مدى الثقافي/ عبد الباري طاهر*
في هذه البكائية المفجوعة لن أتحدث عن الرائد الصحفي والأستاذ الجليل الدكتور محمد عبد الجبار سلام. ولا عن إرثه الإعلامي الكبير. ولا عن دوره في الصحافة قبل الثورة وبعدها.
و لا عن رحلته مع المشير عبد الله السلال في أول رحلة له إلى مصر والالتقاء باستاذ الصحافة العربية محمد حسنين هيكل وللتأسيس إلى جانب رفيق دربه الفقيد عز الدين ياسين وإصدار مجلة "الوسيلة لتحقيق الغايات" وهما عضوان في حركة القوميين العرب.
ولا عن دوره وكفاحه في حركة القوميين العرب. ثم دوره في حزب العمال والفلاحين العمل فيما بعد واصدار مجلة الكلمة وصحيفة الخضراء ودوره في مؤسسة سبأ للصحافة والإعلام ومواصلته الدراسة حتى الدكتوراه وعمادته لكلية الإعلام واصداراته وابحاثه ودراساته. تلكم الاعمال الريادية والعظيمة مجال اخر ولا بد من الاتيان عليها لاحقا.
هنا كتحية تأبين أتحدث فقط عن صداقة اخوية ربطت بيننا الفقيد محمد عبد الجبار والشاعر الكبير والاديب سلطان الصريمي ومحدثكم. كنا الثلاثة نقضي اليوم والساعات معا اما في مقر المجلة او المقيل. كان محمد عبد الجبار هادئ الطباع ودودا شديد التواضع جم الأدب.
يومها اواخر الستينات كانت الحديدة المدينة التي ترث الكثير من عدن وتعز. وكانت اهم مورد لخزينة الدولة وللدخل القومي وكانت الحركة الادبية والثقافية فيها مزدهرة ومدنها حية: زبيد. بيت الفقيه. باحل. اللحية والزهرة والزيدية في تلكم الفترة تأسست الأحزاب اليسارية والقومية: الحزب الديمقراطي الثوري والعمال والفلاحين والوحدوي الناصري وبدأ نشاط الحركة الاسلامية والتحولات اليسارية في الحركة القومية البعث والقوميين العرب في الحديدة حينها اصدر الصحفي الرائد والقدير سعيد علي الجريك صحيفة الصباح. واحيا الاعلام صحيفة الثغر وبرز دور الشاعرين ابو قصب الشلال واحمد رسام.
وبرز نشاط الأحزاب السرية اليسارية والقومية والاسلامية.
وكانت الحديدة كشقيقاتها صنعاء وعدن والمكلا وتعز واب تتفتح طاقاتها وقدراتها التي اشعلتها الثورة اليمنية سبتمبر واكتوبر. فله الرحمة والغفران ولاسرته الكريمة وافر العزاء.
* من صفحة الكاتب على الفيس بوك