الأربعاء - 01 سبتمبر 2021 - الساعة 07:15 م بتوقيت اليمن ،،،
عدن/ مدى برس/ خاص:
أكد تقرير أمريكي تحليلي نشرته مجلة “فورين أفيرز” الأمريكية المختصة بالسياسات الخارجية، ما تكشفه الحقائق الثابتة على الأرض من الدور الذي يلعبه هادي وجماعة الحوثي في إطالة أمد الحرب في اليمن والتي تدور رحاها منذ مارس 2015.
ويلاحظ أنه تم التركيز على المناطق والمنشآت الاقتصادية في الثلاث السنوات الأخيرة من الحرب، والتي أصبحت السعودية وحلفاؤها اليمنيون فيها في موقف دفاعي، فيما أصبحت جماعة الحوثي الانقلابية هي من تمتلك زمام المبادرة في شن الهجمات العسكرية والتي تركز في مجملها بالهجوم على محافظة مأرب الغنية بالنفط والغاز، أو بشن هجمات باستخدام الصواريخ البالستية والطائرات المسيرة على المنشآت النفطية داخل العمق السعودي بما فيها شركة أرامكو.
ومنذ مطلع العام 2020 بدأ الحوثيون بتركيز هجماتهم العسكرية على محافظة مأرب الغنية بالنفط والغاز بهدف السيطرة عليها، حيث رمى الحوثيون بثقلهم العسكري إلى جبهة مارب، باعتبار أن السيطرة عليها سيمنحهم موردا اقتصاديا ضخما سيكون كفيلا بمعالجة مشاكلهم الاقتصادية المتفاقمة في ظل معاناتهم في مناطق سيطرتهم من نقص حاد بالمشتقات النفطية وكذا عجزهم عن الإيفاء بالتزاماتهم تجاه مواطنيهم في المناطق الخاضعة لسيطرتهم بما في ذلك عجزهم عن صرف رواتب الموظفين.
كما يرى الحوثيون أن السيطرة على محافظة مارب النفطية ستمنحهم المزيد من القوة وأوراق الضغط في المفاوضات السياسية الهادفة لوضع حل سياسي للأزمة اليمنية من شأنه إيقاف الحرب واستئناف العملية السياسية ووضع صيغة حكم توافقية تستوعب جميع أطراف الصراع.
وينظر الحوثيون إلى مارب باعتبارها لقمة دسمة تستحوذ عليها جماعة الإخوان المسلمين ممثلة بحزب الإصلاح، والذي جعل من هذه المحافظة معقلا له ولقياداته العسكرية والسياسية والإعلامية، ويتم الاستئثار بإيراداتها التي لا يتم توريدها إلى البنك المركزي بعدن لصالح تجار الحروب الذين يقودهم هادي ونائبه علي محسن الأحمر ورجل الأعمال الأخطبوط أحمد العيسى.
وتمتنع مارب، التي تمتلك النسبة الأكبر من موارد الدولة السيادية المتمثلة بالنفط والغاز، تمتنع عن التوريد في حساب الحكومة العام في "فرع البنك المركزي بمأرب" ولا تسهم بأية إيرادات في الموازنة العامة، حيث إن محافظة مارب، ومنذ عام 2016م، لا تورد للمركزي إيرادات الغاز والتي تبلغ 7 مليارات تقريباً بالشهر الواحد، حيث فتحت حساباً جارياً في أحد البنوك التجارية، تودع فيه إيرادات الغاز.
وأمام شراسة الهجوم الحوثي على محافظة مأرب تبخرت ألوية الجيش الوهمية التي بناها علي محسن الأحمر، وبقيت قبائل مأرب وحيدة وهي تتحمل مسؤوليتها في الدفاع عن مناطقها في مواجهة الهجمات العسكرية الشرسة التي تشنها ميليشيا الحوثي الانقلابية.
أمام هذه المستجدات لجأ "تجار الحروب" داخل الشرعية بالبحث عن لقمة سائغة كبديل عن محافظة مارب التي لا تزال مهددة بالسقوط في أية لحظة بسبب خذلان جيش علي محسن الأحمر لها، حيث اتجهت أنظار تجار الحروب إلى محافظة شبوة بهدف السيطرة عليها بالكامل بما فيها ميناء بلحاف النفطي الذي يعد من أكبر مواني النفط والغاز في اليمن، في ظل تخوف الجنوبيين من سيطرة الإخوان المسلمين عليه واستخدامه لتمويل ميليشيا الإخوان المسلحة الهادفة لاجتياح المحافظات الجنوبية.
يعتمد تجار الحروب على محافظ شبوة بن عديو المقرب من هادي والموالي لجماعة الإخوان، في تسهيل سيطرتهم على المحافظة الغنية بالنفط والغاز، حيث لجأ الإخوان المسلمون إلى التصعيد في محافظة شبوة ضد قوات التحالف والتي تتخذ من بلحاف مقرا لها، حيث يطالب الإخوان برحيل هذه القوات باعتبارها قوات احتلال، على حد وصفهم، حيث امتد تصعيد الإخوان للتضييق الأمني على خصومهم السياسيين وفي مقدمتهم أنصار الانتقالي الجنوبي الذي تعرض ناشطوه للاعتداء والاعتقال على يد الأجهزة الأمنية التابعة لبن عديو.
التصعيد الإخواني ضد قوات التحالف بهدف الاستيلاء على ميناء بلحاف النفطي دفع بالجماعة إلى الإعلان عن تأسيس ما أسمته بـ"تنسيقية بلحاف" بهدف استخدام ورقة الشارع ضد قوات التحالف، وهي الخطوة التي جاءت متزامنة مع دفع ميليشيا الإخوان بأعداد كبيرة من مسلحيها إلى المناطق المحيطة بمنشأة بلحاف وتطويقها.
تحركات جماعة الإخوان تأتي بدعم من هادي الذي بات يدير لوبياً تجارياً بالشراكة مع مدير مكتبه الإخواني عبدالله العليمي ونائبه الشيخ أحمد العيسي، بالإضافة إلى الجنرال علي محسن الأحمر الذي يدير ميليشيا الإخوان العسكرية والتي تم تكليفها بالتحرك العسكري للسيطرة على منابع النفط والغاز وتسخيرها لصالح تجار الحروب من هادي والإخوان.