسكرية محسوبة على محور تعز” ضد أسرة الحرق.

وأمام تصاعد الحنق الشعبي من جرائمها سارعت جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية لرمي تهم العمالة للحوثيين والإمارات ضد جميع القوى الوطنية في تعز، والتي أجمعت على ضرورة الانتفاضة في وجه سلطة الأمر الواقع الإخوانية التي حولت المؤسسة العسكرية والأمنية إلى ميليشيا مسلحة ترتكب أبشع جرائم الحرب بحق المدنيين العزل.

وكانت جريمة التطهير العرقي الذي مارسه محور تعز الإخواني ضد أسرة الحرق، قد جاءت لتفتح سجلاً طويلاً من الجرائم التي ارتكبتها ميليشيا حزب الإصلاح الإخواني باسم الدولة.

وكانت قيادة حزب الإصلاح الإخواني بتعز قد عممت على أعضائها بضرورة مهاجمة القوى الوطنية المطالبة بإسقاط سلطة الأمر الواقع، عبر اتهامها بالعمالة للحوثي والإمارات، كما وصفت الجماعات الإرهابية التابعة لها بتعز بأنها جيش وطني لا يجب المساس به.

اتهام الآخرين بالعمالة كمبرر لقتلهم هو سلوك مشترك بين جماعتي الحوثي والإخوان الإرهابيتين، حيث ذكَّر اتهام الإخوان للقوى الوطنية بالعمالة للحوثي والإمارات، بالتهم بالعمالة لإسرائيل وأمريكا والتي تطلقها جماعة الحوثي ضد خصومها، وتستخدمها كمبرر لارتكاب جرائمها البشعة بحقهم، وهو سلوك مشترك بين الجماعات الدينية والتكفيرية.

الناشط فواز النابهي قال لــ”مدى برس”، إن ميليشيا الإخوان تريد حرف الأنظار عن جرائمها إلى قضايا ثانوية تتمثل بالجدل في مواقع التواصل الاجتماعي حول قضايا أخرى من خلال اتهام الآخرين بالعمالة، على الرغم من أن جماعة الإخوان منذ تشكيلها وهي ترضع العمالة وتتربى عليها كمنهج وسلوك، كما أن الجميع يدرك اليوم من هم عملاء قطر وتركيا وعمان، وبالتالي فمثل هذه الاتهامات مردودة على الجماعة الإرهابية نفسها.

وأضاف "النابهي"، إن الجميع مطالب بعدم الانجرار إلى القضايا الجانبية والمصطنعة، وإنه لا بد من توحيد جميع الجهود بين جميع القوى المدنية إلى هدف إسقاط حكم الإخوان الإرهابي الذي حول تعز إلى إمارة إخوانية، وعمل على تعطيل وتغييب مؤسسات الدولة وقام بأخونتها، لتصبح تعز اليوم، للأسف، تحت قبضة ميليشيا إرهابية تجمع القتلة واللصوص والتكفيريين تحت يافطة ”الجيش الوطني” والجميع اليوم مطالب بإعادة الاعتبار للمؤسسة العسكرية عبر تطهيرها من هذه المجاميع.

وكانت جماعة الإخوان الإرهابية قد شعرت بتزايد الخطر الذي يتهددها مع تزايد الغضب الشعبي ضدها، والذي عبر عنه أبناء تعز بمسيرة جماهيرية حاشدة خرجت السبت الماضي للمطالبة بإسقاط سلطة الأمر الواقع الإخوانية في تعز.