تعز/ مدى برس/ أدونيس الدخيني:
بدأت الحرب ضد شركاء النضال والكفاح المسلح ضد ميليشيات الحوثي الإرهابية في مدينة تعز مبكرًا. أدار ذلك الإخوان الذين يحكمون السيطرة على مفاصل الدولة في مدينة تعز العسكرية والأمنية ويعجزون عن بسط الأمن والاستقرار في الأحياء المحررة.
باسم مواجهة العناصر الخارجة عن النظام والقانون تمت تصفية رضوان العديني، ولاحقًا مواجهة كتائب أبو العباس، فاقتحام الحجرية، وبينهما اغتيال قائد اللواء 35 مدرع العميد الركن عدنان الحمادي، كانت تستفرد بكل قيادي بمفرده، وخاضت معارك منفردة وكل معركة ضد قيادي من قيادات شركاء النضال تمامًا كما كانت تفعل ميليشيات الحوثي، تخوض المعارك منفردة حتى تتمكن من الانتصار. هل تتذكرون الماكينة الإعلامية لمحور تعز والتجمع اليمني للإصلاح وهي تتحدث عن العناصر الخارجة عن النظام والقانون، ولم تقل حتى أسماء هذه العناصر!
لقد كانت مبررًا فقط لتصفية الخصوم، وهذا الذي حدث، ثم ما الذي حدث بعده؟ أكدت الأحداث أن العناصر الخارجة عن النظام والقانون هي أفراد وكوادر من يدير مؤسسات الدولة العسكرية والأمنية في المدينة. لم تنتهِ الفوضى بتحييد الخصوم، إنما ارتفعت إلى ذروتها وتوسع انتشارها ليشمل كافة أحياء المدينة. لقد بدت ماثلة بإغلاق الشوارع وإبادة أسر بكاملها وبالسباق على نهب منازل المواطنين والأراضي في المدينة.
نعيد التذكير فقط بما حدث لأسرة الحرق على خلفية محاولة قيادي بارز في محور تعز البسط على أرضية مجاورة لمصنع البلاط الذي يملكه قائد محور تعز اللواء خالد فاضل واشتراه بأموال معركة يناير 2018، حينذاك أعلن المحور عن عملية عسكرية لاستكمال تحرير المدينة وكان حصادها الوحيد شراء مصنع البلاط في بئرباشا. هذه فقط واحدة من القضايا التي تحكي حال الوضع الذي تعيشه مدينة تعز.
ربما يكون الإخوان نادمين اليوم على تصفية الخصوم، على الأقل كانوا يرمون بكل أوساخهم عليهم، وينزهون أنفسهم، أما اليوم فهم في ورطة حقيقية، لقد ظهر الوجه الحقيقي الذي يتشابه كثيرًا مع وجه ميليشيات الحوثي الإرهابية. كم كانت ميليشيات الحوثي الإرهابية تتحدث باسم مصالح المواطنين قبل الانقلاب، والأمر ذاته كان يفعله الإخوان.
لا توجد الجماعات الدينية سوى للنهب والسلب والاستبداد ومواجهة كل المشاريع الوطنية وإحياء المشاريع الضيقة التي تخدم هذه الجماعات فقط، ذاك تؤكده الوقائع على الأرض، ويمكن للمتابع مشاهدته.
بات التعويل الوحيد هو على الشارع فقط، هو القادر على الانتصار للمشروع الوطني بتشييد مؤسسات الدولة الحقيقية التي تقوم بواجبها على أكمل وجه.
خرجت الحشود بالآلاف، قبل أيام في تعز، تطالب برحيل جميع من هم على المشهد في المدينة، قالت إنهم ليسوا رجال دولة ولا بد من إقالتهم جميعًا وإعادة بناء مؤسستي الأمن والجيش باعتبارها شرطاً مهماً لإيجاد الأمن والاستقرار وعاملاً مهماً في تشيد مؤسسات الدولة الحقيقية، وإنهاء الفوضى ومحاكمة القيادات المتورطة في الفساد والفوضى. وكل هذه الشروط ضرورية لإعادة الاعتبار للدولة في مدينة تعز.